قادة العالم يهنئون الرئيس الفرنسي المنتخب

ماكرون.. عين على الحكومة وأخرى على الجمعية العامة

سارع قادة العالم وزعماؤه إلى تهنئة الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون، عقب فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية على منافسته مارين لوبان.
إثر صدور النتائج، هنأ المسؤولون الأوروبيون ماكرون معتبرين هذه النتيجة انتصارا لأوروبا، وهو ما جاء على لسان رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الذي أكد أن الفرنسيين اختاروا «مستقبلا أوروبيا».
من جهته، هنأ رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني أيضا ماكرون موجها له الدعوة للقاء كل النواب الأوروبيين، وكتب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر «نراهن على فرنسا في قلب أوروبا لكي نغير معا الاتحاد ونقرب بين مواطنيه».
وفي الولايات المتحدة الأميركية، هنأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب ماكرون وكتب على تويتر «أهنئ إيمانويل ماكرون بفوزه الكبير رئيسا لفرنسا. إنني أتطلع للعمل معه».
من جهتها، تحدثت المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون على تويتر عن «انتصار لماكرون وفرنسا والاتحاد الأوروبي والعالم. وفشل لأولئك الذين يتدخلون في الديمقراطية».
انتصار أوروبا
أما في ألمانيا، فقد اعتبر المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن انتخاب ماكرون رئيسا لفرنسا «هو انتصار لأوروبا قوية وموحدة».
يأتي ذلك بينما أعلن متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية أن «فرنسا من حلفائنا المقربين ونحن نرحب بالعمل مع الرئيس الجديد بشأن مجموعة واسعة من الأولويات المشتركة».
كما غرد رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني قائلا «مرحى للرئيس ماكرون! هناك أمل لأوروبا!».
والأمر ذاته أكده رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، والرئيس الأوكراني بترو بورشينكو و رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي ونظيره رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال الذي قال إن انتخاب ماكرون يشكل «رفضا واضحا لمشروع التراجع الخطير لأوروبا التي انتصرت اليوم».
وفي السياق، وجه الرئيس الصيني شي جين بينغ أمس رسالة تهنئة إلى ماكرون، مؤكدا أن باريس وبكين تتشاركان «مسؤولية كبيرة حيال السلام والتنمية في العالم».

بوتين يدعو لتجاوز «عدم الثقة المتبادل»

بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، برقية تهنئة للرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون، وأبلغه أن روسيا مستعدة للتعاون البناء فيما يتعلق بالقضايا الثنائية والعالمية.
وقال الكرملين إن بوتين قال في البرقية «مواطنو فرنسا يثقون فيك لقيادة البلاد في وقت صعب لأوروبا وللعالم أجمع. تنامي تهديدات الإرهاب والتطرف يرافقها تصعيد في الصراعات المحلية وزعزعة استقرار مناطق بأكملها».

ترحيب عربي واسع

تنفّس العرب الصعداء بعد اعلان فوز المرشح الوسطي إمانويل ماكرون، وهزيمة مرشحة اليمين المتطرف، ورحب قادة عدة دول عربية بهذا الفوز وأرسلوا إليه رسائل تهنئة معبرين عن استعدادهم لتعزيز وتطوير علاقاتهم بفرنسا.
ومن بين المهنئين، الرئيس الجزائري السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي أرسل برقية تهنئة إلى الرئيس الفرنسي المنتخب إمانويل ماكرون، منوها فيها بهذا الانتخاب الذي تم «عن جدارة واستحقاق»، «تتويجا لصلابته» و»عزيمته وتبصر رؤيته وصدق تعهداته».     
كما صدرت التهاني من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والمصري عبد الفتاح السيسي، والملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود،والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، كما هنأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس الفرنسي، وأعرب الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة عن تطلع بلاده «إلى دعم وتعزيز» العلاقات مع فرنسا في ظل حكم ماكرون.

تصويت وأرقام

و قد انتخب الوسطي إيمانويل ماكرون، الأحد، رئيسا لفرنسا بحصوله على 66,10% من الأصوات مقابل 33,90% لمرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، بحسب النتائج النهائية التي أعلنتها وزارة الداخليةالفرنسية أمس الاثنين.
وبلغت نسبة الامتناع عن التصويت 25,44% من الناخبين المسجلين، وهو رقم قياسي.
وكشفت الأرقام الرسمية أن 11.5% من الناخبين تركوا البطاقات فارغة أو أبطلوا أصواتهم، في حين لم يشارك 25.38% من الناخبين في عملية التصويت.
وبهذه النتيجة يكون ماكرون -البالغ من العمر 39 عاما- الرئيس الثامن في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة التي أنشئت عام 1958، وأصغر رئيس في تاريخ فرنسا.
هذا وتنتهي ولاية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند رسميا الأحد المقبل ليتزامن ذلك مع  مراسم نقل السلطة.

بين الورقة البيضاء و الامتناع

بين الامتناع عن الاقتراع ووضع ورقة بيضاء، رفض واحد من كل ثلاثة فرنسيين الاختيار، الأحد، بين المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، في معدل قياسي منذ 1969.
وفي 1969 تنافس في الدورة الثانية من الانتخابات الفرنسية كل من آلان بوهير وجورج بونبيدو، وفاز هذا الأخير بسنبة 58.2%.
وأفادت نتائج نشرتها وزارة الداخلية مساء الأحد، وتتعلق بأكثر من 80% من الناخبين، أن نسبة الامتناع بلغت 25 %، وهي نسبة أعلى من تلك التي سجلت في الدورة الأولى (22.63%) والأعلى التي تسجل منذ الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت في 1969 (31.4%).
وإلى جانب نسبة عدم المشاركة هذه، أحصت الوزارة عدداً قياسياً من الأوراق البيضاء واللاغية تقترب من 12% من الذين صوتوا (مقابل 6.4% في 1969 النسبة القياسية السابقة) و9% من الناخبين المسجلين.
وهي المرة الأولى منذ 1969 التي تكون فيها نسبة المشاركة في الدورة الثانية أقل من الدورة الأولى.

نحو تشكيل حكومة جديدة

يبدأ الرئيس الفرنسي المنتخب، إيمانويل ماكرون، تشكيل حكومة جديدة قبل مراسم تنصيبه في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وترددت تكهنات في وسائل الإعلام الفرنسية بشأن من سيختاره أصغر زعيم فرنسي بعد نابليون، لتولي رئاسة الوزراء.
وأقر ماكرون، الذي فاز بثلثي الأصوات الصحيحة للناخبين الأحد، بأن المهمة التي تواجهه شاقة.
وسوف يعاود الحملة الانتخابية مع الحركة السياسية الوسطية المستقلة التي أسسها حديثا، (إلى الأمام)، من أجل تحويل الزخم السياسي الذي تتمتع به الحركة إلى مقاعد في البرلمان، تساعده في تحقيق أجندته التشريعية.
إذ يتمثل أول تحد له في الحصول على أغلبية برلمانية في الجمعية الوطنية في الانتخابات التشريعية في 11 و18 جوان، حتى يمكنه تنفيذ برنامجه - الذي يقوم على إصلاح كبير لحق العمل وخفض النفقات العامة، وتعزيز المحور الفرنسي الألماني.

عين على الجمعية الوطنية

ثلاث سنوات مضت كان إيمانويل ماكرون شخصية مجهولة كما أن عمر حزبه لا يتجاوز 12 شهرا ومع ذلك فاز بالرئاسة في فرنسا رغم كل ما صادفه من صعوبات. والآن أصبح التحدي الذي يواجهه هو حكم البلاد.
ولكي يحقق ذلك عليه تكوين أغلبية برلمانية تؤيد تعهداته الانتخابية في الانتخابات التشريعية القادمة وسيركز الحزبان الرئيسيان الراسخان في فرنسا كل جهدهما فيها.
ولدى ماكرون شيء واحد في صالحه على الأقل يتمثل في أثر «مكبر الأغلبية» في النظام الانتخابي الذي وضعه شارل ديغول زعيم فرنسا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بهدف تعظيم استقلال الرئاسة عن البرلمان.
وفي الأسبوع الماضي أظهر أول استطلاع للرأي عن الانتخابات التشريعية أن حركة ماكرون الجديدة «إلى الأمام» قد تفوز بما يتراوح بين 249 و286 مقعدا في الجمعية الوطنية  الفرنسية.
وحتى إذا جاءت النتيجة عند الرقم الأقل لهذا النطاق فستكون نتيجة طيبة له. فهو لا يحتاج سوى 289 مقعدا للوصول إلى أغلبية مطلقة كما أن الاستطلاع استبعد 42 مقعدا في كورسيكا والأراضي الفرنسية فيما وراء البحار.
وقال برونو جانبارت الذي أدار الاستطلاع لمؤسسة أوبينيان واي «في أسوأ السيناريوهات ستظل حركة إلى الأمام أكبر تكتل سياسي وهو ما سيكفي لمحاولة تحقيق الأغلبية «.
وحركة إلى الأمام لم يمض على تشكيلها سوى عام واحد ولم يسبق أن قدمت مرشحين في انتخابات من قبل. ولم تعلن سوى أسماء 14 مرشحا حتى الآن ويبدو للوهلة الأولى أن الأغلبية مستبعدة.
لكن الأمل كبير، ففرنسا لها ما يسمى «بمكبر الأغلبية الديغولي» و هو نظام مكون من جولتين في كل الانتخابات الوطنية بما يتيح للناخبين فرصة ثانية لاختيار «أهون الضررين». وهذا يعمل على الاستفادة من أصوات تعزز شرعية الرئيس المنتخب مباشرة خاصة إذا كان برنامجه وسطيا مثل ماكرون.
وعندما تأتي الانتخابات التشريعية بعد الانتخابات الرئاسية مباشرة فهي تشهد في العادة تراجعا كبيرا في نسبة التصويت فيما بين الناخبين الذين خابت آمالهم وزيادة في الإقبال على التصويت بين الناخبين الذين فاز من منحوه أصواتهم بالرئاسة.
هذا وكان ماكرون قد قال إنه يريد ألا يكون لنصف نوابه مستقبلا أي خبرة تشريعية سابقة، ومن بين أول 14 مرشحا أعلنت أسماؤهم مزارع ومدير مستشفى ورجال أعمال.

بعد هزيمة الجبهة الوطنية
انتكاسة لليمين المتطرف في أوروبا

اهتمت الصحف العالمية بفوز الفرنسي إيمانويل ماكرون وهزيمة رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبان في الانتخابات الرئاسية، وركزت على فكرة أن هذه الهزيمة تمثل انتكاسة كبيرة لقوى اليمين المتطرف في أوروبا.
قالت «واشنطن بوست» إن هزيمة مارين لوبان الأكبر مما كان متوقعا تمثل كابحا قويا لقوى اليمين المتطرف التي تسعى إلى الإطاحة بالاتحاد الأوروبي في الوصول للسلطة لسنوات قادمة.
وعقدت الصحيفة في تقرير لها مقارنة بين هزيمة لوبان من جهة وفوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب وانتصار خيار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي باعتبارهما انتصارا «جزئيا» لليمين المتطرف في البلدين من جهة أخرى لتقول إن أوروبا الغربية ظلت تصوت لقادة من الوسط رغم الصعود اللافت فيها لليمين المتطرف ولأفكاره، وأشارت إلى هزائم هذا اليمين في النمسا وهولندا وفرنسا، وإلى انهياره في ألمانيا.
وأضافت أن فشل اليمين المتطرف في الوصول للسلطة في أي من دول أوروبا الغربية يخالف التوقعات الواسعة التي تقول إن صعود ترامب سيطلق موجة من صعود القادة الشعبويين على نطاق العالم، وعلى رأسهم مارين لوبان.
وفي تلخيص للصحيفة قالت إن التوجه الواضح في أوروبا الغربية هو أن الناخبين مصابون بخيبة أمل في أحزاب الوسط وقادتها، لكنهم غير مستعدين لتسليم السلطة لليمين المتطرف، مشيرة إلى أنه من الممكن أن تكون الشهور القليلة لرئاسة ترامب - والتي اتسمت بالفوضى- قد أضرت باليمين الأوروبي المتطرف أكثر من إفادته.
وأشارت أيضا إلى أن اليمين المتطرف بوسط أوروبا قد وصل إلى السلطة في بولندا والمجر، لكنها قالت إن هذا اليمين في هذه المنطقة لا يمثل تهديدا وجوديا للاتحاد الأوروبي كما تمثل لوبان.
أما صحيفة «واشنطن تايمز»، فقد قالت إن هزيمة لو بان ربما تصب في مصلحة ترامب نظرا إلى افتقارها للوضوح بشأن عدد من القضايا الرئيسية، مثل إمكانية إعطائها الأولوية للجوانب الاشتراكية في توجهاتها أكثر من الوطنية، كما أنها لا تتمتع بالشخصية «المقنعة الجذابة مثل ترامب».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024