أكّدت الدكتورة العلجة هذلي أن «الفن الرابع أداة فعّالة في تطوير الأمم ونهضة الشعوب، هو مربي ومعلم للأجيال»، معتبرة أنّ «مسرح الطفل واحد من أكثر الفنون التي راجت في عصرنا الحالي بحكم التطور السريع الذي عرفه المجتمع، فهو يساهم في التسلية وإدخال السرور على نفوس الناشئة».
اعتبرت أستاذه الأدب بجامعة المسيلة الدكتورة العلجة هذلي في تصريح لـ «الشعب»، أن «مسرح الطفل أحد أهم الوسائل الراقية والمؤثرة في شخصية الطفل، بحكم أنه يخاطب حواسه المختلفة فيؤثّر فيه كمّا وكيفا، وينقل إليه بلغة محببة الأفكار والمفاهيم والقيم السليمة، كما يضع أمامه صورة عن الوقائع والأشخاص بشكل مجسد وملموس. وهذا، ما يحتاجه، حسبها، الطفل حتى يسهم في نضج شخصيته بما يقدمه من آراء ونظرة جديدة للأشياء أو الأشخاص أو الوقائع».
وأشارت المتحدثة بخصوص تحضير الناشئة لتكون جمهور الغد قائلة: «يجب انتقاء وحسن اختيار ما يقدّم لها من عروض مسرحية، التي عليها أن تدفع الطفل إلى البحث والتأمل وتشغيل الفكر من خلال طرح القيم والمبادئ في قالب غير مباشر بعيدا عن الوعظ والإرشاد كي يتسنى لأصحاب العرض تقديم رسائل عديدة يستفيد منها طفل اليوم، الذي هو رجل الغد».
ويتم هذا حسبها: «انطلاقا من حمل الطفل على التزام الصدق قولا وفعلا والتعود على العطاء ومساعدة الآخرين، وكذا حب العمل والإقبال على فعل الخير، بالإضافة أيضا إلى الانطلاق اللغوي في التعبير بسلامة اللغة والانسجام مع المواقف وحسن التصرف واكتساب الثقة بالنفس بالدفاع عن الرأي والابتعاد عن الخجل».
وأكّدت د ــ هذلي أنّ المسرح هو من أهم الوسائل التربوية التي تهتم بجميع النواحي المتعلقة بالطفل، مشيرة إلى أنه رغم كل الجهود المبذولة من أجل النهوض به إلاّ أنه ما يزال يعاني من قلة النصوص وقلة العروض، التي لا نراها إلا في العطل المدرسية وفي المدن الكبرى، أما الأرياف فيكاد ينعدم فيها، باستثناء بعض ما تقدّمه المدارس من مسرحيات تعليمية هنا وهناك، ويبقى الواقع شيئا والمأمول شيئا آخر».