الشّاعرية تجعلنا أقرب النّاس تمسّكا بالوطن
بشاعرية عالية ووعي شبابي ووطني متميز، حدّثنا الشاعر كريم دزيري، في حوار شيّق أجرته معه «الشعب» مفعم بالأمل ونظرة مشرقة لمستقبل أفضل.
- الشعب: أولا ما رأيك في الوضع السياسي الراهن في البلاد؟ وهل يتحوّل إبداعك الشّعري إلى المجال السياسي والوطني؟
الشّاعر كريم دزيري: رأيي في الوضع السياسي الذي تعيشه البلاد دائمًا وأبدًا منحاز إلى جزائريتي في المقام الأول والى الواقع، وبالتالي إصلاح البلاد وما أفسدته العصابات التي تداولت على حكم البلاد مبتغاه، وهذا لن يتم إلا بالعودة إلى إجراء انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة، إن الوضع السياسي للبلاد اليوم مخيف في استمراره ومبشر متى تكاتفت جهود جميع المخلصين للخروج من هذا النفق إلى وطن حقيقي يساهم الجميع في بنائه، وإن اختلفت أشكال التعبير عنه لدى هذا أو ذاك، لكنهم يشتركون في التعاطي مع مفرداته التي تشكل للجميع هاجسًا وتمنحهم مساحة للتعبير، إن لحظة الانفجار تأتي عندما يصل التراكم إلى أوجه.
- وهل تؤثّر هذه الأحداث والأوضاع على عملك الإبداعي؟
هذا صحيح خاصة أن الشاعر بحكم روحه الشاعرية تجده أقرب الناس تمسّكا بوطنه، لكن هذا الوضع أحيانًا يكون للشاعر بمثابة «الفضفضة» أعني وسط ما تعيشه البلاد من أحداث يلجأ الشاعر أو الأديب إلى الشعر كوسيلة للتخفيف عن الروح وبعض ما يعتريها من أعباء، تمامًا كما يذهب المثقل بأمر ما إلى أقرب المقربين باحثًا عن مخرج ما.
هنا الأمر أشمل وأوسع، فالمسألة ليست فردية، وإن كانت تصدر عن فرد، إنها في الأصل شأن عام، له علاقة بالجماعة، وهدفها إثارة الرأي العام ولفت انتباه المعنيين أولًا، ومن هنا المستبدون يفرضون القيود على الكتّاب، ويكثرون الموانع والمحظورات، الكتابة رسالة إن أتت محققة شروطها الفكرية والفنية، يأتي معها الفرح مصحوبًا بشيء من تحقيق الذات أو إثباتها في هذا الوطن المترامي هذا الوطن الممتلئ جمالًا ورعبًا بآن معًا.
- إلى ماذا تطمح كمثقف من تغييرات في المشهد الثقافي الجزائري للدفع بالإبداع والمبدعين..في ظل هذه الأحداث؟
القصيدة ليست ترفه ولا مزحة، وكشاعر رافقت ككثير من الأسماء الأدبية في الجزائر الحراك الشعبي، وكنت في طليعة من خرج يوم 22 فيفري 2019 من أجل تأميم البلاد، وتغيير الوضع الثقافي والعمل على أن يؤدي الشاعر رسالته كحقيقة مطلوبة للمستقبل، وأحد أولويات المرحلة لتجميع الفكر باتجاه المستقبل الصحيح، داعيًا إلى ضرورة تحديد أولوياتنا وفق خطة إستراتيجية متقنة حتى نعلم وجهتنا ولا نحيد عنها تحت أية ظروف.
وقضية المستقبل يجب أن ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقضية الثقافة، خاصة أن الثقافة في الوقت الراهن ليست كما عهدناها قديمًا، فقد اتّسع معناها اليوم ليشمل تعامل الأمم مع بعضها البعض، والتعرف على أساليب التفكير ووجهات النظر للمجتمعات التي تختلف معنا في العقائد والأسس الفكرية، يجب أن نعترف بأننا نعيش في زمن صعب وذو وتيرة سريعة، فهموم المستقبل تطل علينا برؤوسها في الحاضر، لذا وجب علينا تحديد مشاكل الثقافة جيدا لأن تحديد المشكلة هي نصف حلها ومن ثم العمل على حلها، خاصة أن الحراك في الجزائر هو فرصة جيدة للشعراء والأدباء في الجزائر للتعبير عن آرائهم وتبادل أفكارهم في جو تسوده الحرية.
^ الشّاعرفي سطور: هو من مواليد 1986 بالمحمل ولاية خنشلة، رئيس فرع الجزائر للتجمع العربي لشعراء العمود والتفعيلة، متحصّل على 13 جائزة دولية آخرها الجائزة الأولى للمهرجان الدولي للآداب والفنون بجمهورية مصر العربية، شارك في ما يقارب 100 ملتقى دولي ووطني، نال جائزة أحسن فارس للشعراء الشباب له مجموعتين شعريتين قيد الطبع، الأولى بعنوان «السن الصمت» والثانية بعنوان «اعترافات ناي أمازيغي»