ناشد شباب سكان عدد من قرى عرش بني ثور ببلدية دلس في عريضة توقيعات موجّهة لوالي ولاية بومرداس ومدير الشباب والرياضة التدخل لتسجيل مشروع مستعجل لتهيئة ملعب كرة القدم بالمنطقة، الذي لم يعد صالحا للاستعمال تماما، بسبب مشكل الصيانة وعدم إتمام الأشغال العبثية التي استفاد منها سابقا لذر الرماد في العيون، حسب تصريحات استقتها «الشعب» من سكان المنطقة، الذين ندّدوا «بحالة التهميش المتواصلة للمنطقة في كل المجالات».
لم يجد شباب قرى أولاد صابر، مزوج، أزروا، الشقة، حواسنة وغيرها التابعة لعرش بني ثور التاريخي ببلدية دلس من وسيلة للتنديد بالتهميش إلا بطرق أبواب والي الولاية، عبر عريضة مطالب وتوقيعات تلتمس من خلالها السلطات الولائية التدخل لتسجيل وتخصيص مشروع لتهيئة الملعب الوحيد إن صح القول، الذي جمع محبي وممارسي رياضة كرة القدم لسنين طويلة كفضاء وحيد للمنطقة في غياب تام للمرافق الرياضية والترفيهية، وعدم التدخل لمتابعة المشاريع القطاعية المتوقفة، منها مشروع تهيئة الطريق الولائي رقم 154، وشبكة الغاز الطبيعي لهذه القرى حسب شكاوى المواطنين.
وندّد شباب عرش بني ثور بعملية الإقصاء التي طالت المنطقة سواء من خلال البرامج القطاعية أو المشاريع البلدية للتنمية المحلية، منها مشاريع مديرية الشباب والرياضة الخاصة بإنجاز ملاعب جوارية معشوشبة اصطناعيا مست أغلب أحياء مدينة دلس دون غيرها من المناطق الأخرى المحرومة من كل المرافق الرياضية والترفيهية على غرار القرى والتجمعات السكنية التي تشكّل تركيبة بشرية هامة في التعداد السكاني.
وصرّح عدد من الشباب الموقّعين على عريضة المطالب لـ «الشعب» قائلين: «من غير المعقول أن تستمر سياسة التهميش التي يعاني منها سكان قرى بلدية دلس في كل المجالات منها حرمان أطفال المنطقة من فضاء مهيّئ للعب والتسلية أو ملعب لممارسة النشاط الرياضي، قاعة رياضية، مركز ثقافي أو مكتبة بلدية للمطالعة، لأن كل المشاريع ممركزة بأحياء المدينة، والدليل هو إنجاز 4 ملاعب جوارية معشوشبة اصطناعيا في ظرف وجيز في كل من حي تاقدمت، حي المنارة، وملعبين بالمدينة الجديدة، إضافة إلى الملعب البلدي وعدة فضاءات أخرى مهيأة بمادة التيف، في حين تمّ إقصاء أزيد من 15 قرية بعرش بني ثور من هذا الحق الاجتماعي».
غياب التّنسيق والمتابعة رهن المشاريع
كما ندّد الشباب بصمت مدير الشباب والرياضة، وعدم التحرك لبرمجة مشاريع لإنجاز ملاعب جوارية بقرى بلدية دلس خاصة بالمساحات الحالية المصنفة كفضاءات قديمة لممارسة كرة القدم منذ عقود، منها ملعب قرية أولاد صابر المهدد بالاستحواذ عليه لوجوده بمنطقة غابية تتعرض لعملية النهب المتواصل، ملعب قرية أزرو القريب من المتوسطة والمدرسة الابتدائية، ويبقى التلاميذ أيضا محرومين من ممارسة النشاط الرياضي وملعب قرية تيزغوين، الذي لم يستفد من مشروع تهيئته بالعشب الاصطناعي.
تبقى الكثير من النقاط والتساؤلات مطروحة في قضية أزمة التنمية المحلية، وغياب المشاريع الأساسية بقرى عرش بني ثور ببلدية دلس، وفق المعطيات التي جمعتها «الشعب» سواء فيما تعلق بالمشاريع القطاعية التابعة لميزانية الولاية كمشاريع قطاع التربية، الرياضة، الصحة، الأشغال العمومية، شبكة المياه، الغاز الطبيعي والصرف الصحي وغيرها أو ما تعلق بالعمليات المسجلة في إطار المخطط البلدي للتنمية «بيسيدي»، الذي يشمل أشغال التهيئة والصيانة، وأغلبها تعاني من نقائص وغياب المتابعة وعدم التنسيق بين المصالح المعنية، والدليل المصير المجهول للطريق الولائي الرابط بين بلدية دلس وبلدية تاورقة مروا بعرش بني ثور المهملة منذ أزيد من سنتين.
كما سجّلنا حسب تصريحات شباب المنطقة تهاون كبير من قبل مديرية الشباب والرياضة لمتابعة المشاريع الرياضية، التي استفادت منها المنطقة في مختلف المخططات التنموية، منها قاعة للرياضة كانت مبرمجة منذ أزيد من 10 سنوات بقرية ازرو، لكنها تبخرت مثل باقي المشاريع، إضافة إلى مشاريع الملاعب الجوارية التي تبقى محل انشغال السكان.