تحفظ كرامـة المواطـن وتنمذج العمل التضامني

مبادرة قطاع التضامن في رمضان.. رؤية متكاملة وآليات محكمة

علـي عويـش

أطلقت وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة حزمة من المبادرات التضامنية لتعزيز قيم التكافل الاجتماعي وتقديم الدّعم للعائلات المعوزّة.
وتهدف هذه المبادرات إلى التخفيف على الأسر خلال الشهر الفضيل، من خلال تقديم وجبات إفطار مجانية للصائمين من عابري السبيل والأشخاص دون مأوى.

تُعدُّ مطاعم الرحمة تجسيداً حيّا لقيم التضامن والتكافل الاجتماعي التي يتميّز بها المجتمع الجزائري، خاصةً خلال شهر رمضان المبارك. تُسهم هذه المبادرات في التخفيف عن كاهل الأسر المحتاجة ومحدودي الدخل والمسافرين، ما يخلق أجواء عائلية وتضامنية بين مختلف فئات المجتمع.
وتُبرز جهود وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة روح التكافل التي يتميّز بها المجتمع الجزائري، وتؤكّد على أهمية التعاون بين الإدارة والمجتمع المدني لتقديم الدعم والمساندة للفئات المحتاجة خلال شهر رمضان المبارك.
لم تتوقّف الجهود الإنسانية عند مبادرات وزارة التضامن الوطني، بل تعدّتها الى دعم الفئات الهشة وتحقيق التكافل الاجتماعي بشكل مستدام، ففي خطوة تهدف الى تخفيف الأعباء المالية عن العائلات محدودة الدخل، تعلن السلطات العليا، في كل عام، عن تخصيص منحة التضامن الخاصة بشهر رمضان، والتي تُمنح للأسر المحتاجة في كل ربوع الوطن. هذه المنحة، تُصرف لأصحابها عبر حساباتهم البريدية، في تصرّف نبيل يهدف الى حفظ كرامة المواطن.
على الجانب الآخر، تلعب الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية وجمعيات الأحياء دوراً محورياً في دعم ومرافقة جهود الدولة، حيث تعمل على تنظيم حملات تضامنية لجمع التبرعات، سواء مادية أو عينية، كما تُشارك هذه الجهات في تنظيم مطاعم الرحمة خلال شهرٍ كامل.
مبادرات وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة خلال شهر رمضان المبارك، تعكس رؤية متكاملة تقوم على العمل التضامني المنظّم والهادف، فبدلاً من الاعتماد على الطريقة الكلاسيكية في تقديم الإعانات، حرصت الوزارة على وضع آليات أكثر شمولاً، تضمن وصول الدعم العيني والمالي لمستحقّيه بكرامة ودون تعقيدات بيروقراطية.
ما يميّز مبادرة وزارة التضامن لهذا العام، هو انفتاحها على مختلف الفاعلين، إذ لم تقتصر على جهود الهيئات الرسمية أو المؤسسات التابعة لوزارة التضامن، بل منحت هامشاً أوسع لمختلف فعاليات المجتمع المدني؛ هامش من أجل المساهمة الفعّالة في إنجاح هذه البرامج.
ولا شك أن الجهود التي تبذلها وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة خلال شهر رمضان الحالي، مكّنت من تحويل العمل الخيري من مجرّد مبادرة ظرفية الى نموذج متكامل يعكس قيم الإنسانية والتكافل. هذه الرؤية الطموحة، المدعومة بتعاون مجتمعي واسع، تُمهّد الطريق نحو مجتمع أكثر عدالة وتضامنا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19723

العدد 19723

الخميس 13 مارس 2025
العدد 19722

العدد 19722

الأربعاء 12 مارس 2025
العدد 19721

العدد 19721

الثلاثاء 11 مارس 2025
العدد 19720

العدد 19720

الإثنين 10 مارس 2025