فرصة سنوية لتقريب المسافات بين الآباء والأبناء

أنشطـة صيفــــية لتعزيـــز التّرابــط الأسري

 تنشغل الكثير من العائلات بترتيب خطط السفر والرحلات وتحضير الميزانيات اللازمة بالتزامن مع العطلة الصيفية، بغرض المتعة والاستكشاف وتجديد الطاقات، بينما تجنح بعض الأسر لتحضير لمجموعة من الأفكار والأنشطة التي تحقق السعادة الأسرية وتقرب المسافات بين الآباء والأبناء داخل جدران البيت وبأبسط التكاليف، لتحقيق التوازن النفسي والتواصل الاجتماعي بين أفراد الأسرة الواحدة واستكشاف الهوايات ومشاركة الاهتمامات وبناء جسور التواصل بين الأجيال وتكوين ذكريات مشتركة من المرح قد تمتد للأبد.
في السّطور التالية نتعرف على استراتيجية تجديد العلاقات وتكوين الذكريات التي تتبعها بعض العائلات استغلالاً للفرصة السانحة التي تتيحها الإجازة الصيفية.

فاصل للرّاحة وتجديد الطّاقة

 تقول سهام إبراهيمي، ربّة بيت: «أنتظر فترة العطلة الصيفية باشتياق وحماس شديد، فهي تعني بالنسبة لي فاصلاً من الراحة والتخلص من الركض وراء المواعيد والالتزامات بموعد الاستيقاظ المبكر للأبناء ومواعيد الدراسة والامتحانات والتحرر من الروتين الذي يقيد أيامنا طوال العام، وعادة ما أخصّص الأيام الأولى منها للراحة والنوم والسهر الجماعي أمام شاشات الفضائيات لمشاركة أبنائي الكثير ممّا فاتنا من مسلسلات رمضان وأفلام الأعياد التي تعرضها بعض المنصات، وبعدها أبدأ في التخطيط للعديد من الأنشطة الجماعية التي تعودنا أن تجمع شمل أسرتنا في الصيف، سواء داخل البيت أو خارجه، ونلعب الألعاب الورقية داخل البيت بجانب الألعاب الشاطئية خارجه، وتتركز أنشطتنا على الشاطئ ليلا مع مجموعة من الأصدقاء والعائلات مع أنشطة تجمع الصغار والكبار وتزيد من حالة المرح والمشاركة، ونسترجع بها ذكريات طفولتنا في الإجازة الصيفية فكل هذه الأنشطة تحفز أفراد الأسرة جميعاً على الحركة واللعب والجري وممارسة الرياضة».
وتشاركنا خولة حميدي موظفة، أولوياتها في العطلة الصيفية وتقول: «أحرص منذ نشأتي على الارتباط بالهوية الثقافية والشعبية لبلدنا الحبيب وقررت الاستفادة من دراستي لعلم الاجتماع في تنشئة بناتي بشكل سويّ ومفيد لهن وللمجتمع، ولهذا أستغل أيام الإجازة الصيفية في شغل أوقاتهن في أنشطة مرحة وتعليمية ومسلية في نفس الوقت، فأحياناً أصحبهن لزيارة فضاءات التسلية والترفيه».
وتتابع: «وفي البيت أحرص على صرف انتباه البنات عن الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات والألعاب الإلكترونية عبر إحياء بعض الألعاب الشعبية وتعريفهن بها وممارستها معهن داخل البيت، بهدف تعزيز انتمائهم لهويتهم وثقافتهم. إلى جانب مشاركتهن في اهتماماتهن عبر قضاء أوقات ممتعة في الرسم والتلوين وصناعة بعض الحلي الصغيرة، وهذه الأنشطة تخلق بيننا حالة من السعادة والتفاهم قد نفتقدها بأيام الدراسة والعمل المشحونة بالمسؤوليات، وكثيراً ما نرتب مفاجأة مبهجة لزوجي عند عودته بنهاية اليوم مثل حلوى أعددناها سوياً بالبيت أو لوحة فنية تشاركنا في تنفيذها ليشاركنا المرح.
يقول سمير محمودي موظف وأب لـ 3 أبناء: «العطلة الصيفية في نظري فرصة لتجديد الطاقات واستعادة النشاط الذهني والبدني وتقوية العلاقات بين أفراد الأسرة، لهذا أحرص على الوجود بالبيت أطول وقت ممكن والمكوث مع الأبناء والتعاطي معهم في كل أمور حياتهم وأقوم بتأجيل لقاءات الأصدقاء بهذه الفترة من العام، وعادة ما نستغل هذه الفترات الذهبية من التجمعات العائلية في قضاء أوقات من المرح والود العائلي، وهذا عادة ما يتحقق عبر الألعاب الجماعية، فابني الأكبر يهوى الشطرنج وكثيراً ما أشاركه في هوايته، ونعقد فيما بيننا دورات ثابتة لهذه المباريات المشهودة يشاركنا فيها إخوته وأمه، وفي البيت نتشارك أيضاً في ألعاب الذاكرة والذكاء واختبارات المعلومات العامة التي يحصل عليها الأبناء من هواتفهم المحمولة وبهذا نعزز استخدامهم للتكنولوجيا في إطار مفيد لا يعزلهم عن محيطهم وإنما يزيد من تقاربهم وتفاعلهم معه، وكثيرا ما نمضي ساعات طويلة من الضحك والمرح، ونحن نتشارك لعبة البلاي ستيشن».

خطّة للتّقارب الأسري

 يشاركنا سليم موظف في خطته للعطلة الصيفية مع أبنائه ويقول: «أنا عندي اثنان من الصبيان في مرحلة المراهقة، لهذا فالتواصل والتقارب بيننا يتطلب الكثير من الجهد البدني والذهني، لهذا أحرص على مشاركتهم رياضاتهم الصيفية المفضلة خاصة السباحة، حيث تعودنا على أن نقصد باستمرار النادي الصحي بالبناية لنمارس رياضة السباحة بشكل يومي ونتسابق في الوصول لخط النهاية إلى جانب بعض الرياضات المائية مثل كرة الماء مع أصدقائنا وجيراننا، ويوم الجمعة من كل أسبوع لابد أن نشارك في مباريات كرة القدم مع أصدقائهم من اليافعين وأشارك معهم في اللعب بالقدر الذي تسمح به لياقتي البدنية، كما نشترك أيضاً في ركوب الدراجات في سهرات مسائية في الحي حيث يكون الطقس لطيفاً في الأمسيات. كل هذه الأنشطة المشتركة بيننا تساعدني على التواصل معهم بشكل دائم، ولذلك أستطيع أن أصف فترة العطلة بأنها فترة لإنشاء جسور التواصل مع الأبناء نستفيد منها بعد ذلك طوال العام.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024