فكرة فرنسية تبنتها «مملكة الحشيش» خدمةً لأجندات أجنبية
تظل الجزائر ثابتةً لعقود على موقفها من قضية الصحراء الغربية العادلة، حيث أكّدت على هذا الموقف في مختلف المحافل الدولية، ومن خلال دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، فاضحة التحالف الاستعماري بين فرنسا والنظام المغربي التوسعي، وتورطهما في مصادرة حقوق الصحراويين وإراقة دمائهم.
يُجمع مراقبون على أن الحلول الأحادية التي تخرج عن الشرعية الدولية في قضية الصحراء الغربية، هي مجرّد «شطحات سياسية» لن تجد لها طريقاً للتجسيد، على غرار مقترح الحكم الذاتي الذي يرقص عليه نظام المخزن ويعتبره حلاًّ جذريا و»عقلانيا» للملف –على حد تعبيره.
حديث رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في لقائه الإعلامي الدوري الأخير، عن قضية الصحراء الغربية، كشف عورة نظام محمد السادس وأعاده إلى حجمه الحقيقي، فمقترح الحكم الذاتي الذي سوّقت له الرباط على أنه مقترحٌ مغربي محض، تبيّن بأنه فكرة فرنسية تبناها المخزن خدمةً لأجندات أجنبية.
وفي معرض حديثه لـ «الشعب»، تساءل الدكتور علي سالم نورالدين، أستاذ القانون بالمركز الجامعي علي كافي بتندوف، عمّن يحكم المغرب اليوم، في ظل نشر مجلة مغربية محسوبة على جهاز المخابرات خبر وفاة العاهل المغربي قبل أن تسارع إلى حذفه، مع تزايد التكهنات حول صحته الجسدية والعقلية من طرف العديد من الأوساط داخل وخارج المغرب.
وقال نورالدين في اتصال مع «الشعب»، إن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قد أجاب عن الكثير من الأسئلة العالقة في أذهان الكثيرين، منها قوله إن مقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية هو خطة فرنسية صرفة، مشيراً إلى أن قبول المغرب بمقترح الحكم الذاتي لأرض يدّعي ملكيتها التاريخية، هو تصرّف يتنافى مع العقل والمنطق، وهي خطوة تجعل منه بلداً منزوع السيادة وحرية القرار.
وتابع نورالدين قائلاً، إن مملكة الحشيش لا تعدو كونها «محمية فرنسية قولاً وفعلاً»، يتم توجيهها من الإيليزيه الذي جعل منها وسيلة تضييق على الدول ذات السيادة. وأضاف قائلاً، إن التقارب الفرنسي- المغربي لا يزعج الجزائر إطلاقاً، حيث أن الجزائر تدرك تمام الإدراك عدم وجود أي تباعد بين المملكة المغربية وفرنسا، بل هي مسرحية سيئة الإخراج ووسيلة إلهاء عمّا تفعله فرنسا بالمغرب، من خلال توظيفه لأهدافها الخبيثة لزعزعة أمن واستقرار الجزائر والمنطقة ككل.
وأردف قائلاً، إن تصريحات الرئيس تبون بشأن الصحراء الغربية قد وضعت حدّا لتشدّق الرباط بمقترح الحكم الذاتي، وأعادت القضية الصحراوية إلى الواجهة بعدما حاولت المغرب شراء الذمم والتغلغل بأذرعها الفاسدة في أروقة المنظمات الدولية والإقليمية بهدف فرض الأمر الواقع، مؤكداً بأن الرئيس تبون قد فتح صفحة جديدة قد تشكّل نهاية للوجود المغربي في الصحراء الغربية، وقد تدفع بالعديد من الحكومات الداعمة لمقترح الحكم الذاتي الى إعادة تقييم الوضع والعودة إلى الشرعية الدولية والقبول بتقرير المصير كحل شرعي ووحيد لقضية الصحراء الغربية.
وكانت باريس، قد أشارت بمقترح الحكم الذاتي سنة 2007، في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، كطوق نجاة للمغرب بعد حصاره دوليا في القضية الصحراوية، ما يثبت تورط فرنسا في احتلال الصحراء الغربية، بعدما كانت قد قصفت الشعب الصحراوي سنة 1975 بقنابل النابالم وطائرات الميراج.