اختيرت لتجمع فناني الركح في عيدهم العالمي

الرمزية المسرحية لمستغانم… مسيرة عقود

أسامة.إ

ارتبط ذكر مدينة مستغانم في الضمير الجزائري بصورة فنانيها، شعرائها وموسيقييها، والإبداع الثقافي الذي تتميز به المنطقة. ولعل للمسرح المكانة الخاصة في نفوس المستغانميين، وهو ما أشار إليه الفنان بوزرار في حديثنا معه، بل إن المهرجان الوطني لمسرح الهواة الذي تحتضنه المدينة كل سنة، صار رديفا للتظاهرات الثقافية الأطول استمرارية، جاعلا منها «عاصمة المسرح الجزائري» في نظر الكثير من المهتمين.

بدأ هذا المهرجان منذ السنوات الأولى من الاستقلال، وبالضبط سنة 1967، ليكون بذلك واحدا من أعرق وأقدم تظاهرات الفن الرابع، ليس فقط في الجزائر، بل وعلى الساحتين الأفريقية والعربية. ولم يأت تنظيمه من فراغ، بل جاء في إطار استمرارية للحركية المسرحية التي عرفتها مستغانم منذ العهد الاستعماري.
وبالعودة إلى ثلاثينيات القرن الماضي، نجد مبادرة الزاوية العلاوية وشيخها أحمد بن مصطفى العلاوي، بأعمال مسرحية بحي «السويقة التحتانية». وكان الهدف منها المحافظة على الهوية الوطنية والدينية للجزائريين، وهو ما رأى فيه المستعمر الفرنسي ضربا من ضروب المقاومة.
كما شهدت هذه الفترة إنشاء الفوج الكشفي الأول تحت اسم فوج «الفلاح» بحي «تيجديت» العتيق، اكتشفت في إطاره مواهب في الكتابة والتمثيل والإخراج المسرحي، ورأت النور أعمال مثل «زواج بالرضا» و»مجرمون» لسي الجيلالي مصطفى بن عبد الحليم، الذي يحمل مسرح مستغانم المدشن حديثا اسمه، وهو  الذي ساهم في تأسيس فرع المسرح بالجمعية الثقافية السعيدية التي تنسب إلى الولي الصالح سيدي سعيد الذي يوجد مقامه وسط مدينة مستغانم، والتحق بهذه الجمعية مطلع الخمسينيات المخرج ولد عبد الرحمن كاكي، صاحب مسرحية «132 سنة» التي تروي قصة كفاح الشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي، وساهم فيها فقيد المسرح الجزائري مصطفى كاتب.
ولا ننسى دور الحركة الجمعوية في تواصل الحركية المسرحية بالمدينة، نذكر منها على سبيل المثال الجمعية الثقافية الأمير عبد القادر للحاج المكي التي سبقت تأسيس المهرجان الوطني للفن الدرامي سنة 1967 الذي حمل فيما بعد تسمية المهرجان الوطني لمسرح الهواة. وفي السبعينيات ولدت الجمعية الثقافية المسرحية «الإشارة» وعملت على تأسيس جمعيات مسرحية بمختلف أحياء مدينة مستغانم، وكان نتاج هذه الرؤية تأسيس سبع جمعيات مسرحية محلية.
وتزدان مستغانم، مدينة وولاية، بجمعيات عدة نذكر منها «الموجة»، «ولد عبد الرحمن كاكي»، «الجيلالي بن عبد الحليم»، «المعنى والمغنى»، «مصطفى كاتب»، «هواة السينما والمسرح»، «القناع الأزرق»، «الخشبة الزرقاء».

بطاقة فنية

- مسرح سي الجيلالي بن عبد الحليم هو أول مسرح من هذا النوع يشيد بعد الاستقلال على المستوى الوطني، بتكلفة إجمالية بلغت 720 مليون دج.
- يتشكل من ثلاثة طوابق، ويتربع على مساحة إجمالية تقارب 4 ألاف متر مربع بحي 400 مسكن، غير بعيد عن مقر مديرية الثقافة ومعهد الموسيقى ودار الثقافة.
- يضم هذا المرفق قاعة للعرض تتسع لـ510 مقعد وأخرى للمحاضرات ورواقا للعرض ومقهى المسرح وورشة لصناعة الديكور.
- يتوفر على أحدث العتاد بتقنيات متطورة وفق المعايير المعمول بها دوليا.
- وصفه وزير الثقافة ميهوبي في حفل التدشين بأنه «هدية لأرواح أجيال من الذين ناضلوا طويلا على الخشبة، الذين حافظوا على استمرارية الفن الرابع».

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024