محطة جديدة من محطات مناسبة يوم الفنان تستقبلها الأسرة الفنية بولاية بومرداس، وتتجدّد معها أشكال النضال ومواصلة طرح الانشغالات والدفاع عن المكاسب المحققة في الميدان، أبرزها البطاقة المهنية وحق التقاعد والانتساب الى الضمان الاجتماعي، التي شكّلت نقلة نوعية هامة كانت فاصلة تقريبا ما بين مرحلتين في المسيرة الإبداعية للفنانين الجزائريين بكل اتجاهاتهم وطبوعهم الفنية، مع التطلع المستمر لهذه الشريحة من أجل مزيد من الحقوق الاجتماعية وتحسين ظروفهم لترقية نشاطهم.
لا يختلف الانشغال اليومي للفنانين والمبدعين بولاية بومرداس عن باقي المنتسبين لهذا القطاع على المستوى الوطني من حيث ظروف العمل الصعبة، ونقص المرافق الثقافية وقاعات العروض المهيأة لتقديم النشاطات الفنية المختلفة خاصة في المجال السينمائي والمسرحي، فإلى جانب نقص التأطير والمتابعة وصعوبة تقديم أعمالا احترافية ترقى إلى مستوى المنافسة العالمية، لا تزال جل الإبداعات المقدمة خاصة في المجال المسرحي تقدمها فرق هاوية تحدت كل الصعاب من أجل البروز والمساهمة في ملأ الفراغ الذي تعرفه الساحة الفنية وتمثيل الولاية أحسن تمثيل في الكثير من المناسبات والتظاهرات الوطنية وحتى الدولية على غرار جمعية المسرح البودواوي، مسرح السنجاب لبرج منايل، فرقة المسرح الجديد ليسر وغيرها من الفرق الأخرى التي تنشط محليا وبإمكانيات محدودة، ونفس الشيء بالنسبة لباقي لفنانين في المجال الموسيقي، الفن التشكيلي والإنتاج السينمائي.
وبنظر عدد من المبدعين بولاية بومرداس الذين تحدثوا لـ «الشعب» في أكثر من مناسبة عن واقعهم المهني والاجتماعي، «فإن انشغالاتهم الأساسية لا تقتصر فقط على الوضعية الاجتماعية وغياب مصادر دخل قارة تشجعهم على الإبداع، إنما تعدت أيضا لواقع قطاع الثقافة بصفة عامة الذي لا يزال يشكو من نقص الهياكل والقاعات بالأخص في المجال المسرحي بعد فشل مشروع انجاز المسرح الجهوي بعاصمة الولاية المجمد منذ سنوات إضافة إلى قاعات العروض السنيمائية المغيبة تماما، وكلها ظروف ساهمت بشكل سلبي في كبح النشاطات وحرمان الولاية من تنظيم مهرجانات وتظاهرات وطنية كبرى على غرار باقي ولايات الوطن التي تشهد سنويا محطات ثقافية هامة ساهمت في خلق أجواء فنية وثقافية وساعدت على عملية التبادل والاحتكاك ما بين الهواة وقامات الفن والإبداع على المستوى الوطني..».
هذا وينتظر أن ينظّم والي الولاية نهار اليوم حفلا تكريميا على شرف الأسرة الفنية حسب المكلف بالإعلام لمديرية الثقافة، وهي الفرصة التي يتم استغلالها لمناقشة المقترحات المتعلقة بترقية الابداع والاستماع إلى اهم الانشغالات التي لا تزال تعكر صفو المسيرة الإبداعية لهذه الفئة منها مواصلة عملية منح بطاقة الفنان التي عرفت منح 6 بطاقات جديدة شهر جانفي الماضي، وكذا التكفل ببعض الحالات الاجتماعية، مع تنظيم أنشطة فنية ومعارض للصورة واللوحات التشكيلية بدار الثقافة رشيد ميموني من تقديم تشكليين معروفين على مستوى الولاية، بالإضافة إلى عرض أطوار مونولوج «صحا لارتيست» لفرقة مسرح السنجاب.