المشاريع الشبابية.. من المعالجة الإدارية إلى الرؤية الاقتصادية
امتيازات ضريبية خلال مرحلتي إنشاء المشروع وتوسيع طاقته الإنتاجية
أصحاب المهن الحرة معنيون بالاستفادة من دعم الوكالة
,اتفاقيات مع مراكز المقاولاتية أسفرت على تكوين 170 حامل مشروع بجامعة الجزائر 3
اعتمدت الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية “ناسدا” استراتيجية جديدة، في معالجة ملفات الشباب حاملي المشاريع الراغبين في الاستفادة من دعم الدولة، لإنشاء مؤسسات مصغرة، حيث انتقلت من المعالجة “الإدارية” للملفات إلى المعالجة الاقتصادية، مع اشتراط التكوين القبلي، لكل حامل فكرة مشروع أو صاحب مؤسسة يرغب في توسيع أو تنويع نشاطاته، بهدف إنشاء مؤسسات مستديمة ذات نجاعة اقتصادية.
أشار مدير وكالة دعم وتنمية المقاولاتية لولاية الجزائر غرب، عادل رابحي، في تصريحه لـ “الشعب” إلى أن إصلاح جهاز الدعم “ناسدا” “أنساج سابقا”، يرتكز على عدة محاور، من بينها محور التكوين والمرافقة، محور دراسة نوعية المشاريع حيث انتقلت الوكالة من المعالجة الإدارية إلى المعالجة الاقتصادية للمشاريع، ومن منطق البحث عن الكم إلى منطق البحث عن النوعية، بهدف انشاء مؤسسة مصغرة مستديمة وذات نجاعة اقتصادية.
وذكر رابحي أنه بعد اعتماد وكالة “ناسدا” التكوين، ارتفع مستوى نوعية المشاريع، على مستوى لجنة انتقاء المشاريع، حيث بات يلزم صاحب المشروع، أو المؤسسة بالخضوع إلى دورة تكوينية تمتد 3 أسابيع، قبل إنشاء أو توسعة مؤسسته المصغرة، والحصول على الدعم المالي.
وأشار في هذا الصدد إلى توقيع مصالحه عدة اتفاقيات مع معاهد وجامعات وطنية من بينها جامعة الجزائر 3، ومراكز تكوين مهني لتنظيم دورات تكوينية وتدريبية للطلبة والمتربصين حاملي المشاريع، على مستوى مراكز تطوير المقاولاتية، تتضمن هذه الدورات تكوين في عدة مواد، يؤطرها مكونين تابعين للوكالة، ومكونين تابعين للجامعات، كما يتم الاستعانة بأصحاب المؤسسات الناجحة، لعرض تجاربهم.
ويكون حاملو المشاريع حول أهم المهارات النظرية والتطبيقية المتعلقة بإنشاء وتسيير المؤسسات الاقتصادية، التخطيط الاستراتيجي للمؤسسة، إدارة العمليات والموارد، الجوانب القانونية للمؤسسة، استراتيجيات النمو والاقتراح والقيم، لمدة 3 أسابيع، وفق المعايير الدولية، وضمن أفواج تضم 25 متربصا.
وأشار رابحي إلى توقيع 7 اتفاقيات مع مراكز المقاولاتية، أسفرت على تكوين 170 حامل مشروع بجامعة الجزائر 3 فقط، مسجلا وجود رغبة قوّية عند الشباب للاستفادة من التكوين وتأسيس مؤسساتهم، خاصة وأن عدد المتخرجين دون عمل كبير، وهذه تعد حلا لإدماجهم في سوق العمل.
ولا تقتصر تقديم خدمة التكوين للطلبة الجامعيين، أو خريجو مراكز التكوين المهني، بل تشمل أصحاب المهن الحرّة، وقال رابحي “إنه لا يوجد ما يمنع أصحاب المهن الحرة من الاستفادة من تمويل جهاز الدعم ناسدا، بل يمكنهم الاستفادة من هذه الخدمة كغيرهم من أصحاب الشهادات الجامعية أو المهنية”.
تنويع آليات التمويل
تعرض الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية “ناسدا” عدة صيغ تمويلية لإنشاء وتوسعة المؤسسات المصغرة، وقال رابحي “يوجد ثلاث أنواع من التمويل” منه التمويل الذاتي، حيث يقوم صاحب المشروع بتمويل مشروعه كاملا بشكل مستقل دون اللّجوء إلى مصادر خارجية، قيمة الاستثمار 10 ملايين دينار، في هذا التمويل يستفيد صاحب المشروع من عدة تحفيزات جبائية.
ويوجد التمويل الثنائي، حيث يساهم صاحب المشروع ووكالة “ناسدا” بنسبة 50 بالمائة من الاستثمار، لكل طرف، المساهمة تكون شخصية نقلية أو عينية، قيمة الاستثمار 10 ملايين دينار جزائري، ويوجد التمويل الثلاثي، يساهم فيه صاحب المشروع بنسبة تتراوح بين 5 إلى 15 بالمائة، في حين الوكالة تساهم بين 15 إلى 25 بالمائة، والبنك يساهم بنسبة 70 بالمائة.
في هذه الحالة، مساهمة صاحب المشروع تكون بنسبة 5 بالمائة عبر كافة الوطن للبطالين، 25 بالمائة “ناسدا” و70 بالمائة البنك (قرض دون فائدة)، والتعامل يكون مع 5 بنوك وطنية عمومية، ويتعلق الأمر بالبنك الخارجي، القرض الشعبي الجزائري، بنك التنمية المحلية، البنك الوطني الجزائري، وبنك “بدر”.
أو تكون المساهمة الشخصية في حدود 10 بالمائة لغير البطالين في مناطق الجنوب، و20 بالمائة مساهمة الوكالة، و70 بالمائة البنك، في حين تكون المساهمة الشخصية في مناطق الهضاب 12 بالمائة، “ناسدا” 18 بالمائة، و70 بالمائة البنك، أما في بقية المناطق فتكون المساهمة الشخصية 15 بالمائة، 15 بالمائة “ناسدا” و70 بالمائة البنك.
وبخصوص الفوائد البنكية، فإن صاحب المشروع يستفيد من تخفيض نسب فائدة قروض الاستثمارات الخاصة بإحداث أو توسيع الأنشطة التي تمنحها إياه البنوك بنسبة 100 بالمائة.
أما مدة تسديد القرض، فإذا كان التمويل ثلاثي، يستفيد صاحب المشروع من مدة تأجيل تسديد القرض تصل 18 شهرا، بعدها يقوم بتسديد القرض البنكي في مدة 5 سنوات، ثم يقوم بتسديد القرض بدون فائدة لـ “ناسدا”.
وفي حالة التمويل الثنائي، يستفيد صاحب المشروع من مدة تأجيل تسديد القرض لمدة 12 شهرا، بعدها يقوم بتسديد القرض دون فائدة لـ “ناسدا” في مدة 5 سنوات.
تحفيزات جبائية
أكد مدير وكالة تنمية وتطوير المقاولاتية الجزائر- غرب، أن صاحب المشروع يستفيد من امتيازات ضريبية خلال مرحلتي إنشاء المشروع وتوسيع طاقته الإنتاجية.
وذكر رابحي أنه في مرحلة إنشاء المشروع يستفيد الشاب من امتيازات ضريبية تتمثل في إعفاء من رسم نقل الملكية، بمقابل مالي على الاكتتابات العقارية في اطار انشاء نشاط صناعي، إعفاء من حقوق التسجيل فيما يتعلق بالعقود التأسيسية للشركات، الإعفاء من الرسم على القيمة المضافة tva للمقتنيات والتجهيزات والخدمات التي تدخل مباشرة في إنجاز الاستثمار وتدخل في إنشاء النشاطات الخاضعة للنظام الضريبي الحقيقي، وكذا الرسم على القيمة المضافة، موضحا في هذا السياق أن السيارات السياحية لا تستفيد من هذا التدبير إلا إذا كانت تشكل الأداة الرئيسية للنشاط.
إلى جانب ذلك يستفيد الشاب صاحب المشروع من تطبيق نسبة منخفضة تقدر بـ 5 بالمائة فيما يخص الحقوق الجمركية للتجهيزات المستوردة، والداخلة مباشرة في إنجاز الاستثمار.
كما يوجد امتيازات جبائية- يضيف رابحي- تمنح في مرحلة الاستغلال، تتمثل في الإعفاء من الرسم العقاري على البناءات، والبناءات الإضافية لمدة ثلاث سنوات، 6 سنوات، 10 سنوات لمناطق الجنوب والداخلية أو باقي المناطق بحسب موقع المشروع، ابتداء من تاريخ إتمامها، إعفاء كامل لمدة، 3، 6، 10 سنوات، بحسب موقع المشروع ابتداء من تاريخ استغلالها من الضريبة الجزافية الوحيدة، أو بحسب الحالة، في حال اختيار صاحب المشروع الخضوع للنظام الضريبي الحقيقي.
وأوضح رابحي أنه عند انتهاء فترة الإعفاء الكامل المذكورة، يمكن تمديد لسنتين عندما يتعهد المستثمر أو صاحب المشروع بتوظيف ثلاث عمال على الأقل، لمدة غير محددة، مشيرا إلى أن عدم احترام التعهد الخاص بتوفير مناصب شغل يؤدي إلى سحب الامتيازات الممنوحة والمطالبة بالحقوق والرسوم الواجب دفعها، غير أن المستثمرين أشخاص طبيعيين خاضعين للضريبة الجزافية الوحيدة يبقون مدينين بدفع الحد الأدنى للضريبة الذي يجب ألا يقل عن 10 آلاف دينار جزائري من المبلغ المنصوص عليه بموجب المادة 365 مكرر من قانون الضرائب المباشر والرسوم المماثلة بالنسبة لكل سنة مالية مهما يكن رقم الأعمال المحقق.
بطاقة تنقيط لإدارة مخاطر التمويل والتوريد
اعتمدت الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية “ناسدا”، ميكانيزمات جديدة التقليل من مخاطر التمويل، التي تشمل مخاطر القروض، ومخاطر الموردين.
وأوضح رابحي في هذا الشأن، أن مصالحه وضعت بطاقة تنقيط للمشروع وصاحب المشروع، تضم مجموعة من الأقسام، وهذا من أجل تمويل المشاريع ذات النجاعة الاقتصادية، لأنه بتخفيض الخطر يمكن للمشروع الاستدامة.
وأضاف رابحي أن التنقيط يأخذ بعين الاعتبار كذلك المورد وعلاقته مع أصحاب المشاريع، سمعته، احترامه للبطاقة التقنية للتجهيزات، آجال تسليم العتاد وغيرها من النقاط التي تسمح بتحديد جديته والتزامه.
وقال في هذا الصدد “انطلاقا من خبرتنا يمكننا تحديد جدية الموردين، ويمكن معرفة المورد من سجل الضرائب”، موضحا أن هذه العملية تمكن من معرفة إذا كانت المشروع في الطريق السليم أم لا.
جميع المشاريع مقبولة
تمول الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية “ناسدا”، عدة نشاطات اقتصادية من بينها، الطب، الصيدلة، الفلاحة، المحاصيل الزراعية، تربية المواشي والدواجن، إنتاج الأعلاف، الصناعات الغذائية والتحويلية، قطاع البناء والأشغال العمومية، ترميم المباني والأعمال الحفرية، الأعمال الكهربائية والعزل، والسباكة، النجارة والحدادة، والدهانات، قطاع الصناعة التقليدية، صناعة الانسجة الحرف اليدوية، الأعمال الخشبية والتحف، الزخارف والفخار، المنتوجات التقليدية، العيادات الطبية، صيدليات، مراكز العلاج الطبيعي، مختبرات طبية، قطاع الصناعة مواد غذائية، صناعة ميكانيكية، الصناعات التحويلية، الهندسية، قطاع الخدمات اللوجيستيكية، الخدمات المعلوماتية، الخدمات التكنولوجية، السياحة والفندقة، الصيد البحري، صنع معدات الصيد، خدمات التبريد والنقل البحري، قطاعات المهن الحر، الاستشارات القانونية، المالية، الهندسة المعمارية، النفسية والتربوية.
وأوضح رابحي أن “ناسدا” تمول جميع النشاطات الاقتصادية، باستثناء النقل، غير أنه لا يوجد أي شيء يمنع استيراد العتاد إذا كان يشكل الأداة الرئيسية للنشاط.