لم تكتفي سيدة الأعمال خديجة بلهادي بالعطاء طيلة مسار متميز بالإنجازات في مؤسسة البناء التي أنشأتها، بل واصلت نجاحاتها واحتراقها من خلال مد يد العون للعديد من الحرفيات وسيدات الأعمال فأسست جمعية الجزائريات المسيرات وسيدات الأعمال، وفتحت فضاء حقيقيا أمام المرأة الناشطة في الحياة الاقتصادية لطرح انشغالاتها وتقديم مقترحاتها والمساهمة بحلول، لا سيما وأن من الأهداف الجوهرية للجمعية الانخراط في الرهانات الكبرى لإنعاش الاقتصاد الوطني من خلال ترقية الإنتاج وفتح آفاق إستراتجية للعضوات في الجمعية تتماشى واحتياجات المجتمع الجزائري.
اعتبرت خديجة بلهادي رئيسة جمعية الجزائريات المسيرات وسيدات الأعمال والرائدة في هذا المجال أن اقتحام الجزائرية قلب النشاط الاقتصادي وعن طريق إنشاء مؤسستها الخاصة يعد امتدادا لدورها الساطع بالأمس وإنجازاتها المحققة وتضحياتها الراسخة في الذاكرة التاريخية، ولا يمكن إخفاء المرتبة التي قفزت إليها بجديتها، ويمكنها أن تتقدم أكثر وتحقق المزيد من المكاسب الثمينة على الصعيد الاقتصادي على وجه الخصوص ومن خلال المشاركة في معركة البناء الوطنية ومواكبة العصرنة، ولأنهن في الجمعية يحرصن بثقة على تحقيق المزيد من النجاح والتألق.
وتحدثت بلهادي باستفاضة عن جمعيتها التي قالت أنها تضم مسيرات كل واحدة متفوقة في مجالها وتخصصها، وينشطن كما وصفت بإرادة فولاذية ويحرصن على خلق القيمة المضافة ومواصلة التطور بمنحى تصاعدي، وذكرت في سياق متصل أن جمعية الجزائريات المسيرات تواكب جميع التغيرات الراهنة من خلال التفتح على المستجدات وأخذ بعين الاعتبار التطورات التي يعرفها الاقتصاد في العالم.
ولا ترى سيدة الأعمال بلهادي فرقا بين الرجل المسير والمرأة التي تكون على رأس مؤسسة إنتاجية، لأن ما يفرق بينهما كفاءة كل واحد، فالتميز في الأداء والجدية والنجاح في فرض المنتوج في السوق هو المقياس الذي يمكن أن يحتكم إليه حتى نقول الرجل أحسن أم المرأة. واغتنمت الفرصة لتثني على حواء عندما وصفت المرأة في عالم الأعمال كعنصر فاعل وخلاق وينشط بحس لا يخلو من الإنسانية والنزاهة على أرض الواقع ومن خلال الممارسة.
ومن بين الأهداف التي تحرص الجمعية على تجسيدها أنها تجسد نموذج لمؤسسة تستند لمعايير العصرنة وتواكب التطور والحوكمة في التسيير، وتوجه فوق كل ذلك لتلبية حاجيات المواطن، كونها ترتكز على الابتكار وتحرص على طرح منتوج منافس وتولي أهمية للكفاءة التي وحدها قادرة على تطوير القدرات الاقتصادية وفي ردها عن سؤال يتعلق بدور المرأة اقتصاديا في المرحلة الراهنة أوضحت بلهادي أن انشغال سيدات الأعمال وصاحبات المؤسسات يرتكز على الاندماج في الرهانات الإستراتجية للحركة التنموية بشكل عام، مؤكدة أن المرأة اليوم تفكر في إنشاء نموذج جديد للمؤسسة في الجزائر يقوم على استحداث الثروة وفتح مناصب الشغل، كون الجزائر لديها كل الإمكانيات المالية والبشرية وحتى الباطنية من ثروات لتفجر بشكل حاسم طاقتها وقدراتها باتجاه الإنتاج وتطوير كل ما ننتجه بشكل مستمر لتبقى تنشط ضمن مسارها الذي يمتد من جذور إرثها النضالي الرمزي.
ووجدنا رئيسة جمعية الجزائريات المسيرات مدركة بخصوصية وأهمية النجاح في خوض المعركة التنموية وتكريس المزيد من الإنجازات تضاهي ما حققته المرأة بالأمس، ومن مفاتيح النجاح حسب تقديرها التضحية والجدية في العمل والاستمرار في العطاء وبذل الجهود نحو منحى تصاعدي.
وما تجدر إليه الإشارة فإن السيدة بلهادي تعد من أولى سيدات الأعمال بالجزائر، احترقت عبر مسار طويل ونجحت في قطاع البناء الذي كان حكرا على الرجال، ونافست فيه أصحاب الخبرة الطويلة وتمكنت من توسيع وتطوير مؤسستها واليوم لا تبخل بخبرتها في التسيير وكذا الكشف عن أسرار التموقع في السوق التي تتسم بمنافسة شديدة.