الدكتورة النفسانية عبلة محرز:

تحضير الطفل للامتحان يقتضي تدريبه ليتخلص من القلق والأرق

القليعة: علاء ملزي

لمستشار التوجيه التربوي دور في مرافقة التلميذ لتجاوز الارتباك

أكّدت الدكتورة المختصة في علم النفس التربوي والتي تشغل منصب مديرة الدراسات بقسم علوم التربية لجامعة الجزائر2 ببوزريعة، السيّدة عبلة محرز، في محاضرة ألقتها بدار الثقافة بالقليعة بخصوص تحضير التلميذ لمواعيد الامتحانات، أنّ العملية تقتضي تجريده من القلق السلبي والأرق المرهق والخوف من المجهول الهاجس.
قالت الدكتورة عبلة بشأن القلق الذي ينتاب الطفل خلال مواعيد الامتحان، إنّه ينقسم إلى قسمين: أحدهما إيجابي لابد منه للتمكن من أداء الواجب المطلوب. والآخر سلبي يعيق الطفل عن مراجعة دروسه بالشكل اللائق ومن ثمّ وجب تجريد الطفل من النمط الثاني من القلق الذي يتسرّب إليه من مصادر مختلفة، قد تكون بشرية وقد تكون غير ذلك وهنا يكمن دور مستشار التوجيه على مستوى المؤسسة التربوية الذي بوسعه تمكين الطفل من تجاوز عائق القلق، بعد سلسلة من المقابلات التربوية، بحيث تجب الإشارة هنا إلى أنّ القلق يتسبّب في الشعور باليأس وعدم القدرة على الإنجاز وتقديم منتج مقبول، الأمر الذي يفرز الإخفاق والرسوب في آخر المطاف.
أما عن الٍأرق، فقد أشارت الدكتورة عبلة إلى أنّه يتشكّل بتسلّط الأفكار السلبية لدى الطفل بشكل يجعله ينشغل بما يدور بالشارع والمحيط الخارجي، دون الانتباه لما هو حاصل داخل قاعة الدرس.
ولا يمكن حصر الأسباب المؤدية إلى هذه الحالة، بقدر ما يجب التفكير في طريقة عملية تقي الطفل من هذه المعضلة، بحيث يجب تدريبه على ثقافة السؤال والاستفسار عن كلّ ما له علاقة بالدرس، من خلال حوار مباشر بين المعلم والمتعلم، كما يجب إعداد برنامج لقاءات دورية طيلة السنة الدراسية مع فئة المعلمين القائمين على تعليم الطفل وعدم حصرها على فترة ما بعد الامتحانات لغرض تجسيد شراكة ميدانية وتعاون وثيق ما بين المدرسة والأسرة، فيما يتعلق بالرفع من المستوى التعليمي للطفل.
ولأنّ الطفل المتعلم يبقى عرضة لنوبات عديدة من الخوف، لاسيما على مقربة من فترة الامتحانات، فإنّ الأسرة تبقى مطالبة بمرافقته ومساندته طوال السنة، من خلال تحبيب المادة المدروسة له واستعمال طريقة البطاقات للمراجعة، ناهيك عن استعمال الألوان والتصنيف والنظام والتجزئة أيضا حينما تقتضي الأمور ذلك، وهي كلّها طرق يستوجب على الأسرة تدريبها للطفل في البيت قبل التحاقه بالمدرسة، لتمكينه من التأقلم مع معطيات المدرسة في ظروف مريحة. وحينما تحل فترة الامتحانات لابد من التجنّد الجماعي لأفراد الأسرة من حيث توفير الظروف المريحة للطفل في مجال المراجعة.
كشفت الدكتورة عبلة، عن دراسة أنجزتها خلال سنوات خلت، بمنطقة غرب العاصمة، تتعلق بتفاعل مجموعة من التلاميذ حول استبيان يشمل عددا كبيرا من الأسئلة حول مختلف الأمور المحيطة بحياتهم اليومية، بحيث خلصت الدراسة إلى كون الطفل يبقى على الدوام متعلقا بالحرية المطلقة ويتهرّب قدر الإمكان من المسئولية، ومن ثمّ فلابد من تدخّل الأولياء بالشكل الذي يضمن للطفل قدرا كبيرا من الحرية في الحياة اليومية، مع تدريبه على تحمّل قدر من المسئولية، كأن يتم الاقتداء بالطفل في مجالات استغلاله للأنترنت ومنافسته في العديد من أوجهها ،مع مراقبته بطريقة لا تثقل كاهله ولا تثير أعصابه.
تتيح هذه الطريقة العملية اكتشاف عقلية الطفل والتفاعل معها بحكمة، مع التموقع أقرب ما يمكن من عقل الطفل وتيسير عملية تهذيب سلوكه وتقوية بناء شخصيته، لاسيما وأنّ عوامل كثيرة من المحيط تتدخّل بشكل مباشر لتوجيه هذا البناء وفق ما لا ترغب فيه الأسرة أحيانا، كالأنترنت والشارع والمحيط والمجتمع والإعلام عموما. ولا تبنى الشخصية حتما بالعوامل الوراثية المكتسبة عن الأب والأم، بحيث تتفاعل تلك العوامل مع معطيات الواقع المعيش لبناء شخصية جديدة يكتسبها الطفل مع الوقت ولابد من تدخل الأولياء لتصويبها وتهذيبها وفق ما يخدم مصلحة الطفل والأسرة أيضا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024