بعد مشاركتي في المهرجان، وبعد تلخيص ما شاهدته وما عشته في اليومين اللذين قضيتهما هناك يمكنني أن أخرج بالتصور التالي: من الناحية المبدئية: مهرجان الربيع الثقافي الجزائري فكرة جميلة رغم ما قيل عن استنساخها من النسخة الفرنسية، وهي فعلا تمنح المبدعين فرصة الظهور وتقديم إبداعاتهم خصوصا بالنسبة لمبدعي الهامش الذين نالوا فرصتهم بالتواجد في المركز وإثبات قدراتهم. كما سمح أيضا بتفاعل إيجابي بين المبدعين بتنوّع مجالاتهم، فالتقى الشاعر بالروائي والممثل والسينمائي. كما أتاح الفرصة لعرض المؤلفات المتنوعة وتقريب المبدع من دور النشر، وربطه بالمتلقي بصورة مباشرة، من الناحية التنظيمية: نظرا لأنها النسخة الأولى فلا يمكن الحكم على التنظيم ماعدا بعض الرتوشات يمكن تجاوزها في الطبعات القادمة. وهذا لن يغطي على رقي الخدمات التي قدمت للمشاركين سواء من ناحية الإقامة الفاخرة أو الاستقبال الحار لهم، من ناحية المضمون، خلال اليومين اللذين شاركت فيهما حضرت الأمسيات الشعرية وشاركت في واحدة كشاعر، وكانت تجربة مميزة جدا خصوصا ما يتعلّق بالجمهور المميز والراقي والمتذوق للشعر الحقيقي، كما حضرت ندوة عن الحداثة في الشعر ولاحظت عدم وجود رأي معارض للمنشطين لها، فتحوّلت إلى محاكمة مبتورة للشعر الحقيقي. بالنسبة للأمسيات الشعرية فقد كان أفضل الشعراء عبر الوطن حاضرين فيها ما أعطاها قيمة فنية جميلة رغم سوء الأحوال الجوية وعليه هناك جملة من الاقتراحات أود تقديمها، من بينها تقريب الإقامة من مكان الملتقى، لتسهيل الأمر على المشاركين، مع ضمان إقامة لهم طيلة مدة الملتقى.