كشف الأستاذ الدكتور محمد الصالح غيلوس على أن برامج المرشحين الخمسة لم تولي أي اهتمام بالنسبة للجانب الثقافي وركزت في معظمها على برامج انتخابية فضفاضة ومستعجلة، سُطرت بعيدا عن الواقع الاستثنائي، لدرء الانقسام الاجتماعي، تركز في مجملها على مكافحة الفساد والحفاظ على وحدة الهوية والدولة والمكتسبات، وتحذر من التدخل الأجنبي.
يرى الدكتور صالح غيلوس، أستاذ اللسانيات بجامعة المسيلة، أن برامج المرشحين الخمسة تحمل التصوّر نفسه للملفات الكبرى بالاعتناء بالمرأة والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة والصحة، غير أنها لم تول اهتماما للتربية والجامعة والبحث العلمي، وهذا ما يفسر غياب التشخيص الحقيقي لوضع خطة ناجحة للنهوض بهذين القطاعين. وهذا يظهر تخبط المترشحين حول صيغة جادة لتحقيق مسار اقتصاديّ واجتماعي وسياسي وثقافي قوي، وبين إرضاء الحراك ومحاولة احتواء مطالبه للظفر بمقعد المرادية.
حيث نال، بحسبه المحور الاقتصادي حظا وافرا من الوعود والالتزامات، لأجل خلق آليات الارتقاء بالمنظومة المالية والمصرفية، والتأكيد على وضع خطط وإجراءات دقيقة لاسترجاع الأموال المختلسة من خلال تعقب تنقلها عبر قنوات دولية. بالإضافة إلى محاربة البطالة وخلق مناصب عمل قارة ومؤقتة للحفاظ على القدرة الشرائية وعلى الطبقة المتوسطة، والقضاء بصفة نهائية على ظاهرة «الحرقة» والانتحار في البحر، والملاحظ أن المنتخبين كلهم يتفّقون على عمق الأزمة وتشعب مداخلها. وملفاتها حساسة مصيرية لا يمكن اتخاذ قرارات بشأنها في مدة زمنية وجيزة.
بخصوص الجانب الثقافي من برامج المرشحين الخمسة كشق فقد أكد المتحدث انه لا يبدو بتلك القيمة لدى المترشحين ربما لأنهم ينظرون إليه كأنه شق كمالي لا يرقى لأن يستهدف في خطاباتهم بمعنى آخر ان نظرتهم نابعة من نظرة مجتمعية ترى في الثقافة أو شؤونها مجرد بريستيج، ثم إن خطاباتهم، بحسبه تعتبر تجزيئية تركز على الجانب الاقتصادي والاجتماعي وهذه الشؤون هي ما يركز عليها في دول العالم الثالث في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، كما أن تطرقهم لبعض القضايا الثقافية لا يعدو أن يكون خطابا برغماتيا يستهدف التأثير في شريحة المثقفين والفنانين والمنشغلين بالثقافة، أما تقديم حلول جذرية وخطة واضحة وصريحة، فهذا لا نجده حتى في بقية الخطابات.