أطلقت مديرية النشاط الاجتماعي بولاية الجلفة حملة تضامنية واسعة تهدف إلى دعم العائلات المحتاجة وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي. الحملة شملت توزيع منح مالية، فتح مطاعم الرحمة، إقامة أسواق جوارية، وتوزيع طرود غذائية، وذلك بالتنسيق مع مختلف الفاعلين في المجال الخيري والاجتماعي، لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها وتوفير أجواء تضامنية تعكس روح الشهر الفضيل.
كشف مدير النشاط الاجتماعي لولاية الجلفة، محمد بيدي، في تصريح لـ “الشعب”، عن تخصيص غلاف مالي قدره 3.1 مليار سنتيم لدعم البلديات التي تعاني من عجز في تغطية منحة رمضان، وتهدف هذه الخطوة إلى ضمان وصول المساعدات المالية إلى مستحقيها دون استثناء، خاصة في المناطق النائية، بما يخفّف الأعباء عن العائلات المحتاجة خلال الشهر الفضيل.
وأوضح بيدي أن هذه الإعانات تأتي ضمن استراتيجية الوزارة لتعزيز العدالة الاجتماعية والتكافل، حيث يتم توزيع المنح وفق معايير دقيقة لضمان الشفافية والإنصاف، مشيرا إلى أنّ الجهود متواصلة لسد أي فجوات قد تؤثر على وصول الدعم للفئات المستهدفة.
وفي إطار المبادرات التضامنية الرمضانية، تم فتح 63 مطعم رحمة موزّعة عبر مختلف بلديات الولاية، من بينها الجلفة، عين وسارة، مسعد، فيض البطمة، البيرين، حاسي بحبح، حد الصحاري، الإدريسية، وغيرها. هذه المطاعم تقدم يوميّا وجبات إفطار مجانية للمحتاجين وعابري السبيل، بفضل مساهمة المحسنين والمتطوعين.
ووفقا للأرقام التي كشف عنها مدير النشاط الاجتماعي، فإنّ المطاعم قدمت في اليوم الأول 3569 وجبة، بينما سجّل اليوم الثاني توزيع 3002 وجبة، مع توقعات بارتفاع الأعداد خلال الأيام القادمة، وتتنوع هذه الوجبات بين الوجبات المحمولة والوجبات التي يتم تقديمها داخل المطاعم، ما يتيح للمستفيدين خيارات متعددة حسب ظروفهم واحتياجاتهم.
إلى جانب المساعدات الغذائية والمالية، حرصت مديرية النشاط الاجتماعي على تعزيز الجانب التنموي من خلال تنظيم أسواق جوارية بالتنسيق مع مديرية التجارة، بهدف دعم الأسر المنتجة وتمكينها اقتصاديا. حيث استفادت سبع أسر في مدينة الجلفة من فضاءات عرضت فيها منتجات غذائية، ألبسة، وصناعات حرفية وفخارية، فيما تم تخصيص مساحة أخرى في سوق “مسعد لخمس” لأُسر تعمل في مجال النسيج. وتأتي هذه الخطوة في إطار السعي لإدماج المرأة الريفية والماكثة بالبيت في النشاط الاقتصادي، وتشجيع الإنتاج المحلي، وقد عبّرت العديد من النساء المستفيدات عن ارتياحهن لهذه المبادرة التي مكّنتهن من تسويق منتجاتهنّ مباشرة، ما ساعدهنّ على تحقيق مدخول مالي وتحسين ظروفهن المعيشية.
وأكّد بيدي أنّ هذه الأسواق لا تقتصر فقط على توفير فضاءات تجارية مؤقتة، بل تسعى إلى خلق ديناميكية اقتصادية مستدامة من خلال تمكين العائلات المنتجة من الوصول إلى الزبائن والترويج لمنتجاتها، ممّا يُسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وإعطاء قيمة مضافة للمنتوجات التقليدية والحرفية.
وفي سياق متصل، كشف مدير النشاط الاجتماعي عن توزيع 2000 طرد غذائي لفائدة العائلات المعوزّة، بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري وتحت إشراف والي الولاية. وتتكون هذه الطرود من مواد غذائية أساسية مثل الزيت، السكر، الدقيق، الأرز، والبقوليات، إلى جانب بعض المواد التي تساعد العائلات على إعداد وجبات الإفطار والسحور طوال الشهر الكريم.
وأشار بيدي إلى أنّ هذه المبادرة تعتمد بشكل كبير على دعم المحسنين الذين يساهمون سواء ماليا أو من خلال التبرعات العينية، ممّا يعكس حسا تضامنيا قويا بين مختلف شرائح المجتمع. وتحرص المديرية على ضمان وصول هذه التبرعات إلى الفئات الأكثر احتياجا، من خلال فرق ميدانية تقوم بعملية فرز وتوزيع دقيقة، تجنبا لأي تجاوزات أو سوء استغلال.
وأكّد المتحدث أنّ هذه المبادرات التضامنية، سواء من قبل السلطات المحلية أو من المجتمع المدني والمحسنين، تعكس روح العطاء والتكافل التي يتميّز بها سكان ولاية الجلفة خلال شهر رمضان. فمن خلال دعم مالي مباشر، توفير وجبات إفطار، وخلق فرص اقتصادية للأسر المنتجة، تبرز هذه الجهود كنموذج يحتذى به في تعزيز قيم التعاون الاجتماعي.