الطبيبة ثابت دراز رئيسة جمعية أصدقاء مرضى «السيدا»

150 حـالــة منـذ بدايـة السنة بسيدي بلعبـــــاس

بلعباس: غنية شعدو

كشفت رئيسة جمعية مكافحة داء السيدا الطبيبة ثابت دراز نرجس عن تسجيل 150 إصابة جديدة بولاية سيدي بلعباس منذ بداية السنة الجارية 2015، وقد تمّ اكتشافها بالصدفة بعد خضوع المصابين لتحاليل طبية بالمستشفى الجامعي عبد القادر حساني.
وبلغة الأرقام قدمت الطبيبة المختصة بمصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي عبد القادر حساني على هامش اليوم الإعلامي والتحسيسي للتعريف بالأهداف والخطط المستقبلية لمكافحة الداء احصائيات عن عدد المصابين بهذا الداء، وأكدت أن معظم الحالات المذكورة تصنف ضمن فئة الشباب والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و17 سنة، أما عن الإحصائيات الخاصة بالوفيات فقد سجلت الجمعية وفاة زهاء خمسين مصابا خلال نفس الفترة بعد تدهور حالتهم الصحية وبلوغها مرحلة جد متقدمة من المرض، بالإضافة إلى عوامل أخرى متعلقة بنقص في الأدوية والعلاج الخاص بالداء.
وعن أسباب تفاقم عدد الإصابات بالولاية التي يسجل بها حاليا حوالي 600 مصاب بالداء أوضحت ذات المتحدثة، أن العدوى تبقى العامل الأساسي في إنتشار الداء خاصة تلك الناجمة عن العلاقات الحميمية غير الشرعية، حيث يحتمل إرتفاع عدد المصابين في حال إحصاء كافة المصابين بما في ذلك الحالات التي تجهل إصابتها بالفداء، وتلك الحاملة للفيروس والتي لم تخضع بعد للتحاليل الطبية.
 في هذا الصدد، اشارت الدكتورة إلى وجود نوعين من الإصابات الأولى خاصة بحاملي الفيروس الذين لا تظهر عليهم أية آثار أو أعراض مرضية بسبب خمول الفيروس أما الحالات الثانية فهي لمصابين بالداء يعانون من أعراض مختلفة تصيب كافة الأعضاء داخل الجسم، وهو ما أضحى يتطلب تظافر كل الجهود للحد من إنتشار الداء الفتاك من خلال كسر كل الطابوهات والتكلم عن الفيروس بإحصائياته، معطياته وأخطاره، مع وضع برامج توعية فعالة تمس أكبر فئة من الشباب.
التحاليل المطلوبة في عقود الزواج تكشف عن 60 حالة جديدة
ساهمت التحاليل الطبية المطلوبة لإبرام عقود الزواج في الكشف عن عديد حالات الإصابات بداء فقدان المناعة والتي فاقت الستين حالة حسب تقديرات الجمعية، وفي هذا الصدد أكدت المنخرطات في الجمعية أن هذه التحاليل لها من الأهمية ما يجعل منها أكثر من ضرورية لضمان إنطلاق فعلية لعلاقة زوجية سليمة وخالية من الأمراض، لكن وعلى الرغم من ذلك وقفت الجمعية على حالات لمصابين استكملوا مشروع الزواج ونقلوا العدوى للطرف الآخر على الرغم من اكتشاف إصابتهم بالداء، وهو ما يعكس اخفاء بعض  أطباء خواص ومخابر للتحاليل الحقيقية أو قيام القائمين بإبرام العقود بمصالح البلديات، الأمر الذي يتطلب وحسب أعضاء الجمعية إعادة النظر وتنظيم هذه الإجراءات من خلال تكليف أطباء محلفين بالعملية ووضع قوانين صارمة بمصالح إبرام عقود الزواج للحد من مثل هذه التجاوزات في حق القانون.
نقائص تضاعف معاناة المرضى
و من جهتها أكدت بلزعر طبيبة مختصة وعضو في جمعية أصدقاء مرضى السيدا لـ»الشعب» أن مشكل نقص العلاج الخاص بالمرضى من أكثر المشاكل التي تعيق سير مركز مكافحة داء السيدا بالمستشفى الجامعي الذي فتح أبوابه شهر أوت في السنة الماضية، فغياب الأدوية الخاصة بهذا الداء يؤثر وبشكل سلبي على المصاب حيث يضطر الأطباء تعويضه بآخر هو ما قد يؤدي إلى عدم استجابة المريض له وحدوث مضاعفات، ناهيك عن الغياب التام لتحاليل الكشف عن عدد الفيروسات في الدم داخل المركز المذكور فيضطر الأطباء إلى إرسالها لمعهد باستور الأمر الذي يؤخر مباشرة عملية العلاج.
ركزت الطبيبة عثماني خيرة في تصريح لنا على أهمية توفير جهاز الكشف السريع على مستوى الجمعية كما هو الشأن في المركز تماما، لأن ذلك يساعد في تشخيص الداء، من خلال إجراء تحليل آني وسريع للدم، وهو الجهاز الذي يساعد على اكتشاف حالات جديدة أثناء القيام بالحملات التحسيسية بعين المكان.
وعن الوضعية الاجتماعية للمرضى صرحت السيدة تومي عباسية نائبة رئيسة جمعية أصدقاء مرضى السيدا استقبالها للعديد من النساء تنكر لهن المحيط الأسري  بسبب الداء، وهذا من شأن من أن يرفع الحصيلة أكثر فأكثر بسبب استفحال الانحراف في المجتمع وعدم ضبط عدد المصابين بالتالي الحيلولة دون تكفل حقيقي بالمصابين وهو ما تسعى له الجمعية من خلال عملها المتواصل مع مصالح النشاط الإجتماعي من اجل توفير مأوى للنساء المتشردات.
صعوبات تعيق عمل الجمعية
جمعية أصدقاء مرضى السيدا التي تأسست شهر أكتوبر سنة 2014، على الرغم من حداثة نشأتها إلا أن جهودها منصبة في مساعدة المرضى والتكفل بهم في حدود الإمكانيات المتوفرة، بالاضافة الى توجيه المرضى، بمساعدتهم على الحصول على مواعيد لإجراء الأشعة وغيرها من التحاليل، باعتبار أن جل المرضى المنخرطين في الجمعية ويقارب عددهم المائة هم من فئة المعوزين وذوي الدخل المحدود وهو ما يدفع الأطباء أعضاء الجمعية وفي ظل إنعدام مداخيل الجمعية إلى مساعدة المرضى من أموالهم الخاصة في كثير من الأحيان، وحيال هذا الوضع تناشد الجمعية المحسنين والجهات الوصية على حدّ سواء لمنحها إعانات مالية بهدف التكفل بالمرضى المعوزين وتمكينهم من إجراء التحاليل بشكل دوري. بالإضافة إلى المشاكل المالية تعاني الجمعية أيضا من مشاكل أخرى تقف عائقا حقيقيا أمام السير الحسن لنشاطها على غرار عدم وجود مقر لها داخل المستشفى الجامعي وهو المطلب الذي يعد أكثر من ضروري لإستقبال المرضى في سرية تامة احتراما لخصوصية مرضهم وتجنيبهم للنظرة الدونية للمجتمع، ناهيك عن مطالب أخرى تتعلق بالإمكانيات المادية من وسائل ومعدات ضرورية من شأنها تسهيل عملية التكفل بالمرضى على غرار سيارة إسعاف خاصة لنقل المرضى إلى المركز الخاصة بالداء المتواجدة  بوهران والجزائر العاصمة.
ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية في أوساط الشباب
سطرت الجمعية برنامجا تحسيسيا ثريا يهدف إلى مكافحة الداء، حيث استهدف فئة واسعة من الشباب طيلة شهر نوفمبر المنصرم وشملت بلديات تلاغ، سفيزف، وبن باديس حيث استفاد الشباب من معلومات قيمة بشأن المرض وطرق انتقال العدوى  والوقاية منه، بالإضافة إلى تنظيم عروض مسرحية يرتبط موضوعها بهذا الداء القاتل بولاية تلمسان، ونشاطات أخرى لفائدة الأطفال بالمسرح الجهوي بسيدي بلعباس، وعادت كل مداخلها لفائدة المرضى.
وتواصل الجمعية حملاتها التوعوية ضد أخطار المرض خلال شهر ديسمبر الجاري لفائدة الطلبة والمتربصين بمراكز التكوين التكوين المهني، وكذا طلبة وأعوان الأجهزة الأمنية في الدرك الوطني وتطالب الجمعية كافة الجمعيات المهتمة بالداء، وأئمة المساجد بتكثيف العمل التحسيسي والتوعوي للحد من هذا المرض الفتاك الذي استفحل بشكل مثير للقلق.

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024