تعد اكلة الرقاق الاكلة الشائعة التي تحضر لفطور منتصف شهر رمضان وليلة السابع والعشرين من الشهر الفضيل بقرى ولاية سيدي بلعباس، بل ما تزال بعض العائلات بالمدينة تحافظ على عادات الاجداد والاسلاف السابقة.
يحضّر طبق الرقاق أو ما يسمى بـ «التريد» في بعض الولايات لتزيين مائدة الإفطار في رمضان، حيث يشتري رب العائلة ديكا حيا يذبحه بالمنزل بينما تقوم ربة بالبيت بتحضير الرقاق في الصباح، ومن ثم تقوم بتحضير المرق بلحم الديك وأنواع من الخضر كالبطاطا، الجزر، اللفت، الكرفس، البصل، الحمص، والطماطم الطازجة والمعلبة، بالإضافة الى توابل مختلفة كالفلفل الاسود، الزعفران والملح.
ويتناول الصائم هذا الطبق يؤكل بعد الحريرة مع الاطباق الاخرى التي تجود بها أنامل ربة البيت بولاية سيدي بلعباس، حيث تعد ليلة النصف من رمضان وليلة الـ 27 او ليلة القدر بمثابة ليلة احتفال بالنسبة للعائلات في القرى، حيث تعد مناسبة ليصوم الاطفال الصغار لأول مرة، وتلبس الفتاة الصائمة لأول مرة اللباس التقليدي للعروس المسمى بـ «الشدة» والصبي يلبس العباءة، يذهب في السهرة الى المصور لأخذ صور تذكارية عن اول يوم صيامه في حياته.
ويحظى الصائم الصغير بعناية خاصة، فكل ما يشتهيه من اطباق يحضر على مائدة الإفطار، ويقوم الوالدين بتحفيزه لمواصلة الصيام حتى لا يضعف ويستسلم للجوع، كما يعد إفطار العروس في بيت أهلها احدى العادات التي يتميز بها المجتمع البلعباسي.
وتأتي العروس إلى بيت عائلتها للمبيت للإفطار والسهر معهم حول سنية الشاي أو القهوة والحلويات التقليدية تحضرها ربة العائلة، مع الاهل والجارات، بينما يكرم الاعمام والأخوال الصائم الصغير، ليخرج مع والده الى المسجد لصلاة التراويح مفتخرا بنفسه لصيامه يوما كاملا، وكله عزما على الصوم مرة أخرى.
