أكدت الروائية بهياني وئام صاحبة مؤلف «حراقة نحوالجزائر»، بأنه حان الوقت لإعادة النظر في مفهوم الفن، الذي عرف تغيرا كبيرا في الآونة الأخيرة وأضحى بالنسبة للبعض يرتبط بالدناءة والميوعة، وتعكر المجال بممن ينسبون أنفسهم للفن، متناسيين وجوب إعادة النظر في رسائلهم الموجهة للجمهور.
ترى بهياني وئام» انه من الضروري على الجهات المسؤولة النظر في كيفية إعادة الاعتبار إلى الفن وذلك بمرافقة الفنان الحقيقي لاسيما المبدعين الجدد، كاشفة في هذا الصدد بأن «المؤلف صار يواجه عدة صعوبات، بداية من تكاليف النشر إلى الطباعة التي قد تستغرق فترة طويلة جدا ثم إلى التوزيع، حيث يجد الكاتب نفسه المسؤول الوحيد عن توزيع مؤلفه والإشهار له، وهوما يعانيه أغلب المؤلفين الجدد الغير معروفين في الساحة الأدبية، فضلا عن تحمله لتكاليف التنقل للمشاركة في الملتقيات الأدبية إن وجهت له الدعوة طبعا «.
أوضحت المبدعة قائلة : بالإضافة إلى كل هذا يواجه المؤلف مشاكلا أخرى كالسرقات الأدبية التي تعد مشكلة أخلاقية بالدرجة الأولى وجب التعامل معها بصرامة قانونية للحد منها، إضافة إلى نقص القراءات النقدية الأكاديمية التي من شأنها دفع الكاتب لتحسين أعماله وتدارك زلاته، فضلا على أن الحصول على بطاقة الانتماء لديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، يتعدر على الكثيرين من الفنانين والمبدعين في مناطق الظل بسبب انعدام المكاتب الولائية للديوان بها.
لكن هذه المشكلة قد تجد حلا بالنسبة للكتاب من خلال دور النشر التي تقوم بإحصاء المؤلفين ر وتقديم ملفاتهم لهذا الديوان ن الذي يقوم بدوره بتسوية المشكل .
وبشأن بطاقة الفنان، قالت محدثتنا أن الحصول عليها يتطلب شروطا من الصعب تحقيقها بالنسبة للكتاب الجدد الذين يواجهون مشكلة في التواصل مع الإعلام باعتبار وجود نقص في الحصص الثقافية التي من شأنها استضافة أصحاب الأقلام الواعدة وأن وجدت فهي تقوم في المناسبات بتسليط الضوء على كبار الكتاب والأسماء المعروفة في غالب الأحيان،. وهوالشأن أيضا للأسف بالنسبة للملتقيات الثقافية والأدبية.
واعتبرت ابنة التيطري أن ولاية المدية تحتوي على طاقة شبانية إبداعية رهيبة، نأمل- تقول- أن يتم مرافقتها من طرف السلطات المحلية وكذا الجمعيات الثقافية، هذا من خلال إقامة الملتقيات والجلسات الأدبية، تكسير الحاجز بين مؤلفي وقراء المنطقة وضرورة إيجاد الفضاءات الأدبية، التي من شأنها أن تعزز فرصة احتكاك المبدعين الجدد بالأسماء الكبيرة والمعروفة في مجال الكتابة والتأليف.
ونبهت بهياني وئام، في هذا الصدد، أنه بأن لا يحب تذكر الفنان مناسباتيا فقط باعتبار انه يقدم أعماله طوال السنة ويستحق الدعم والمرافقة باستمرار، بغية خلق جوتنافسي بين المبدعين الذي من شأنه تحقيق قفزة نوعية لأعمال الفنان الجزائري وحتى لا تنطفئ لدى الفنان شعلة إبداعه وحتى يحصل على شيء من التحفيز المعنوي والمادي ليقدم دائما ما هوأفضل وأحسن.