يفتقد للمعايير النّقدية ويتيح النّشر الأدبي لكلّ من أراد من دون تجربة سابقة
النّشر الالكتروني ظاهرة جديدة على الثّقافة والأدب العربيين وهووليد القرن الحادي والعشرين، لذا فمن المبكر الخروج باستخلاصات أوبأحكام دقيقة ونتائج علمية يمكن تعميمها والاطمئنان إليها، لكن هذا لا يمنع من الخروج بانطباعات سريعة كأن نرى بأن النّشر الالكتروني يفتقد لأهم المعايير النّقدية وأنه بحكم طبيعته وبرامجه يتيح النّشر الأدبي لكلّ من أراد من دون تجربة سابقة وبلا تمحيص أوغربلة على العكس من النّشر الورقي الذي في أدنى حالاته يقوم بفحص المادة الأدبية المرسلة ويعرضها على مختصين للسّماح بنشرها من عدمه.
وانطلاقا من هذا يمكن القول، إن جوائز النّشر الالكتروني ومسابقاته وعموم تقييماته هي أقلّ بكثير بل لا مقارنة بينها وبين جوائز النّشر الورقي ومسابقاته.
النّشر الالكتروني يبدولي أنه يؤثر سلبيا لأنّه يحول أويقلل من أهمية المراجعة والتّدقيق والاهتمام بالنّص الأدبيّ من قبل المؤلّف والنّاشر على حدّ سواء، مما يؤدّي إلى انتشار الكتابات السّهلة والرّديئة، ولهذا فهويهبط بالمستوى النّوعي للكتابة الأدبية، لكن من جهة أخرى يؤثر ايجابيّا في زيادة الكم الأدبي واتساع مساحات القراءة، وكمحصّلة لهذين المؤثر فإنّ النّشر الالكتروني سيزيد الكم ويقلّل النّوع الأدبي الجيّد.
الأدب ضرورة حياة للإنسان خاصة وللمجتمعات عامة ولا غنى عنه، تماما كالماء والهواء والطّعام والمعرفة وغيرها من ضروريات الحياة، لكن مع انتشار ثقافة الصّورة والنّشر الالكتروني على حساب الورق والطّباعة أتوقع انحسارا في الوعي العام وانتشارا للأميّة الثّقافية وخطورة هذين تعني ازدياد نسبة اخضاع الشّعوب لصنّاع الفكر والسّياسة في العالم وهي نتيجة مؤسفة، هذا ما أتوقعه وهوسيء بالتّأكيد.
