رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل عبد الرحمن عرعارلـ”الشعب”:

الطفل أولوية في الدستور الجديد

فتيحة/ك

القانون الجديد قفزة نوعية ولكنه بحاجة إلى مراسيم تنفيذية
23 ألف مكالمة تلقتها الشبكة في 2016

في لقاء جمع “الشعب” مع رئيس شبكة “ندى” عبد الرحمن عرعار، أكد أن سنة 2016 عرفت الكثير من المكاسب التشريعية والقانونية التي تحمي الطفل وبراءته.
في قراءة أولى بالنسبة للتشريع، اعتبر عبد الرحمن عرعار بعد سنة من اعتماد وصدور قانون حماية الطفل في الجريدة الرسمية بـ15 جويلية 2015، الأمر تقدما مهما جدا فيما يخص القوانين والتشريع الخاص بهذه الفئة وقال أنه لأول مرة في تاريخ الجزائر يعتمد قانون بهذا الشكل وبهذا المضمون، كان له أثر إيجابي مباشر على قضايا الأطفال خاصة على مستوى المحاكم، فكل القرارات القضائية ترتكز الآن على هذا القانون الجديد الذي عوض القوانين الموجودة من قبل بما فيها مرسوم 72، ولكن تأسف عرعار المراسيم التنفيذية إلى أرض الواقع لأنها من تنصب الآليات والميكانيزمات التي تكلم عنها القانون، وهو شيء لا يخدم الأطفال ولا واقعنا اليوم، فلا بد من إصدار 11 مرسوم تنفيذي لإتمام كل الإجراءات الفنية والإدارية على مستوى الميدان.
 وأكد رئيس شبكة “ندى” في حديثه إلى “الشعب”، أنه وعلى غرار تنصيب المفوض الوطني لحقوق الطفل، يجب تعزيز نشاط مراكز الوسط المفتوح التابع لوزارة التضامن، لأن دوره في التكفل بالأطفال الموجودين في حالة خطر كبير خاصة المرافقة النفسية.
كما تعززت مسيرة حقوق الأطفال بالدستور الأخير - حسب عرعار- الذي نص صراحة بأن قضايا الأطفال هي أولوية وإستراتيجية بالنسبة للدولة الجزائرية فقد تكلم عن الأسرة كمحور أساسي بالنسبة للقضاء على الجريمة والعنف، تحدث أيضا عن عمالة الأطفال التي أصبحت تصنع المشهد الوطني في السنوات الأخيرة وكذا إعطاء أولوية للفئات الهشة المعنية الأولى بالسياسات العمومية لأنها المتضررة الأولى من العنف والجريمة التي اكتسحت المشهد الاجتماعي في مختلف ولايات الوطن، لهذا لابد أن تكون قراءتنا معمقة تسرع من تحويل الإنجازات على مستوى التشريع إلى تفعيل ميداني من خلال الآليات
والسياسيات وفي نفس الوقت لا بد من وضع القراءة الصحيحة لكل التحولات التي يعرفها المجتمع الجزائري.
أما عن الإفرازات قال عبد الرحمن عرعار، أن النزاعات العائلية والاعتداءات الجنسية في تزايد مستمر، وكذا سيطرة وانتشار المخدرات وسط الأطفال الأقل من تسع سنوات، اليوم أصبحوا عرضة للوبيات وشبكات تستهدف هذه الشريحة إما في المتاجرة أو الاستهلاك،
واليوم هناك شباب مراهقون هم همزة وصل لاستقطاب هذه الفئة العمرية وأكثر من ذلك يحثونهم على الانضمام إلى مجموعات في الأحياء التي يعيشون فيها والتخلي عن مقاعد الدراسة، أين يتم الضغط عليهم، فهناك حالات تتصل بشبكة “ندى” تقول أنها كانت تلتقي في مجموعات لاستهلاك المخدرات، وهذا أخطر ما يهدد المجتمع لأنه عنف يمارس على الأطفال، قال عرعار أن الانتهاكات الجنسية في الوسط العائلي كبيرة وبحجم لا يمكن تصوره، لأن العائلة اليوم تدفع بأبنائها للدعارة، وتستغل البراءة في وضعيات مخلة بالحياء.
وفي ذات السياق أكد عرعار، أن ما ذكر لا يعني أن المشهد في الجزائر أسود بل هي سلبيات لفت نظر الهيئات المعنية لتداركها مستقبلا، حيث تم تسجيل تراجع في وتيرة الاختطافات في الجزائر بسبب الوعي واليقظة المنتشران في الوسط الأسري والمجتمع ككل، ولكن يجب أن نعلم أن  مبررات الاختطاف أو الجريمة ما تزال موجودة.
وعن النداءات التي وصلت الشبكة عبر خطها الأخضر خلال هذه السنة كشف عرعار أنها تلقت أكثر من 23 ألف مكالمة طلب مساعدة ومرافقة أو للتبليغ عن انتهاكات ضد الأطفال بكل أنواعها، وللتذكير فبمجرد تلقى المكالمة تطلب شبكة “مدى “ المعلومات الكافية عن الحالة، حيث تجمع كل المعطيات بالتقرب أكثر من الضحية، بعدها يقوم فريق العمل بتحليل المعطيات واقتراح الحلول بالتنسبق مع الهيئات المعنية لأن مهمة الشبكة معينة ولا يمكنها التدخل في مهام الهيئات المعنية الأخرى، لذلك تحافظ الشبكة على تواصل كبير مع الجهات الأمنية والقضائية، مع مرافقة في هذه الحالات إلى غاية الوصول إلى حل نهائي، وهي مرافقة قضائية وقانونية، واجتماعية ونفسية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024