الدكتورة خديجة باللودمو:

عوائق الطبع قبل التوزيع والإشهار تؤرق مسار المبدع الصحراوي

تمنراست: محمد الصالح بن حود

ترى الدكتورة خديجة باللودمو، أنه قبل أن يكون العائق أمام المبدع عائق توزيع وإشهار فهو بالأساس عائق إصدار وطبع، معتبرة أن مشكل الطبع يشكل البعبع الذي يرهب المبدعين ويعرقل مسيرتهم الإبداعية.
  إن الحديث عن مشكل الطبع تضيف المستشار الثقافي الرئيسي بمديرية الثقافة بعاصمة الأهقار، يربك المبدع نظرا لما يترتّب عن عملية الطبع من أعباء مادية لا تتاح لكل مقبل عليها، مؤكدة تواجد الكثير من المخطوطات التي تثقل رفوف مكاتب المبدعين وتزين أسطح مكاتب حواسيبهم، ولكن أين السبيل إلى طباعتهم وتنوير المتلقين بها.
أكدت الشاعرة خديجة باللودموخلال حديثها لـ»الشعب» أن الحديث عن طباعة الأعمال الإبداعية في المشهد الإبداعي الصحراوي، أن المشكل يبدو جليا ومرهقا، فغياب دور النشر بالصحراء يجعل من هذا البعبع مخيفا جدا وفي أبشع صوره، يقف المبدع الصحراوي حائرا أمام مقترحات كثيرة لحلّ مشكل الطبع، مضيفة أن كل هذه الحلول تتطلّب منه مجهودا لتحقيقها سواء في الجانب المادي أو التواصلي رغم ما تتيحه التكنولوجيا من يسر في التواصل وتختصر الكثير من الجهد والوقت والمادة، لكن ذهنية المبدعين ليست على مستوى واحد من الوعي واستيعاب هذا الأمر.
في نفس السياق، تضيف المتحدثة أن غياب دور النشر الذي يمثل العقبة الأولى في ولادة الكتاب تبدو ربوة تالية في هذا الإنجاز، وهي عقبة النشر والتوزيع، فحين يستلم المبدع الصحراوي طرد إبداعاته يقف متسائلا عن كيفية التسويق لها والإشهار، لتتساءل هل المبدع هو من يقوم بالتسويق لمنتوجه، وهذا بالرغم أن تقليد الاحتفاء بالمولود الجديد يفي ببعض الغرض إلا أنه لا يكفي، يشعر المبدع من خلاله أن مؤلفه حاز على بطاقة تعريف ولكن يظل السؤال المطروح: أين سأجد كتابك أيها المبدع بعد انتهاء احتفائية الكتاب المكللة ببيعه بالإهداء.

معرض سيلا فرصة لطرح هكذا مواضيع والتفكير لحلها مستقبلا

تعتبر صاحبة المجموعة الشعرية «همس الرمال» المعرض الدولي للكتاب «سيلا» حدثا مميزا في مسيرة كل مبدع، فهو ليس موعدا للالتقاء بالكتب وحسب، هو لقاء للفضفضة وطرح هكذا مواضيع والتفكير في سبل لفضها مستقبلا، مؤكدة بأن الإشكال يبقى مطروحا لأن النقاش فيه لا يشغل سوى المبدعين تحديدا المرهقين من الأعباء المادية لعملية الطبع وضبابية الإشهار والتوزيع، وأمام الهدف التجاري البحت لعديد دور النشر يجد المبدع نفسه مصدوما أمام نسخ باهتة لا تعكس جمالية إبداعاته ولا تحترم معايير الطبع المتفق عليها.
من جهة أخرى، ترى المتحدثة أن مركزية الصالونات الوطنية للكتاب، وتمركز المعرض الدولي للكتاب بالعاصمة دون سواها من المدن الجزائرية الكبرى يجعل من عملية الطبع حلما بعيد المنال في ذهن كل مبدع ونحن في القرن الواحد والعشرين، ولم تتوفر ثقافة الكتاب الالكتروني ولم تحفظ حقوق أصحابه بعد ولهذا لم يقتنع به المبدعون بعد.
 وفي سياق متصل اعتبرت الشاعرة أزمة طبع الكتب الإبداعية ليست مسؤولية المبدع وحسب، إنها مسؤولية تتقاسمها مديريات الثقافة ودورها ومكتبات المطالعة العمومية ومخابر البحث والجامعات وغيرها من المنابر التي تعنى بالإنتاج الفكري، أما غياب صناديق دعم الإبداع فهو السبب الأول لغياب الكثير من الإصدارات التي تموت في أحشاء الحواسيب وتضيع.
هذا وعبرت المتحدثة عن أملها في مشاهدة حركة طبع واسعة مدعمة بالمشهد الإبداعي الصحراوي، مؤكدة في هذا الصدد وفي حالة توفر هذه الحركة توفر عناوين كثيرة جديدة ذات قيمة وتمثل إضافة في الخزانة الصحراوية بحثا وسردا وشعرا وغيرها من مجالات البحث والإبداع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024