البطاطا بـ70 دينار وإلتهاب أسعار الفواكه الموسمية

المضاربة تهيمن على السوق والتجار يستنزفون جيب المستهلك

فضيلة/ب

تشهد أسعار البطاطا منذ الأيام القليلة قبل عيد الفطر ارتفاعا غير طبيعي في ظل الوفرة الموجودة في السوق بالإضافة على تموين غرف التبريد، واستمرار الفلاحين في الإنتاج، وهناك العديد من الذين أرجعوها بدورهم إلى المضاربة التي استغلت إقبال الجزائريين على استهلاك هذا المنتوج الخفيف كوجبة في مخيمات الاصطياف لسهولة تحضيره مع السلطة وتقديمه مع بعض المشويات، لكن حرارة الارتفاع لا تمس فقط البطاطا فحتى العديد من الفواكه الموسمية تعرض بأسعار جد مرتفعة بخلاف السنوات الفارطة على غرار العنب والتين والتين الهندي.

استياء كبير تلمحه في وجوه العديد من المواطنين لدى استفسارهم عن سعر البطاطا الذي يتراوح في الوقت الراهن سواء في الأسواق الفوضوية أو المغطاة وحتى لدى باعة المركبات المتجولة والطرقات ما بين 60 و70 دينار للكيلوغرام الواحد، ويتفقون على أن المضاربة عادة بعد أن استنزفت جيوبهم خلال الشهر الفضيل لتستغل كل منتوج يقبل عليه المواطن وتفرض منطقها وسطوتها..فمثلا السيدة “عالية أم لستة أطفال اعترفت بسوق براقي أمام بائع الخضر بأنها لا تستطيع أن تقتني 2 كيلوغرام من البطاطا يوميا لإطعام أطفالها، ولم تعد المنتوج الذي تستنجد به الأسر المحدودة الدخل.
من جهته رابح أكد أنه تخلى عن اقتناء البطاطا التي يطلبها أطفاله ويرغبون في تناولها، واستبدلها بالعجائن والفلفل الأخضر والطماطم وكذا العدس، مستهجنا غياب رقابة بعد وقوع المستهلك في قبضة التاجر حيث حسبه يسوق ما يريد وبالسعر الذي يقرر.
بينما رجلين في عقدهما الخامس اقتنعا بأن التاجر تحول إلى مشروع مضارب يستفز الزبون متى شاء، فعندما يدرك بأن الإقبال سيكون على سلعة معينة والطلب واسع سيضيق من عرضه بفرض ثمن أزيد مما تستحقه السلعة متسائلا لسنا في موسم الشتاء ولا يوجد النقص في التموين بمنتوج البطاطا فأين يكمن سر الارتفاع غير المبرر؟ فعادة أضاف يقول ما يتحججون بنزول الأمطار وتعذر جني المحصول من طرف الفلاح وعدم تزويد سوق الجملة وتفسر كذلك بتوجيه أصابع الاتهام إلى أصحاب غرف التبريد الذين يخبئون المنتوج ويكشفون عنه بطرحه بأسعار مرتفعة عندما يتحسسون التذبذب والنقص في التموين..
أما بخصوص الفواكه الموسمية المنتجة محليا والتي عادة ما يقبل عليها المواطن في فصل الصيف نذكر كل من التين والعنب وكذا التين الهندي على وجه الخصوص والتي تسجل خلال هذه الأيام ارتفاعا محسوسا فمثلا فاكهة العنب يتراوح سعرها ما بين 120 و200 دينا للنوعية الجيدة في حين التين والتين الهندي وصل سعرهما إلى سقف 150 دينار علما أن الجزائر تعد ثاني منتج للتين في العالم بعد مصر وتحتل تركيا المرتبة الثالثة في حين يصنف المغرب في المرتبة الرابعة عالميا.
وإذا علمنا أن الجزائريين بحكم المناخ وسهولة غرس أشجار التين التي لا تحتاج على السقي يتم غرسها في حدائق البيوت وعبر الجبال والعديد من الأسر التي لديها أشجار منها ما يفضل التسويق والبعض الآخر التجفيف، لكنها مازالت بأسعارها بعيدة عن متناول المستهلك من الأسر المتوسطة الدخل..وهناك من المواطنيين من تعجب كيف يقفز سعرها إلى هذا السعر وهي منتوج محلي لم يستورد؟..فهل المضاربة أم كثرة الوسطاء كما قال السيد أحمد فلاح منتج لهذه الفاكهة سبب الرفع في سعرها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19547

العدد 19547

الأحد 18 أوث 2024
العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024