«الجزائر.. وحدات الأسلحة الخاصة» يكشف جرائم المستعمِر بالصوت والصورة

فظائــــع وفضـائح فــرنسا..

52 دقيقة من الحقائق وأسرار «كيماوي» الفرنسيين ضد الجزائريين 

وجه مظلم دامس للمستعمر.. وشهادات مروّعة وصادمة للآثار المدمرة  

غارات سامة وإبادة عمدية والإرهاب بغاز cn2d 

استخدام ممنهج للأسلحة المحظورة لملاحقة الجزائريين الناجين من قنابل الطائرات الحربية 

غازات مسمومة وأعمال وحشية تسببت في أمراض نفسية للضحايا إلى اليوم 

وزارة الجيوش الحربية تتهرب من طلبات المؤرخين بفتح أرشيف حرب التحرير 

10 آلاف جريمة فرنسية ضد الإنسانية شملت العـدوان الكيميــائي بالجزائر

سلّط فيلم وثائقي جديد الضوء على الفظائع التي ارتكبتها فرنسا خلال حرب التحرير الوطنية، خصوصا استخدام الأسلحة الكيماوية. حيث كشف، من خلال تفاصيل دقيقة، ليس فقط الآثار المدمرة لهذه الأسلحة المحظورة التي استخدمت عمداً ضد الجزائريين بل أيضا الوجه المظلم للمستعمر.
ويستند الفيلم الوثائقي الذي بثه التلفزيون الجزائري سهرة الخميس، «الجزائر، وحدات الأسلحة الخاصة» للمخرجة كلير بييه، وعلى مدار 52 دقيقة، إلى أبحاث استمرت قرابة عشر سنوات، أجراها المؤرخ كريستوف لافاي، حيث جمع العديد من شهادات الناجين الجزائريين الذين عانوا ويلات الاستخدام المكثف لهذه الأسلحة.
وتعني «الأسلحة خاصة» الغازات السامة وعلى رأسها غاز CN2D، وهو خليط يحتوي على غاز مشتق من السيانيير (CN) وآخر مشتق من الزرنيخ (DM) الذي له تأثيرات مهيّجة للرئتين والعينين والأغشية المخاطية، مما يسبب الصداع والتقيؤ. ويمكن أن تصبح هذه الغازات قاتلة في الأماكن المغلقة، كما كان الحال في الكهوف.
وبنبرة متقطعة تحت تأثير الصدمة، روى عمار عقون، الذي كان يبلغ من العمر 19 عاما آنذاك، أن الجيش الفرنسي كان يلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيميائية بشكل ممنهج لملاحقة الجزائريين الذين نجوا من قنابل طائراته الحربية.
في هذا الخصوص، تذكر المتحدث قائلا: «بعد أن هاجم الجيش الفرنسي قريتنا مستخدما طائرات حربية كانت تقذف عليها عدة قنابل، لاحقنا حتى إلى كهف بالمنطقة حيث لجأنا للاختباء. وأمام رفضنا الخروج من هذا الكهف، قام الجيش الفرنسي بجلب مروحيات محملة بالغازات السامة. وبعد دقائق قليلة، بدأ دخان أسود كثيف بالتسلل إلى داخل الكهف، مما تسبب في الاختناق والإغماء للجميع». وروى العديد من الشهود الناجين من هذه الأعمال الوحشية ذكرياتهم، مؤكدين أن الآثار النفسية لهذه الأسلحة لاتزال تطاردهم حتى اليوم.
وفي الوقت الذي ذكر الوثائقي بأن استخدام الأسلحة الكيميائية محظور منذ عام 1925 (بروتوكول جنيف لعام 1925 الذي صادقت عليه فرنسا)، أشار إلى أنه إذا قبلت السلطات الفرنسية تناول موضوع غزوات جيشها خلال الحرب العالمية الثانية دون تردد، فإنها تلتزم الصمت التام بشأن استخدام هذه الأسلحة خلال حرب التحرير الوطني، وهو ما يتجلى في رفض وزارة الجيوش الفرنسية عدة مرات طلبات الباحثين والمؤرخين بالاطلاع على أرشيف حرب التحرير. وأوضح الباحث والمؤرخ، كريستوف لافاي، الذي أكد أنه سعى مرارا إلى وزارة الجيوش الفرنسية، ولكن دون جدوى، أنه عثر على الوثائق التي تطرقت إلى استخدام الجيش الفرنسي للأسلحة الكيميائية خلال حرب التحرير الوطني بفضل عمله في مجال التوثيق.
وقد تمكن كريستوف لافاي من إحصاء حوالي 450 عملية فرنسية شملت استخدام الأسلحة الكيميائية في الجزائر، لا سيما في جبال القبائل والأوراس. وقال: «لكن هناك عدد أكبر بكثير، وعلى كامل الأراضي الجزائرية»، مقدرا أن إجمالي عدد هذه العمليات يتراوح بين 5000 و10000 عملية.
وخلص الفيلم الوثائقي إلى التأكيد على أنه حتى وإن كانت فرنسا الرسمية لاتزال تحاول طي هذه الصفحة المظلمة من ماضيها، فإن الآثار التي خلفتها هذه الأسلحة تذكرها دائما بتاريخها وجرائمها الشنيعة.
ونظرا للحقائق الصادمة، التي تعري وحشية الاستعمار الفرنسي في الجزائر، قامت قناة فرانس5، بسحب بث الوثائق من شبكتها البرامجية، وقام التلفزيون الجزائري ببثه، ليلة الأربعاء إلى الخميس.
وعبّرت مخرجة الفليم الوثائقي كلير بييه، للإذاعة الوطنية، عن صدمتها من إخفاء موضوع استخدام فرنسا للأسلحة الكيماوية في الجزائر، وعدم الحديث عنه خاصة في فرنسا، واستنكرت منع المؤرخ كريستوف لافاي، من حقه في الوصول الكامل إلى الأرشيف العسكري الفرنسي، بالرغم من أن ذلك حق أساسي لمعرفة ما حدث في حق الشعب الجزائري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19723

العدد 19723

الخميس 13 مارس 2025
العدد 19722

العدد 19722

الأربعاء 12 مارس 2025
العدد 19721

العدد 19721

الثلاثاء 11 مارس 2025
العدد 19720

العدد 19720

الإثنين 10 مارس 2025