الكاتب حمزة رحماني:

قلة الإمكانيات عائق كبير

إيمان كافي

يرى حمزة رحماني وهو كاتب ومخرج مسرحي من ورقلة، له عدّة أعمال في مسرح الطفل من بينها مسرحيتي «طاحونة السنافر» و»أصدقاء البيئة» عرضتا في عدة فعاليات ثقافية وعلى مسارح جهوية، حسبما ذكر في حديثه لـ «الشعب»، أن أبرز عوائق تطور حركة مسرح الطفل يرتبط بنقص الدعم المادي، حيث أنّ إنتاج مسرحية مكلفة يقابله عائد مادي ضعيف ساهم بشكل كبير في تعثر الإنتاج المسرحي النوعي وتراجعه، وضعف مستواه ورداءته أحيانا نظرا لقلة المهرجانات الموجهة لمسرح الطفل.

اعتبر محدّثنا أنّ معظم المسرحيات التي تعرض للطفل موجهة وأغلبها مستمدة من نصوص وقصص عالمية كـ «فلة والأقزام السبعة»، «السنافر»، «الاخوة الثلاثة» وغيرها بالإضافة إلى بعض الأعمال المبدعة التي تحاكي الطفل في تفكيره وأحلامه مثل الاكتشاف وحب المغامرة والاختراع.
ورغم هذه الوفرة والتنوع في النصوص المسرحية، إلا أننا نلاحظ كما يقول المتحدث أن حضور مسرح الطفل يبقى محتشما مع تسجيل وجود بعض الأعمال الجيدة التي تعد على الأصابع ومعظمها من إنتاج مسارح جهوية، والقلة القليلة لبعض الفرق والجمعيات التي تمكّنت من إنتاج مسرحيات جميلة ورائعة تتوفر فيها جميع العناصر المطلوبة لإنشاء العروض المسرحية، وإن كان يبقى هذا الإنتاج غير كاف وقليل مقارنة بالسنوات السابقة القريبة، وهذا نظرا لتقلص عدد المهرجانات والتظاهرات والأيام المسرحية، وذلك لأسباب يرجعها الكثيرون إلى سياسة التقشف التي كانت تنتهجها وزارة الثقافة بالإضافة إلى ضعف الميزانية الموجهة لمسرح الطفل، حيث أنه من الصعب أن تنجز عملا جيدا في وقت قد لا يتجاوز عدد مرات عرضه الأربعة عروض، كما أن معظم المؤسسات ودور الثقافة تقترح مبالغ رمزية على أصحاب الأعمال المسرحية، وهذا ما يعود بالخيبة والحسرة على معظمهم، وأحيانا يضطرهم إلى الانسحاب والانعزال في صمت ولو مؤقت.

«صمود رغم العوائق»

يعتبر حمزة رحماني أنه رغم هذه الظروف إلا أن هناك من لم يزل ينتج ويعمل، ويسعى إلى إنتاج أعمال مكلفة، ولعل انسحاب بعض الفنانين من الساحة هو ما أدى إلى تردي الإنتاج المسرحي وضعف الأعمال الموجهة للطفل نصّا وأداءً وإخراجا، حيث - كما يوضّح المتحدث - صرنا في بعض مهرجانات مسرح الطفل نجد كل شيء إلا مسرح الطفل، كما أن معظم المضامين الموجهة يغلب عليها طابع التهريج، الذي لا يرقى أن يكون عملا فنيا، وإن كنّا لا ننكر وجود فنانين رائعين في ميدان التهريج.
من هنا وجب في رأيي - كما أشار - تخصيص مهرجان قائم بذاته خاصا بالأعمال البهلوانية من أجل الحفاظ على خصوصية مسرح الطفل الذي يعد أداة مهمة للتعلم، حيث يقدم للطفل الفرجة ويساعده على كسر روتين الدراسة والبيت، وكسب المعلومات والتثقيف، ويحفّز الرغبة لديه في الاطلاع على عالم جديد ورؤية مغايرة للقصص أو مواضيع يعرفها أو لا يعرفها من قبل، كما يكسّر حاجز الصمت السلبي لديه، ويعد أولى محفزات تفاعل الطفل مع الأحداث في حياته، وهذا ما نلاحظه في الطفل أثناء مشاهدته للعرض، كما أن هذا ما يكسبه جرأة في الحديث والكلام.
ويضيف محدثنا أنّ مسرح الطفل من الأساسيات التي يجب أن ترتبط بتكوين الطفل ونموه الفكري، ويعيش عالمه لما له من فوائد ولما ينشره ويحث عليه من قيم وأخلاق، وفي ظل ما يتواجد عليه مسرح الطفل من سير وتعثر، نجد أن هناك فنانين قدّموا ومازالوا يقدّمون ويبدعون في عالم مسرح الطفل، نذكر منهم من تيارت المسرحي «تين علي» ومن الأغواط «عيسى حديد» ومن قسنطينة «ياسين التونسي»، وهذا لا ينقص من قيمة من لم نذكرهم فنيا ومسرحيا، فهناك روائع لفنانين كثر في الجزائر ومن بين المسرحيات «فهيم في العامين الأخيرين» و»الحاسوب» لصلاح الدين ميلاط المسرح الجهوي قسنطينة و»حورية» للمسرح الجهوي مستغانم وللفرق الحرة «علي بابا» لتين علي وأعمال أخرى جيدة لا يسع المقام لذكرها مجتمعة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024