أحيت ولاية النعامة، أمس السبت، الذكرى 65 لمعركة جبل بولغفاد، ببلدية مغرار، التي ألحق فيها مجاهدو جيش التحرير الوطني خسائر فادحة في الأرواح والعتاد للمستعمر الفرنسي.
أشرفت السلطات المحلية المدنية والعسكرية والأسرة الثورية، على إحياء هذه الذكرى بمقبرة الشهداء بدائرة مغرار، حيث تم قراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الطاهرة وإلقاء نبذة تاريخية حول تلك المحطة الهامة في تاريخ الثورة التحريرية المظفرة.
وتعد هذه المعركة التي وقعت يومي 16 و17 أوت 1959 بجبل بولغفاد من أبرز المعارك الثورية التي خاضها مجاهدو المنطقة الثامنة بالولاية التاريخية الخامسة في سبيل الاستقلال، كما أشار المجاهد طالب قدور، أحد المشاركين في المعركة في شهادته الحية حول تفاصيل وقائعها.
وقد مثلت هذه المعركة مرحلة بارزة في التنظيم الثوري المحكم لجيش التحرير الوطني، الذي اتخذ من عدة مواقع بمرتفعات سلسلة جبال الأطلس الصحراوي بمنطقة الجنوب الغربي كمراكز للقيادة والتحضير المحكم والتخطيط للهجومات ضد جيش المستعمر الفرنسي وللعمل الجماعي للقادة والمجاهدين، كما تضمنته نفس الشهادة الحية.
وبالرغم من محاصرة العدو للمنطقة، فإن صعوبة تضاريسها وتوزيع القادة ومجاهدي جيش التحرير الوطني في شكل أفواج وتمركزهم في مناطق صغيرة، صعّب من مهمة توغل المستعمر الفرنسي، الذي لجأ إلى تكثيف الغارات الجوية، إلا أن المجاهدين استطاعوا وعلى مدار يومين أن يلحقوا بجيش العدو أضرارا جسيمة وخسائر بالغة، أهمها القضاء على 9 عسكريين من الضباط والعشرات من صف الضباط والجنود والجرحى، فضلا عن أضرار جسيمة في السلاح والعتاد الحربي لجيش المستعمر الفرنسي.
وقد استشهد في هذه المعركة ما لا يقل عن عشرة مجاهدين من ثوار جيش التحرير الوطني، كما وقع آخرون في الأسر، من بينهم جغابة محمد وزير المجاهدين الأسبق، كما ذكر المجاهد طالب قدور.