إعلام ناطق بمختلف اللغات.. مختصون لـ «الشعب»:

تشكيل جبهة إعلامية وطنية.. رسائل ودلالات

آسيا قبلي

 

 مواجهة الأخبار الخارجية المضللة والزائفة وتعزيز الوحدة الوطنية

أكد مختصون وأساتذة في الإعلام والاتصال، أن بناء جبهة وطنية إعلامية، مثلما حثّ عليه وزير الاتصال، محمد مزيان، يتطلب توحيد الرؤى ووضع خطة إعلامية موحدة للإعلام الوطني، إلى جانب إشراك كافة الفاعلين، قصد ضمان مرئية أكبر لصوت الجزائر، ومواجهة الأخبار المضللة والزائفة وتعزيز الوحدة الوطنية، ونقل صورة حقيقة عن الإنجازات على مختلف الأصعدة، إلى جانب بناء وكالة أنباء دولية وإعلام ناطق بمختلف اللغات.

قالت أستاذة علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر3، د.أمال بدرين، إن تشكيل جبهة وطنية لمواجهة المؤامرات الخارجية، ينسجم وحماية السيادة الإعلامية، من خلال الاعتماد على المصادر الوطنية للمعلومات وتقليص الاعتماد على المصادر الخارجية.
وأشارت المتحدثة، إلى أهمية وضع خطة إعلامية موحدة لتحديد الرسائل والقيم الوطنية وتوحيد الخطاب بين الإعلام العام والخاص، مع احترام حرية التعبير. على سبيل المثال، تنظيم حملات إعلامية وطنية في أوقات الأزمات، لتنسيق جهود وسائل الإعلام المختلفة لتقديم رواية موحدة للأحداث، إلى جانب التدريب والتأهيل الإعلامي بتكوين صحفيين وإعلاميين متميزين قادرين على تقديم الحقائق بأسلوب احترافي عبر برامج لتطوير الكفاءات الإعلامية.
وقالت الأستاذة، إن ذلك يتطلب تطوير وسائل الإعلام المحلية، عن طريق تحديث قنوات التلفزيون والإذاعة والصحف المطبوعة والرقمية والتركيز على الإعلام الرقمي ومواكبة اهتمامات الجمهور، والاستثمار في البنية التحتية للإعلام الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى إشراك المجتمع المدني، من خلال الجمعيات والشخصيات المؤثرة والجامعات في دعم الرسائل الوطنية.
قنوات بلغات العالم
من جهتها، اعتبرت أستاذة علوم الإعلام والاتصال، بالمدرسة الوطنية العليا لعلوم الإعلام والصحافة، الدكتورة مليكة بوخاري، أن الجزائر يجب أن تتحدث وفق وزنها الإقليمي والدولي وهي بحاجة إلى ترسانة إعلامية دولية وتوافق إعلامي يتماشى والمصالح الوطنية والمسارات الحاسمة. ولتحقيق ذلك، قالت نحتاج لاستثمار مالي حقيقي ومهم يضمن مرئية الرسالة لكل العالم، وقنوات إخبارية موجهة للعالم بلغات العالم: إنجليزية، صينية، إسبانية، فرنسية، عربية وألمانية.
من جانبه، يقول أستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة المسيلة، الدكتور مصعب بلفار، إنه يتعين على الجزائر تشكيل ترسانة إعلامية لمناهضة التكالب الأجنبي ليتماشى ذلك وممارستها سيادتها السياسية وصداها الدبلوماسي، تصديا لمختلف الأجندات المغرضة التي تستهدفها في السنوات الأخيرة، لتتم مواجهتها بحركية إعلامية نشطة، مع تنسيق ضم كل التشكيلات الوطنية للإجماع على رؤى موحدة تعكس مبادئ الرصانة والحنكة المتبصرة، خاصة ما تعلق بتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وما صاحبها من فهم عميق، حيث تلخص في المستوى الرفيع لمنابر الإعلام الوطنية مع تسخير مواقع الشبكات الاجتماعية والتي تبنتها الأوساط الشعبية للوقوف ذودا عن مكتسبات ومقدرات الوطن ووحدته حفاظا على مصالحه الكبرى.
 ويعتبر هذا الوعي الكامل، يضيف أستاذ الإعلام، من مصادر قوة الجزائر، بالنظر إلى الرهانات التي تشهدها في ظل تحرك بعض الأبواق الناعقة التي تبث سمومها في كل مكان لزعزعة الاستقرار. وعليه يتعين، نظرا لمكانة الجزائر الدولية وعمقها الاستراتيجي، إعداد جبهات وخطط إعلامية ذات طابع مهني ومحايد لدرء كل الأخطار المحدقة.
 وأكد المتحدث، أن ذلك يتطلب أيضا تضافر الجهود ببعث الحس التوعوي في المواطن، الذي أصبح يتمتع بثقافة الانفتاح مع إدراك نوايا الآخر تجاهه. إلى جانب تصميم حملات إعلامية مناوئة للمُهاترات والرد على المغالطات والشائعات التي تبث وتنشر بالاعتماد على برمجة مضامين إخبارية تستند بشكل مباشر على تقنيات تكنولوجية جد متطورة مثل الذكاء الاصطناعي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19733

العدد 19733

الإثنين 24 مارس 2025
العدد 19732

العدد 19732

الأحد 23 مارس 2025
العدد 19731

العدد 19731

السبت 22 مارس 2025
العدد 19730

العدد 19730

الجمعة 21 مارس 2025