أصبحت من مستلزمات العرس بتيبازة

قاعات الحفلات .. نعمة على البعض و نقمة على الآخرين

تيبازة: علاء . م

 أضحت قاعات الحفلات في تيبازة من مستلزمات العرس، حيث يضطر صاحب الوليمة حجزها قبل موعد الاحتفال بشهور بعد أن كانت تقام في البيوت في أجواء حميمية يحضرها الاقارب والاصدقاء ..وهو ما زاد من تكاليف الاعراس.

 في هذا الصدد أجمع الكثير ممن التقت بهم “الشعب” بأنّ قاعات الحفلات أضحت أفضل خيار لأصحاب العرس لاسيما القاطنين منهم في العمارات، حيث يستحيل إقامة الوليمة في ظروف عادية، مؤكدين انّ نمط العيش المعتمد من طرف الجزائريين حاليا يقتضي حجز أكبر فضاء ممكن لإقامة حفلاتهم واستقبال المدعويين في أحسن الظروف.
فيما اشار آخرون الى أنّ طبيعة المجتمع الجزائري المتشبعة بمظاهر العناد المنافسة ساهمت الى حدّ بعيد في نشر ثقافة إقامة الأعراسالولائم بقاعات الحفلات ... واكثر من ذلك فقد  فقدت أغلب الأعراس اليوم نكهتها وأصبح التسابق والتنافس بين الجيران والأقارب سيد الموقف، والجميع يريد أن يكون عرسه الأحسن والنتيجة تبذير يصل حدودا خيالية وموسيقى تصم الآذان لأيام عديدة...                                                                                           
قلق متزايد من مظاهر الموسيقى الصاخبة
ومن جهة أخرى أبدى العديد من سكان تيبازة عن تذمرهم وسخطهم من عدم تقيّد منظمي الحفلات بالقاعات بمبادئ الأداب العامة التي تقتضي تجنب إزعاج الآخرين لاسيما خلال الفترات الليلية، وإذا كانت معظم الأعراس والولائم تقام عادة خلال الفترات النهارية لأسباب لها علاقة وطيدة بالتقاليد والأعراف الموروثة، فإنّ ذلك قد يؤثر أيضا على راحة و طمانينة العائلات والأفراد من خلال مكبرات الصوت التي تنبعث منها أصواتا مزعجة لا تحتمل في الكثير من الحالات، لاسيما حينما يتعلق الأمر بفئة الرضع وصغار السن وكبار السن. وفي هذا السياق اغتنم سكان بلدية فوكة الفرصة لتبليغ انشغالهم للسلطات المعنية، بشأن بعض القاعات التي لا تراعي المقاييس كعدم التزامها بكاتم الصوت الذي يقام عادة في الجدران بهدف منع الموسيقى الصاخبة حتى لا تتسرب إلى الخارج.
عوائق متعددة الأوجه
مشاكل قاعات الحفلات بتيبازة لا تنحصر عند الموسيقى الصاخبة عبر مكبرات الصوت وإنما ترتبط أيضا بعدة عوائق أخرى تاتي في مقدمتها مشاكل الازدحام المروري الخانق بسبب التوقف العشوائي للمركبات على مقربة من القاعة، ناهيك عن الرغبة الجامحة لبعض المدعوين في الجلوس أو الوقوف على قارعة الطريق ما يساهم في تعطيل الحركة المرورية بالعديد من الطرق الولائية والبلدية عبر أقاليم الولاية. مثلما يحدث في الطريق المؤدي لقاعة الحفلات  “راحو” بفوكة و«السفير” بالقليعة و«قاعة الواجهة البحرية” لبوسماعيل و غيرها.
مظاهر التضامن والتآزر في تراجع مستمر
 أسفر الاستعمال المفرط لقاعات الحفلات عن تراجع مثير لمظاهر التضامن والتواصل بين أقارب أهل العريس أو العروس على خلاف السابق حين كانت الافراح تقام في البيوت .... فأصبح الجميع يلتقي في قاعة الافراح وبمجرد تناول طعام الوليمة يعودون ادراجهم من حيث أتوا، كما انّ توفير تلك القاعات لمختلف الخدمات بما في ذلك ما الطهي والإطعام حال دون تمكين أهل العريس وأقاربه من اللقاء والتواصل مع بعضهم بحيث يجد العديد منهم انفسهم مجبرين على الرحيل لفسح المجال لغيرهم من المدعوين مما أفرز واقعا جديدا غير معهود ولا صلة له بالتقاليد والأعراف الموروثة عن الأجداد، وما يثير الغرابة هنا كون ذات الظاهرة في تنام مستمر وطالت حتى القرى الصغيرة.
 وتبقى قاعات الحفلات بتيبازة في أمس الحاجة الى إعادة النظر في دفتر شروط استغلالها ناهيك عن ضرورة اعادة النظر في رخص إقامة الأفراح والولائم التي تشير صراحة إلى منع إزعاج الآخرين لكن الواقع  عكس ذلك تماما.
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024