توفّر المشيرة البلدية الريفية الفلاحية الرعوية الواقعة بأقصى جنوب ولاية ميلة خلال شهر رمضان المعظم صورا جميلة لمعاني التضامن والتعاضد والتنشيط المتنوع الذي يطبع سهراتها، وتمنح الطريق المؤدية إلى هذه البلدية الهادئة الذي يقطنها أزيد من 15 ألف نسمة دقائق قبل الإفطار الزائر إليها سواء من جهة شلغوم العيد أو التلاغمة مقرالدائرة مشاهد بهية لتجند شباب الخير لتقديم وجبات ومواد غذائية لعابري السبيل من أصحاب المركبات. ولا يلبث الزائر عند مدخل هذه القرية المنبسطة والتي توجد بها معالم أثرية على غرار منطقة «بوتخماتن» أن يلحظ تلك الحركة الدؤوبة التي يصنعها متطوعو «جمعية الأمل الثقافية» على الجانب الأيمن من الشارع الطويل ليلحظ عبارات تشير لعملية إفطار جماعي يجري التحضير لها دقائق قليلة قبل آذان المغرب، طاولات كثيرة ممتدة على قارعة الطريق ووزّعت عليها أطباق شهية وكذا بعض من الضيوف وعابري السبيل يحجزون مكانا لهم حول هذه الطاولات التي عمها الخير الكثير. هي مبادرة أخرى يشارك فيها محسنون من أهل الإحسان بالمشيرة من بين المستفيدين منها نحو 100 طالب من زاوية الحملاوبة لوادي سقان قادمين من الجنوب، إلى جانب بعض حفظة القرآن الكريم من بوركينا فاسو يوجدون ضمن الحضور. وفيما يفضّل البعض كسر الصيام بحبات تمر لذيذة قبل الذهاب لأداء صلاة المغرب، شرع آخرون في الإفطار وتذوق أطباق تصدرتها الشربة والكسكسي إلى جانب «الكسرة» الساخنة التي تميز عادة موائد سكان المشيرة.
وحسب أحد المنظّمين، فإنّ ما بين 50 إلى 70 مائدة إفطار هيئت لإطعام عابري السبيل وسائقي السيارات، وقد استحسن المفطرون المبادرة على غرار «محمد - ب» (56 سنة) الذي كان على متن سيارته متوجها إلى باتنة، وشهدت المشيرة حسب «خالد - ب» (26 سنة)، متطوع، منذ بداية الشهر الفضيل تنظيم العديد من المبادرات التضامنية على غرار مبادرة «عابر السبيل» التي يوزّع فيها الماء وحلويات أو عصائر على المارين بسياراتهم على إقليم البلدية.