الهرمونات الأنثوية هي مركبات كيميائية تفرزها الغدد الصماء وتلعب دورًا حيويًا في تنظيم العديد من العمليات الفيزيولوجية في جسم المرأة، ويمكن أن يؤدي اضطرابها إلى مجموعة واسعة من المشكلات الصحية، من بينها تأثير خلل في مستوى هرمون البرولاكتين على الصحة النفسية للمرأة.
تؤكد الدكتورة النفسانية حليمة عومر، أنه غالبا ما تكون للمرأة معرفة محدودة عن ماهية الاضطرابات الهرمونية، والمشاكل التي تتسبب فيها هذه الاضطرابات، التي تظهر في شكل تغييرات تطرأ على جسم المرأة أو سلوكياتها اليومية، على غرار زيادة الوزن والشعور بالخمول، أو أعراض مرضية يشخصها الطبيب المختص.
اختلال الهرمونات
أوضحت أن جسد المرأة يعتبر بمثابة الجدار الذي يحمي شخصيتها، ويفرض وجودھا، فجماله وسلامته من معايير الأنوثة التي تبحث عنھا المرأة للحفاظ على الصورة الجسمية والنفسية لھا، لكن كما نعرف أن سر أنوثة المرأة ھو التوازن في الهرمونات والتي من بينھا ھرمون البرولاكتين أي ھرمون الحليب.
وشرحت الأخصائية النفسانية، أن اضطراب إنتاج ھرمون البرولاكتين سواء بالزيادة أو النقصان، يؤثر على الحالة النفسية للمرأة وهذا ما تغفل عليه الكثير من النساء، بفعل تشابه أعراض الاضطرابات الهرمونية، بأعراض مريض الفصام التي يسيطر عليھا غرابة السلوك، مشيرة، أن أغلب الأعراض السلوكية والنفسية التي تظھر على المرأة، على غرار الاكتئاب سببه خلل هرموني، فسّرته المتحدثة بالتغيرات المزاجية التي تعيشها المرأة، مثل أن تحضر نفسها للذهاب إلى مناسبة اجتماعية، ثم تغير رأيها بتغير مزاجها فجأة، فتصبح عصبية وفي بعض الحالات عدوانية.
ولفتت عومر، أن الكثير من هذه الحالات وأعراض التقلبات المزاجية التي يتسبّب فيها خلل في هرمون البرولاكتين، تتطوّر لتشمل القلق والشعور بالخمول والاحباط، تؤدي إلى كثرة النوم وفي بعض الحالات حتى ھلاوس بصرية، الأمر الملاحظ عند الكثير من النساء، في شكل أعراض قد تفسر عادة بالتقلبات المزاجية التي تسببها الدورة الشھرية.
وهي أعراض طبيعية تختفي بسرعة، لكنها لا تكون عادية في بعض الحالات المتعلقة بارتفاع كبير لھرمون البرولاكتين، حيث تظهر التقلبات المزاجية وأعراض الاكتئاب بحدة خلال فترة الحيض لدى المرأة المصابة بخلل في إفراز هرمون البرولاكتين.
وقالت الدكتورة عومر حليمة، أنه بحكم مجتمعنا وبطبيعة تغير المزاج الذي تعيشه المرأة - تبقى المرأة حائرة في هذه الأعراض، التي لا يفھمھا جسدھا وحتى زوجھا، لأن طبيعتھا تتغير وتصبح لديھا عصبية زائدة، إلى أن يعود الھرمون إلى مستواه الطبيعي، الأمر الذي يستوجب على المرأة القيام بتحاليل طبية ھرمونية، على الأقل مرة في السنة، تفاديا لمضاعفات وتكاليف العلاج في حال الغفلة عن تأثيرات الاضطرابات الهرمونية على الصحة النفسية والجسدية، مشيرة أنه بحكم التواصل الدوري مع العديد من المريضات، لوحظ وجود حالات طلاق بسبب العصبية الزائدة والتي كان سببها الخلل الھرموني في مستوى البرولاكتين.
ودعت الأخصائية النفسانية عومر حليمة، إلى تغيير بعض السلوكيات والأفكار من طرف النساء، والبحث عن العلاج من خلال التشخيص الطبي واستشارة المختصين، واتباع نظام غذائي سليم والابتعاد عن تناول وصفات السمنة التي تلجأ إليها المرأة لإبراز مفاتنها الجسدية، وعدم استعمال بعض الأدوية بدون وصفة طبية، كل ھذا من أجل الحفاظ على الصحة النفسية التي سبب ضياعھا اتباع أنماط صحية خاطئة.
مشكل نغفل عنه
وأبرزت النفسانية أن التغيرات السلوكية لدى المرأة، كثيرا ما ترتبط بالاضطرابات الهرمونية، المتعلقة بخلل في مستوى هرمون الاستروجين أو زيادة هرمون البروجيسترون، غير أن الاضطرابات المتعلقة بهرمون البرولاكتين “هرمون الحليب” لدى المرأة حتى في حالة عدم الحمل، قد يسبب هو الآخر مشاكل متعددة، أهمها انقطاع الطمث أو عدم انتظام الدورة الشهرية، العقم وانخفاض الرغبة الجنسية، مؤكدة أنه من المهم استشارة طبيب إذا كانت هناك أية أعراض غير طبيعية، أو مشكلات صحية متعلقة بالهرمونات للحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب.
وتؤثر الاضطرابات الهرمونية، حسب الدكتورة، بشكل عام، على صحة العظام، صحة القلب، والشعر والجلد، وكذلك على الصحة النفسية للمرأة وسلوكياتها اليومية، الأمر الذي يتطلّب متابعة مستويات الهرمونات بانتظام والتحدث مع الطبيب في حالة وجود أي اضطرابات، مشيرة أن فهم هذه الجوانب يمكن أن يساعد المرأة في التعامل مع التغيرات الطبيعية في جسدها واتخاذ القرارات الصحية المناسبة.
على غرار خلل إفراز هرمون البرولاكتين، الذي يغفل الكثير من الأطباء المختصين عن الحديث عن مشاكله وتأثيراته السلبية على المرأة، سواء كانت حامل أو غير حامل، باعتباره هرمون مسؤول عن تحفيز إنتاج الحليب في الثديين بعد الولادة، وإلى جانب دوره الأساسي في إنتاج الحليب، يشارك البرولاكتين في تنظيم الجهاز المناعي، ويؤثر على سلوكيات التكاثر، والنمو، وتطوير الجسم.
وتكون مستويات البرولاكتين حسب عومر، - عادة منخفضة - في جسم المرأة غير الحامل، وترتفع مستوياته أثناء الحمل وبعد الولادة لتدعّم الرضاعة، ويمكن أن يؤدي اضطراب مستويات البرولاكتين غير الطبيعية إلى مشاكل صحية، ويتمّ تشخيص اضطرابات هرمون الحليب من خلال فحوصات الدم، مشيرة أن معرفة وظيفة وتأثيرات البرولاكتين، تساعد على فهم العديد من الحالات الصحية المرتبطة بهذا الهرمون وكيفية التعامل معها، لاسيما في حالة فرط افرازه التي يمكن أن تؤدي إلى تقلبات في المزاج، ما يجعل المرأة أكثر عرضة للاكتئاب والقلق، وزيادة مستويات التوتر والضغط النفس، وانخفاض الرغبة الجنسية أو اضطرابات في الوظيفة الجنسي، إلى جانب الشعور بالإرهاق والتعب.
إرهاق وتعب مستمر
وتشعر النساء اللاتي يعانين من ارتفاع هرمون البرولاكتين، حسب المتحدثة، بالإرهاق والتعب المستمر، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من الراحة، إلى جانب تأثر نوعية النوم نتيجة لارتفاع مستوياته، ما يؤدي إلى الأرق أو صعوبة في الاستمرار في النوم.
واكدت أن التغيرات السلوكية والاضطرابات النفسية التي يتسبب فيها فرط إفراز البرولاكتين في الدم، لها تأثير مباشر بطريقة آلية، على العلاقات الاجتماعية والعاطفية للمرأة، نتيجة للتغيرات المزاجية والتعب وانخفاض الرغبة الجنسية، الأمر الذي يستدعي تشخيص هذه التأثيرات النفسية عبر استشارة طبية وإجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة مستويات البرولاكتين، ومن ثم تحديد العلاج المناسب إذا لزم الأمر.
وتصاحب مشاكل اضطرابات هرمون الحليب لدى المرأة الحامل وغير الحامل، أعراض أخرى، تدفع المرأة إلى الاعتقاد أنها أعراض مصاحبة للتقدم في السن، على غرار ضعف النظر، أو قلة التركيز الذهني، في حين تصاحب هذه الأعراض النفسية، اعتقادات ذهنية خاطئة، بين النساء غير المتعلمات، تدفعهن إلى طرق أبواب المشعوذين والدجالين بدل الأطباء المختصين، اعتقادا منهن أنهن مصابات بالسحر أو ما شابه ذلك، بينما يتعلق الأمر بمشكل صحي جاد، يتطلب التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
من شأنها التسبب في مجموعة واسعة من المتاعب الصحية.. خبيرة:
هذه أخطر مشكلات الإضرابات الهرمونية عند النساء
أم الخير - س
شوهد:327 مرة