فاطمة أفرواق:

الحل في إنشاء معاهد وملاحق موسيقية عبر التّراب الوطني

تمنراست: محمد الصالح بن حود

 المدن الداخليـة في حاجـة إلى مؤسّســات ثقافيـة  تعنى بالموسيقـى

 «هي ابنة الملامح الصّامتة ووليدة العواطف الكاشفة عن نفسية الإنسان الواعي لحقيقة ما»، بمقولة الأديب الراحل جبران خليل جبران، استهلّت فاطمة أفرواق مستشار ثقافي رئيسي بدار الثقافة بعاصمة الأهقار، الحديث الذي جمعها بـ «الشعب» عن الموسيقى هذا الفن الذي تصفه المتحدثة، بأنّه يلامس أحاسيس أي إنسان مهما كانت لغته أو ثقافته أو عرقه، فهي لغة توحد السّامعين ولا تحتاج إلى تعليم أو توضيح للجماليات التي يتلقها السامع.
أكّدت فاطمة أفراوق المتحصلة على شهادة دراسات عليا في علم الموسيقى، أن هذه الأخيرة لديها مكانة خاصة في التراث الجزائري كما أنها تعنى بإحترام كبير، حيث تمتزج فيها عدة طبوع بعمق التاريخ ليعطي أنغاما خاصة والتي تجمع بين الحس الفني والوقار، وهذا عائد في نظرها إلى أن معظم كلمات الأغاني الشعبية ممتدة من قصائد شعرية شهيرة قبل أن تضاف إليها ألوان شعرية أخرى مستوحات من الحياة اليومية للمجتمع الجزائري، والتي تمزج بين الموعظة والمزاح وببن المدح والذم دون أن تتجاوز الغزل الرقيق.
ترى المتحدثة، أنّ ما تعيشه الموسيقى في الجزائر من مشاكل وعراقيل مقارنتا بالفنون الأخرى، يمكن تداركه من خلال إنشاء المزيد من المعاهد التي تعنى بهذا الفن وتوزيعها على نواحي التراب الوطني ولو من خلال فتح ملاحق موسيقية من أجل إبراز المواهب الشابة وإعطائها فرصة للتعبير عن نفسها، ومنه تخليص الموسيقى الجزائرية من صفة الميراث العائلي التي تلازمها، والتي تتجلى في أن معظم رواد المؤسسات التي تعنى بتعليم الموسيقى ينحدرون من عائلات فنية متمرسة في المجال، ومنه تمكين جميع المواهب الراغبة في اقتحام هذا الفن من فرصة لإبراز أنفسهم.
في هذا السياق، شدّدت المتحدثة على ضرورة إيلاء أهمية كبيرة لتوفير المؤسسات التي تعنى بتعليم الموسيقى، وعدم اقتصارها على بعض المدن الكبرى فقط، هذه الخطوة تضيف المتحدثة من شأنها أن تخلص الموسيقى من ما وصفته بالاحتكار في معظم الفرق الموسيقية بمختلف الطبوع، والتي حسبها يتم فيها انتقاء الموسيقيين عن طريق المحاباة رغم توفر الموهبة، الأمر الذي يجعل المواهب الأخرى تحاول إثبات نفسها باستغلال بعض الفرص القليلة التي تتاح لها.
أضافت المستشار الثقافي الرئيسي بدار الثقافة، أنه رغم وجود المعاهد الموسيقية الحالية إلا أن الموسيقى تقتصر على فئة معينة، رغم أنها وليدة الطبيعة، مؤكدة في آخر حديثها على ضرورة مرافقتها بصقل وتأطير أكاديمي علمي من خلال توفير وتقريب المؤسسات الموسيقية من المواهب الصاعدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024