في أول سنة من زواجها

«العروس» تقضي أول رمضان وسط عائلتها وأهلها في ورقلة

ورقلة: إيمان كافي

في كل بيت «ورقلي» بالقصر العتيق، عائلة على موعد مع استقبال ضيف مميز «عروس»، تزين بحضورها أيام رمضان وسهراته، سواء كانت من بنات البيت أو من العائلة الكبيرة، ابنة العم أو الخال أو الخالة أو العمة أو ابنة أحد أصدقاء العائلة والأحباب والجيران.
طرأت على العادات القديمة المتعارف عليها بقصر ورقلة بعدم قضاء العروس أول رمضان لها في بيت الزوجية بعض التغييرات، فبعد أن كانت في القديم «العروس»، تعود خلال أيام شهر شعبان إلى بيت أهلها لقضاء الشهر الكريم، بين أهلها وفي استضافة عائلتها تمّ اختصار هذه العادة لدى الكثير من العائلات في زيارة العروس عائلتها لمدة 3 أيام أو أكثر قليلا، حسب ما أكدته محدثتنا المهتمة بالتراث المحلي فايزة لعلام.
وبالرغم من أن هذه العادة لم تعد مطبقة بكل تفاصيلها كما كانت في الماضي، بسبب التغييرات التي يشهدها المجتمع والتزامات العروس التي أضحت امرأة عاملة لديها ارتباطات مهنية أو دراسية ومسؤوليات أخرى، كما أنها اليوم غالبا ما تعيش في بيت مستقل عن العائلة الكبيرة عكس ما كانت عليه في السابق، حافظ عليها الورقليون لكن مع تحيينها وفق المعطيات الجديدة.
فقد كانت تقضي العروس أول رمضان لها في استضافة بيت والديها وكذا الأهل والأقارب، الذين يحرصون على دعوتها لإفطار رمضان معهم أو قضاء سهرة رمضانية، إلا أن التغييرات الكثيرة التي طرأت على المجتمع ألغت بعض متطلباتها، خاصة المتعلقة منها بالمدة التي كان يجب على العروس قضاؤها بعيدا عن بيت الزوجية، حيث بعد أن كانت شهر رمضان كاملا اقتصرت في بعض العائلات على أيام معدودة فقط لا تقل عن 3 أيام إحياءً للعادة وتمسّكا بها.  
وقضاء العروس لأول رمضان بعد زواجها بين أهلها وعائلتها، يكون بطلب أم العروس من أم الزوج استقبال ابنتها خلال الشهر الفضيل من باب الإعلام والاستئذان والاتفاق على أيام معينة، كما تقول السيدة فايزة لعلام.
وتتحضّر البيوت لاستقبال العروس التي تزين أيام رمضان وسهراته وقد تستقبل العائلات في ورقلة أحيانا أكثر من عروس واحدة من العائلة والمقربين، ونظرا لارتباط هذه العادة بالقاموس المجتمعي المحلي، فإن الكثير من ربات البيوت تحرص خلال تحضيرهن لاستقبال الشهر الكريم على الاحتفاظ بكمية من طحين القمح أو الشعير حتى تحضر به بعض الحلويات والأكلات التقليدية التي لا تخلو منها المائدة الرمضانية في ورقلة، على غرار طبق المسفوف و»تاكدورت» أو «الرفيس» الذي تصنع منه الأمهات كميات كبيرة لتوزيعها على الأحباب.

 استئذان العودة
وتبقى هذه العادة فرصة لتعلم أمور أخرى، بالنسبة للبنت المتزوجة حديثا وطريقة جيدة تساعدها على التكيف مع وضعها الجديد كزوجة وربّة بيت، وفرصة أيضا لاستقبال من رغبوا في لقائها من صديقاتها وعائلتها ومن لم يتمكنوا من لقائها، حيث تستقبل ضيوفها في بيت والديها كما تتنقل إلى البيوت المدعوة فيها بلباسها التقليدي والحنة وبزينتها كعروس في السهرات الرمضانية، لذلك تعتبر الكثير من عائلات الولاية استضافة العروس زينة للبيوت في شهر رمضان الكريم وهو سبب تمسّكها بهذه العادة رغم رياح التغيير.
وعادة ما تطلب أم الزوج أو حماتها في يوم الـ27 من رمضان أو بعد انتهاء الأيام المتفق عليها من زوجة ابنها «العروس» العودة إلى بيت الزوجية، لتقوم أم العروس بالإجراءات اللازمة استعدادا لعودة ابنتها إلى بيتها وكأنها عروس جديدة. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024