ككل سنة يحظى الطفل باهتمام خاص من قبل منظّمي الصالون الدولي للكتاب، إذ خصصت له مساحة معتبرة بجناح “الأهقار”، حيث تمّ عرض كتب وألعاب وما له علاقة بالطفل، والتي عرفت إقبالا منقطع النظير من طرف الجمهور الجزائريين خاصة العائلات.
وشهدت قصص ما قبل النوم وقصص الأنبياء والقرآن الكريم إقبالا كبيرا من قبل الأطفال وآبائهم، خاصة وأنها قدمت على شكل حقائب بصور وكتابات جد مغرية، مثل تلك التي قدمتها المكتبة الخضراء للطباعة والنشر والتوزيع.
غير أنّ الإقبال الكبير استقطبه الكتاب المدرسي من الطور الابتدائي إلى النهائي، حيت كثر الطلب على المناهل وملخّصات الدروس الموجّهة للأقسام النهائية والامتحانات. واستحسنت العائلات في تصريح لنا بعين المكان، العروض والتخفيضات في عديد دور النشر والتوزيع، والتي سمحت بتلبية رغبات واحتياجات أطفالها من حيت الكتاب المدرسي، وكذا تمكّنها من اقتناء كتب المطالعة والألعاب الترفيهية لهم، والتي عرضت بأسعار تنافسية.
وفيما فضّل الكثير اقتناء المنتوج المحلي من كتب وموسوعات والمنجد والمناهل والمعروضة بأسعار مقبولة، اتجهت عديد العائلات إلى الأجنحة الفرنسية، باحثة عن كتيبات مدرسية مطلوبة بشدة في المدارس الخاصة، وكذا لاقتناء كتب للمطالعة والثقافة العامة، صادرة عن دور نشر أجنبية ومقدمة بطريقة فنية مدروسة، لكن بأسعار تفوق ضعف الكتاب المحلي.
وشهد التنافس بين دور النشر والتوزيع أشده، حيت تفنن الكل في وضع سبل استقطاب اهتمام القارئ الصغير وأولياء أمره، فمنهم من لعب ورقة حقائب القصص بأثمان مغرية، ومنهم من عرض الكتب بتخفيضات جيدة مند أول يوم للمعرض، ومنهم من أنشأ فضاءات ترفيهية للرسم والأشغال اليدوية، استقطبت بدورها اهتمام القنوات التليفزيونية الخاصة، التي استغلتها لتقديم ربورتاجات وحصص بالمناسبة، هذا إلى جانب العروض الفنية والمسرحية والثقافية اليومية التي نظمها المعرض للاطفال، والتي عرضت طول اليوم في الفضاء الذي أنشأ بين قسمي جناح الاهقار .
وتميّزت الدول المشاركة مثل فرنسا والولايات المتحدة، بفكرة الفضاءات البداغوجية التربوية لتعليم اللغة أو الترفيهية للأطفال مسيرة من قبل أخصائيين في المجال، وهي المبادرة التي لاقت استحسان الزوار، حيت استلزم الأمر تسجيل المشاركين يوما قبل بداية الحصص.