خلال تطرّقه للشق الثقافي من برنامجه الانتخابي وفي مناسبات قليلة جدا، مقارنة مع تعدّد تجمعاته الشعبية وأنشطته الجوارية في الكثير من الولايات، ركز المترشح للانتخابات الرئاسية عبد القادر بن قرينة على ضرورة مقاطعة ما أسماه بثقافة «الشطيح والرديح»، معتبرا تنظيم مهرجاناتها وحفلاتها، منافيا لقيم المجتمع الجزائري، وبالتالي وعد بالمقابل انه لن يوجد مكانا في عهدته لذلك، إذا ما فاز بكرسي الرئاسة، إلا للفن الأصيل وللفنان الملتزم.
جاء البرنامج الانتخابي للمترّشح عبد القادر بن قرينة في شقه الثقافي بـ 12 نقطة ضمّنها نظرته للمشهد الثقافي الجزائري، خلال العهدة الرئاسية القادمة، والتي ترتكز أساسا على « منظومة ثقافية ترّسخ ثوابت الأمة وهوّية المجتمع»، و التي يراد من خلالها رد الاعتبار إلى المثقف، كي يتمكن من أداء دوره في المجتمع، دون أن يشرح نوعية هذا الدور.
يتضمن الشق الثقافي من البرنامج الانتخابي نقاطا تعوّدت الخطابات السابقة سردها والتطرق إليها والمتضمنة ضرورة الحفاظ على التراث المادي واللامادي، تحفيز وتشجيع الفن و الفكر « الأصيل «‘ والاهتمام بالفن الرابع والفن السابع دون نسيان أدب الطفل و توجيه مواهب الشباب الثقافية وفقا للهوية الوطنية الشعبية، إلى جانب ترميم القصبات».
الواضح أن تصوّر بن قرينة للثقافة في عهدته الرئاسية في حال فوزه، قائم على «تعزيز دور المؤسسات المسجدية والمراكز الثقافية في الإشباع الروحي والفكري للشباب» أي يجمع بين القيم الدينية و المرجعية الفكرية في زرع روح الثقافة عند الشباب.
الغريب في الأمر، أنه لا تجد أي ذكر أو تلميح للثقافة الأمازيغية في الشق الثقافي من البرنامج الانتخابي لبن قرينة، وهنا يطرح السؤال نفسه، هل هي مقرونة بهوية المجتمع أم هو سهو طرأ حين تصور البرنامج.
الشق الثقافي في البرنامج
بلورة منظومة الثقافة ترسخ ثوابت الأمة وهوية المجتمع وتتيح الانفتاح على ثقافة العصر، وتشجيع روح الإبداع والمبادرة عبر:
رد الاعتبار للنخب المثقفة وتمكينها من أداء الأدوار المنوطة بها في المجتمع.
تشجيع التنوع الثقافي ضمن إبعاد هوية الشعب الجزائرية وانتمائه الحضاري
ترقية التراث الوطني وإحياء الثقافة الشعبية وتشجيع مختلف الفنون.
العناية بالتراث المكتوب بحماية المخطوطات من الإهمال أو العبث أو السرقة ( الجرد والتجميع ) التحقيق، الدراسة، الطباعة و اعتبارها موروثا وطنيا مع الاحتفاظ بالحق في الملكية لأصحاب حيازة المخطوطات قانونيا.
العناية بالتراث الشفوي من خلال تسهيل التجميع والدراسة والمعالجة
دعم الكتاب نشرا و توزيعا و توسيع و تفعيل شبكة المكتبات البلدية والمكتبات المتنقلة، خدمة للقراءة والمطالعة والتوعية والتثقيف
تشجيع حركة الترجمة للعلوم والأدب والفنون بمختلف اللّغات الحيّة
تعزيز دور المؤسسات المسجدية والمراكز الثقافية في الإشباع الروحي والفكري للشباب.
الإسراع في ترميم القصبات العتيقة في مختلف ولايات الوطن و المصنفة محميات وطنية واستغلالها سياحيا.
تشجيع الإنتاج و العروض المسرحية و السينمائية.
الاهتمام بأدب الطفل وتشجيع روح الإبداع وتنميتها لديه وتسهيل ربط المدرسة بالمؤسسات والفضاءات الثقافية والإبداعية المختلفة.
توعية وتحصين الشباب من مختلف المخاطر و الآفات التي أفرزتها تكنولوجيات الاتصال و الإعلام الحديثة.