تسير الجزائر، تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بخطى ثابتة لتلتحق بركب الدول الصاعدة، وذلك بالعمل على رفع التحديات التي ارتبطت بأزمات طارئة أو مشاريع تتطلّب تعبئة موارد الدولة، وبدأت تجني أولى ثمار الإصلاحات العميقة في انتظار تحقيق الوثبة الكبيرة في آفاق 2027.
«هذه هي الجزائر التي نحبها ويحبها جميع الجزائريّين. جزائر رفع التحديات»، بهذه العبارة هنّأ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، القائمين على إنجاز مصنع تحلية مياه البحر «فوكة 2» بولاية تيبازة.
ويمثل إنجاز المصنع في آجال لم تتعدى 26 شهرا، تحديا تم التغلب عليه، ولكن أكبر تحدي كان مواجهة معضّلة الجفاف الناجمة عن نقص تساقط الأمطار قبل 4 سنوات، فوضع الرئيس تبون لهذا الأمر برنامجا خاصا بدأ يؤتي ثماره. وبالتركيز على رؤية رئيس الجمهورية، للارتقاء بمكانة الجزائر، يتضح أن تعتمد على مجابهة التحديات والقيام بمشاريع أو تدابير غير مسبوقة. فقد شكلت أزمة كورونا العالمية، التي تزامن والأشهر الأولى للعهدة الأولى لرئيس الجمهورية، تحديا مفصليا للجزائر في مواجهة الوباء العالمي، الذي فشلت كثير من الدول المتطورة في التصدي له.
نموذج اقتصادي جديد
ورغم الظروف الاقتصادية التي مرّت بها، جراء تداعيات الوباء على الاقتصاد العالمي وعلى مداخيل البلاد، إلاّ أنّ قيادة البلاد حولتها إلى دافع قوي لرفع تحديات بناء اقتصاد قوي، مستقل عن الريع البترولي، قادر على مواجهة الأزمات المحتملة مستقبلا.
رفع رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، تحديات التصدير خارج المحروقات، فبعد أن كانت مداخيل الجزائر تعتمد بنسبة 95 بالمائة على صادرات المحروقات، أصبحت قطاعات الصناعة والفلاحة تساهم بقسط وافر من المداخيل، وذلك بفضل توجيهاته لتنويع الاقتصاد الوطني، بإطلاق مشاريع كبرى في مختلف المجالات.
وفي شهر ديسمبر 2021، أعلن السيد الرئيس عن إنشاء وكالة وطنية للعقار الصناعي تشرف حصريا على توفير العقار للمتعاملين في آجال قصيرة، بعيدا عن الإدارة. وعمل، السيد الرئيس، منذ عهدته الأولى على رفع العراقيل عن المشاريع المعطّلة، أو التي لم تكتمل بعد، ففي مجال التعدين وصناعة الحديد والصلب، أولى رئيس الجمهورية أهداف برنامجه أهمية لتعزيز قدرات البلاد في التصنيع ومنها رفع حجم التصدير خارج المحروقات، بالتركيز على قطاع التعدين باعتباره رافدا للصناعة الوطنية، وكذا الفوسفات الذي يعتبر مادة أساسية في الزراعات، إلى جانب الرصاص والزنك، وهي المشاريع التي أطلقت منذ عهدته الأولى.
ويعد منجم غار جبيلات أحد أكبر مناجم الحديد في العالم، والذي كان استغلاله حلما بعيدا، قرّر رئيس الجمهورية اتخاذ قرار الشروع في استغلاله بما يسمح للبلاد من احتلال مكانتها ضمن أكبر عشر منتجين لخام الحديد، باحتوائه على 3.5 مليار طنّ من خام الحديد، وإنتاج سنوي يصل إلى 40 مليون طن بحلول عام 2040. إلى جانبه نجد فوسفات بلاد الحدبة، بولاية تبسة، الذي انطلق استغلاله في نوفمبر 2024، وهو أحد أكبر احتياطات الفوسفاط في العالم، ومن المتوقع أن يدر استغلال هذا المنجم على الجزائر مداخيل تتراوح بين 2 و3 ملايير. ومن المشاريع المعطلة التي أعاد السيد الرئيس إطلاقها في عهدته الأولى، نذكر مصنع معالجة الزنك والرصاص الذي أطلق من جديد في نوفمبر 2023، بعد 17 سنة من التوقف، ويقع المنجم بوادي أميزور (بجاية)، وتقدر المادة القابلة للاستغلال فيه بـ 34 مليون طنّ.
الماء والغذاء..كسب الرّهان
أوفى رئيس الجمهورية،بوعوده في تزويد المواطنين في وهران وتيبازة بالمياه الشروب من محطات تحلية مياه البحر قبل شهر رمضان، فبعد تدشين مصنع وهران، دشّن رئيس الجمهورية مصنع تحلية مياه البحر «فوكة-2» الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 300 ألف متر مكعب يوميا.
وفي هذا السياق قال الخبير الفلاحي، وعضو اتحاد المهندسين الفلاحيّين، عبد المجيد صغيري، لـ «الشّعب»، أنّ المشروع يأتي في إطار البرنامج الوطني الذي أقرّه رئيس الجمهورية لإنجاز 5 محطات كبرى لتحلية مياه البحر في الطارف، وبجاية وبومرداس وتيبازة، ووهران بطاقة إنتاجية قدرها 300 ألف متر مكعب يوميا لكل محطة، بمجموع 1.5 مليون متر مكعب يوميا، لو استغلت منه نسبة عشرة بالمائة فقط لتوسيع المساحة الزراعية المسقية خاصة في الهضاب العليا سيرفع الإنتاج في الزراعات الاستراتيجية بنسبة 40 بالمائة. وأضاف، أنّ الحرب القادمة هي حرب أمن مائي، وأنّ هذا الاستشراف من الجزائر جاء في وقته. وأوضح أنّ اتحاد المهندسين الزراعيّين يدعو إلى إنشاء مجلس أعلى للأمن الغذائي والمائي.
يذكر أنّ قطاع الفلاحة حقّق خلال 2024 مداخيل بقيمة 37 مليار دولار وساهم بـ 15 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، وهو رقم يؤكّد سلامة النهج للتحرّر من التبعية للمحروقات، وسط توقعات بأن ترتفع إلى نحو 20 بالمائة، مع دخول المشاريع قيد الانجاز بالجنوب الجزائري.