“الشعب” في ضيافة مدرسة تميم 1 بـالدرارية في العاصمة

مساهل نموذج للتسيير في المنظومة التربوية

حبيبة غريب

 

100 ٪ نسبة النجاح ونادي الإخضرار لترسيخ الثقافة البيئية

من الجميل أن نجد مثالا للسيرورة الحسنة والنتائج المتفوقة المرضية والمستوى البيداغوجي العالي في مؤسسة تربوية عمومية اليوم، خاصة وأن المنظومة التربوية الجزائرية تعاني ويلات مشاكل ونتائج متدنية وصورا لنقائص وخلافات تسود يوما بعد يوم.
 هذا ما وقفت عليه “الشعب” خلال زيارتها إلى المدرسة الابتدائية “بوجمعة تميم 1”- التي تفتح يوميا أبوابها لـ1006 تلميذ وتلميذة، وهي المؤسسة التي أرادها طاقمها وعلى رأسهم المديرة السيدة مساهل، فضاءً جميلا لتلقي المعرفة والنمو العقلي والتعليم في أجواء عائلية حيميمة جعلت الأطفال لا يرغبون قي مغادرتها في نهاية الدوام  ويلجؤون إليها من حين إلى آخر حتى بعد انتقالهم للطور المتوسط.
انطلقت الحكاية بمدرسة “بوجمعة تميم 1” منذ 15 سنة، تاريخ تولي السيدة مساهل إدارة المدرسة المتواجدة بدرارية شرق العاصمة، في مقاطعة شبه حضرية معظم مساكنها ومرافقها الضرورية في طور الإنجاز.
 والمدرسة التي بنيت على أرض فلاحيه، كانت حسب ما صرحت به مديرتها السيدة مساهل “لا تحتكم أنذاك حتى على تعبيد مساحتها الداخلية بالزفت أو مسلك معبد يقود إليها، ناهيك عن انعدام أي نباتات أو أشجار، قد أصبحت اليوم على صورة تضاهي المدارس الغربية الكبرى، من حيث تهيئتها واحتكامها على كل المرافق اللازمة من مطعم مدرسي ومكتبة وفضاءات خضراء وحتى نادي أخضر، يهتم بتلقين الأطفال أسس حماية البيئة والمحيط وقواعد المقاولاتية الخضراء، إلى جانب النشاطات الأخرى من ممارسة الرياضة، تعليم الطبخ والموسيقى والرقص والرسم والنحت وغيرها.
وتقول السيدة مساهل “أن التعليم اجتهاد ومجهود متواصل، كونه يحمل مسؤولية عظيمة في حق الأطفال الذين يعدون جيل الغد وحاملي مشعل مستقبل البلاد، فلا بد من إعدادهم جيدا وإعطائهم أرضية صلبة يرتكزون عليها في سعيهم لتحقيق أحلامهم ومستقبلهم”.
لعل الدليل في نجاح مدرسة “بوجمعة تميم 1” اليوم، هو تصنيفها من قبل مديرية التربية كمؤسسة نموذجية، ومفخرة للقطاع، حيت توضع في برنامج كل الزيارات الرسمية لضيوف الجزائر، فقد حظت بزيارة العديد من وزراء التربية الأجانب كوزير تونس، وموريتانيا والمغرب، إلى جانب العديد من معتمدي السلك الدبلوماسي بالجزائر.
فضاء عائلي وحميمي بإمتياز  
تفتح المدرسة أبوابها على الساعة السابعة صباحا، مستقبلة التلاميذ الذين يدخلون من بابين مختلفان واحد لفئة الصغار والآخر للكبار، تجنبا للإزدحام، كونهم بتعداد 500 تلميذ في الفترة الصباحية و506 تلميذ في الفترة المسائية وهو دوام مخالف للمدارس العمومية الأخرى، حيت تم اعتماده في عهد وزير تربية سابق بطلب من المديرة، الأمر الذي يسمح كما تقول” للتلاميذ من الدراسة بشكل جيد، وممارسة نشاطاتهم الفنية والثقافية والرياضية بكل حرية ودون أي ضغط”.
وللمدرسة أيضا مطعم يقدم 500 وجبة يوميا، يفتح أبوابه بداية من الساعة الـ10:30 صباحا إلى غاية الـ12:00 ويقدم وجبات متوازنة يعدها طاقم المطبخ، بحرص شديد على نظافة المكان وسلامة المواد الغذائية التي تعد بها الأطباق التي تعرف تنوعا يوميا حسب الفصول.
 إن أول ما يجذب انتباه الزائر، عند وقوفه في ساحة المدرسة هي تلك اللوحة العملاقة المتضمنة لميثاق حقوق الطفل بالصور وبالبنود كاملة الكلمات والتي وضعت هنا على أحد الجدران المطلة على الساحة تساهم في توسيع آفاق الطفل المعرفية وتسمح له بالاطلاع على حقوقه الإنسانية”.
 تكريمات تحفيزية للنجباء ولموظفي المدرسة
كما يلفت النظر أيضا لوحة أخرى تحمل صورا وأسماء التلاميذ المتفوقين، طيلة السنة، عرفانا وتقديرا من المدرسة لجهودهم المتواصلة وكتحفيز لزملائهم الآخرين.
وتحرص إدارة المدرسة على تكريم نجبائها في نهاية كل فصل بحضور المدرسين وأولياء التلاميذ، على أن يكرم العشرة الأوائل من كل قسم، خلال الحفلات المتنوعة النشاطات التي تنظم على شرف الجميع، كما يحصل كل التلاميذ دون استثناء على لوحات شرف.
ويخصص الحفل السنوي الكبير لتكريم تلامذة السنة الخامسة، مع العلم أن المدرسة تحصد سنويا نسبة نجاح في مسابقة الانتقال إلى الطور المتوسط تقدر بمائة بالمائة.  
ولا تقتصر التكريمات على التلاميذ فقط بل تشمل المدرسين وطاقم المدرسة، كما تقام حفلات لكل موظف يحال على التقاعد، إلى جانب إرسال البعض منهم إلى العمرة، هذا ناهيك عن إحياء الأعياد الوطنية والدينية، وتنظيم الرحلات التنشيطية والترفيهية لفائدة الأطفال والعمال فيما تتحمل المدرسة سائر النفقات”.
ومن تقاليد المدرسة، تقول السيدة مساهل، “استقبال أولياء التلاميذ آخر يوم السبت من كل شهر ولقائهم بالمدرسين وطاقم المدرسة حتى يكون التواصل مستمرا ويتسنى للأولياء الاطلاع ومتابعة أبنائهم وتقدمهم في دراستهم وإيجاد حلول لمشاكلهم إن وجدت، كما يخصص كل يوم سبت آخر إلى الدروس الاستدراكية للتلاميذ المحتاجين لذلك ومساعدتهم على تحسين مستواهم الدراسي وتدارك تأخرهم، هذا بفضل تطوع المعلمين وطاقم المدرسة”..
مكتبة التحدي مفخرة المدرسة
تعد المكتبة التي فتحت رسميا أبوابها شهر ديسمبر 2014 مفخرة المدرسة، فهي تحمل اسم مكتبة التحدي، والتي تم بنائها بفضل عزيمة المديرة ومساهمة العديد من المحسنين.
وتحتوي المكتبة اليوم حوالي 10 ألاف كتاب ومجلة، موجهة في مجملها إلى الأطفال  حيث انطلقت في السنوات الأولى على مستوى أحد الأقسام كفضاء للمطالعة، ثم تم نقلها بحكم ارتفاع عدد التلاميذ إلى مكان آخر، فجاء القرار، تكشف السيدة مساهل، بتحويل مدخل المدرسة إلى مكتبة، وتجهيزه في مدة لا تتجاوز 23 يوما فقط”.
وقد عمدت كل الأقسام دون استثناء للمشاركة في تجهيز مكتبة التحدي بتقديم كل طفل لكتاب كمساهمة منهم في إثراء هذا الفضاء الجديد، لتحتفظ المديرة لحد اليوم بكل بطاقة أرفقها التلاميذ لهداياهم الصغيرة والقيمة في آن واحد.
ومن بين البطاقات الجميلة التي تحصلت عليها السيدة مساهل: “نحن قسم السنة الثانية من التعليم الابتدائي نتبرع بهذه الكتب لنضيفها في مكتبة المدرسة لأن الله تعالى، يحب المتصدقين شكرا سيدتي المديرة على الإنجاز العظيم، نتمنى لك الصحة والهناء”.   
وتحتوي المكتبة أيضا على فضاء للإعلام الآلي، وآخر مخصص للمعارض المختلفة التي تنظم على مدار السنة..

نادي الإخضرار في خدمة البيئة والمحيط
 هو نادي يهتم بالبيئة والمحيط، أُسس منذ 12 سنة وعرف تعاقب عدة أجيال من تلاميذ المدرسة، حيت تشارك فيه كل الأقسام انطلاقا من السنة الثالثة تحت إشراف المدرسات وعمي رشيد البستاني وحارس المدرسة كما يحلوا للأطفال أن ينادو.
النادي الذي أطلق عليه اسم “نادي الإخضرار”، قطع لحد اليوم أشواطا هائلة من الإنجازات، فهو مسؤول بشكل مباشر على كل الأشجار والنباتات وخاصة الزهرية منها، إلى جانب مشروع تربية أسماك الزينة الرائعة الجمال والتي خصص لها حوض تزينه تماثيل رائعة لدلافين بيضاء وزرقاء، إلى جانب المساحات المخصصة لزراعة الخضروات وبعد الأعشاب العطرية، كما يهتم أعضاء النادي بما ينتج بالبيوت البلاستيكية التي تم تهيئتها في المساحة الموجودة خلف الأقسام”.
ويولي النادي اهتماما خاصا بالأدوات والمعدات التي تستعمل في الزراعة والبستنة، كما قد تم وضع صندوق للتضامن.
النادي كما تقدمه “التلميذة  خديجة آية عمران، من السنة الخامسة” يهتم بغرس نباتات الزينة والخضروات والأزهار وتربية الأسماك المنزلية وهو مدرسة لتعليم كيفية المحافظة على البيئة مشيرة أن كل التلاميذ معنيين ومسؤولين عن حماية ونظافة المحيط”.

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024