بومرداس

معرض للصناعة التقليدية

بومرداس: ز. كمال

تتواصل فعّاليات سوق رمضان للصناعات التقليدية، بولاية بومرداس،لتضفي جانبا من الحركية الاقتصادية والثقافية بالولاية طيلة أيام شهر رمضان الفضيل في الساحة المقابلة لمحطة القطار، وغير بعيد عن السوق التجاري للخضر والمواد الغذائية، حيث تعرف أجنحة المعرض إقبالا متزايدا للمواطنين والعائلات البومرداسية وحتى زوار المدينة الذين يجلبهم فضول التعرف على المنتجات المعروضة.
بادرت غرفة الصناعة التقليدية لبومرداس بالتنسيق مع مديرية السياحة إلى فتح فضاء لعرض وبيع مختلف المنتجات التقليدية التي تشتهر بها مناطق الولاية، وهي تظاهرة تحمل عدة أبعاد، بحسب رئيس الغرفة، أبرزها البعد التسويقي الذي يتطلع إليه الحرفيين في مثل هذه المناسبات الدينية والاجتماعية، وتوسيع فرص النشاط خارج موسم الاصطياف، والتعريف بمختلف الإبداعات الفنية المحلية، وأيضا الرغبة في خلق ديناميكية اقتصادية وثقافية طيلة الشهر الفضيل.
وبالنظر لمكانة التسوّق واكتشاف المنتجات الجديدة لدى العائلات، شكّل المعرض فضولا ومقصدا للكثيرين حتى من البلديات الداخلية في رحلة للبحث عن اقتناء ما يلزم من منتجات تقليدية وتحف فنية، خاصة تحف السلالة المصنوعة من مادة الدوم التي تلقى رواجا كبيرا لدى المواطنين بالنظر لمكانة «القفة» في التقاليد الجزائرية كوسيلة لاقتناء المواد الغذائية بطريقة مهذبة بعيدة عن أسلوب التشهير واحترام الآخرين، ناهيك عن أهميتها الصّحية ومساهمتها في الحفاظ على البيئة على عكس الأكياس البلاستيكية المنتشرة في كل مكان.
إضافة إلى منتجات أخرى تشتهر بها عدة مناطق، بولاية بومرداس كصناعة بعض المواد المستعملة في المطبخ المصنوعة من مادة الخشب، الحلي، اللّباس التقليدي، الفخّار وبعض التحف الفنية ومواد التجميل التي تتماشى ورغبات الجمهور، ويبقى الصالون بحاجة إلى تنويع أكثر وإثراء من حيث المنتجات المعروضة تماشيا وطبيعة المناسبة، مثلما سجله بعض الزائرين من ملاحظات كغياب المنتجات الغذائية التقليدية التي لها علاقة بشهر رمضان ونقصد بها الحلويات، زيت الزيتون ومشتقاتها، وغيرها من المواد الأخرى التي يبحث عنها الزائر على قلتها.
مع ذلك تشكل مثل هذه الفضاءات التجارية فرصة هامة للحرفيين، بولاية بومرداس، لتسويق منتجاتهم، بعدما عانوا لعدة أشهر من بطالة ونقص النشاط بسبب تدابير الحجر الصحي، وارتفاع تكاليف المواد الأولية، الضرائب وكراء المحلات، رغم استفادة عدد كبير منهم من منحة التضامن التي خصصتها الدولة لهذه الفئة وأصحاب المهن الحرة للتخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.
مع الإشارة أن نشاط الصناعة التقليدية على المستوى المحلي، وعلى الرغم من كل الصعوبات التي عرفها في السنوات الأخيرة، إلا انه عاد ليأخذ مكانة في الاقتصاد المتحوّل بفضل عودة الكثير من العائلات الى تفعيل بعض الوحدات الإنتاجية الصغيرة بفضل أجهزة الدعم المحلية كوكالة «أونجام» التي ساهمت في تغطية وتأطير إبداعات المرأة الماكثة بالبيت خصوصا بالمناطق النائية والريفية، كما تساهم مراكز الصناعة التقليدية المنجزة حديثا في كل من برج منايل ودلس في دعم ومرافقة الحرفيين بفضل المتابعة وفتح فضاءات لعرض وبيع المنتجات مباشرة الى المستهلك.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024