مع حلول شهر رمضان يعتمد العديد من أطفال العائلات السعيدية في مختلف البلديات وحافة الطريق الوطني رقم 06، على بيع المطلوع، الحليب، البيض وزيت الزيتون، حيث يتخذون من الشوارع المزدحمة بالمارة كوسط سيدي بوبكر مكانا مفضلا لعرض بضاعتهم.
كما هو الحال في العديد من المناطق عبر ولايات الوطن، يبرر الكثير من هؤلاء الأطفال لجوءهم الى هذا النوع من التجارة الخفيفة في شهر الرحمة، الى تردي أوضاعهم المعيشية وعدم قدرة أهاليهم على تحمل متطلبات الحياة، معتقدين ان ذلك هو الحل الأمثل بدلا من السرقة والسلوكيات المشينة.
ولا يجد هؤلاء الباعة الصغار المتمدرسين الذين تتراوح أعمارهم من 08 الى 17 سنة حرجا في مساعدة عائلاتهم من خلال ممارسة هذا النوع من العمل الخفيف، طالما انهم لا يأتون منكرا أو أمرا مشينا، ولكن دون المبالاة بتأثير ذلك على دراستهم خاصة أولئك الذين يتخذون هذا العمل بشكل دائم.
ويقول أحد الأطفال لـ «الشعب»: «ظروفي العائلية لا تسمح لي بالتنعم بلذة الطفولة التي يعيشها الكثير من أمثالي، فأنا مجبر على تعودي منذ الآن على الاتكال على نفسي والتخفيف على والدي من الأعباء المنزلية خصوصا ونحن في شهر الرحمة».
وهناك أطفال غيرهم كثيرون دفعتهم الحاجة وشعورهم بالمسؤولية المبكرة وبواجبهم في مساعدة أوليائهم، فقد لمسنا روح المسؤولية التي تظهر جليا عند هؤلاء الأطفال، والتي تنعدم لدى بعض الكبار.