ربيع الجزائر الثقافي، مبادرة تستحقّ الثناء كلّه باعتبارها الأولى من نوعها في عهدة الوزير الحالي الشّاعر عزّ الدّين ميهوبي، وبعد ركود دام لسنوات، ومن أفضل ما ميّزه أنّه جمع أغلب الأصناف الأدبية «شعر، رواية..» مزاوجا بينها، ممّا حقّق ذلك الاحتكاك الجميل بين الشعراء، الروائيين، والإعلاميين، سواء من الشّباب أو الجيل القديم، وهذا الاحتكاك صنع كثيرا من الحميمة الّتي افتقدها هذا الوسط منذ زمن بعيد، ومن إيجابيات الربيع الثقافي الجزائري أيضا أنّه جمع بين عدّة اتجاهات، ولم يستثن أو يهمّش أيّ فئة على حساب فئة أخرى، ومنه على سبيل المثال أنّه جمع بين شعراء العمودي، التفعيلة، وقصيدة النثر في منبر واحد، وفي الرواية بين الذين يكتبون بالفرنسية والعربية في فضاء واحد..! كذلك الأمر بالنسبة للمعايير الجغرافية، حيث أنّه جمع أدباء الغرب مع أدباء الشّرق، وشعراء الجنوب مع شعراء العاصمة، وهذا الذي تفتقده أغلب التظاهرات الأدبية، مما جعل الكاتب فاقدًا الأمل في أغلبها.
وكي نكون صادقين، فإننا لا ننكر بعض الهفوات التي وقع فيها الرّبيع الثقافي خاصّة من ناحية التنظيم، وهذا ما قد يبرّر بكونه التّجربة الأولى، ونأمل من القائمين على الربيع الجزائري في الطبعات القادمة، ومثله من النشاطات أن يلتفتوا أكثر ويلتفوا حول الشباب المبدع، والذي مجرّد القراءة لهُم توحي بإرهاصات مستقبليه واعدة!