وسائل الإتصال شريك أساسي ومرافق للتنمية الاقتصادية والاجتماعية
على الصحفيّــين كقـوة إقـناع المساهمـة في الترويـج للاستثمــار
ركاش: الصّحافة همزة وصل بين أطراف الفعل الاستثماري ودور هام في التأثير على تحفيز التحولات الاقتصادية
أشرف وزير الاتصال محمد مزيان، رفقة المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار عمر ركاش، أمس، على افتتاح دورة تكوينية لفائدة صحفيي الأقسام الاقتصادية لمختلف وسائل الإعلام الوطنية حول موضوع: “منظومة الاستثمار في الجزائر والإجراءات المتعلقة بها”.
أكّد وزير الاتصال، في كلمة له لدى افتتاح الدورة التكوينية، بمقر الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، أهمية هذه المبادرة التي من شأنها المساهمة في تعزيز وتكريس التعاون المؤسساتي والتنسيق بين القطاعات، والمساهمة في التعريف والترويج وإبراز التوجهات الإستراتيجية للدولة في مجال تشجيع الاستثمار.
وأكّد مزيان، استعداد دائرته الوزارية التام، من خلال المؤسسات الإعلامية لتوفير المرافقة الإعلامية اللازمة، من أجل إبراز جهود الدولة والعمل الجبّار الذي تقوم به الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، والتعريف بها وإيصالها إلى علم الراغبين في الاستثمار، معبترا قطاع الاتصال شريكا أساسيا ومرافقا ذي قيمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار الوزير إلى أنّ القوانين المسيرة لقطاع الإعلام والاتصال، خاصة القانون العضوي 23-14 المتعلّق بالإعلام والقانون 23-20 المتعلّق بالنشاط السمعي البصري، تستثني ولا تسمح بالاستثمار الأجنبي في مجال الإعلام، بكل دعائمه، ويرجع ذلك للسياسة الوقائية التي تنتهجها الجزائر في سبيل حماية المؤسسات الوطنية وتوفير فرص العمل للكفاءات الوطنية.
ولذلك ـ يقول الوزير- “نحن حريصون على ترقية وتشجيع إنتاج المحتوى الإعلامي الوطني من خلال الاستثمار في تكوين العنصر البشري، الذي يعد الأساس في كل شيء، لما له من قيمة في ترقية الفرد والمؤسّسات، وذلك حتى يتمكّن الإعلام من القيام بدوره المحدّد.
وحسب الوزير، فإنّ تكوين الصحفي المتخصّص يحتاج إلى جزء من المفاهيم التي تساعده على أداء عمله، ومن هذا المنطلق جاء تنظيم هذه العملية التكوينية لفائدة الإعلاميّين لتزويدهم بالرصيد الكافي، لفهم فضاء الاستثمار والعمليات الاستثمارية في الجزائر وفهم كل الإجراءات التنظيمية والأُطر القانونية التي تسيّر الاستثمار، والتسهيلات الممنوحة في هذا المجال.
مسؤولية تفرض المهنية
وأشار مزيان إلى أنّ هذه الدورة التكوينية ستمكّن الصحفيّين من اكتساب معارف في هذا المجال، باعتبار أنّ الإعلام له دور “الوسيط” بين المؤسسات والأفراد، وهذا الدور يجعل منه أحد مفاتيح تعظيم مشاركة المجتمع في كافة عمليات التنمية وجعله مجتمعا مساندا للعملية، باستخدام أدوات المعرفة والوعي والتحلي بروح المسؤولية في نشر المعلومات والأخبار، والتعاطي معها بكل مهنية وموضوعية واحترافية ودقة.
ويرى مزيان أنّ مسؤولية الإعلام، تجاه عمليات التنمية بكل أبعادها تكمن في تزويد الأفراد بأكبر قدر ممكن من الحقائق والمعلومات الدقيقة بعد التأكد من صدقها ودقتها ومصدرها، ذلك أنّ الغذاء الأساسي للإعلام وخصوصا في علاقته مع قضايا التنمية هو المعلومة التفصيلية والدقيقة حول المشاريع التنموية بذاتها، داعيا الصحافة لأن تكون قوة إقناع للتعريف بفرص الاستثمار والإجراءات ذات الصلة، وأن تكون في خدمة التنمية المستدامة بكل أشكالها وأهدافها.
شريك استراتيجي لترقية الاستثمار
من جانبه، أكّد المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، أنّ هذه الورشة ستتيح الرجوع إلى أهم الإجراءات المرتبطة بالفعل الاستثماري، حيث سيتم تقاسم أهم المفاهيم والمؤشرات المتناولة في مجال الاستثمار.
وأوضح ركاش خلال كلمة ألقاها بالمناسبة، أنّ “هذه الورشة نتمكن معها من التحكم في التعامل مع البيانات المتعلقة بالمشاريع الاستثمارية، بما يمكننا جميعا من تحليل المعلومات والمؤشرات المرتبطة بمناخ الاستثمار بشكل دقيق”.
وأبرز ذات المسؤول، أنّ المبادرة “نابعة من الاهتمام العميق بأنه الاعلام يعتبر شريكا استراتيجيا لا غنى عنه في مجال ترقية الاستثمار ومناخ الأعمال”، موضّحا أنّ “دوره يتجاوز التغطية اليومية للتظاهرات والفعاليات ونقل الأخبار، حيث يمكنه التأثير وبفعالية على تغيير الواقع وتحفيز التحولات الاقتصادية”. وفي السياق، أشار ركاش إلى أنّ “الإعلام يعتبر همزة وصل بين الفاعلين المعنيّين بإجراءات الفعل الاستثماري، وكذا مختلف حاملي المشاريع، حيث يمكنهم من الوصول إلى المعلومة الدقيقة والتعرف على سياسات الدولة في مجال تشجيع الاستثمار”.
وبعد أن أكّد أنّ الاستثمار في الإعلام المهني المحترف هو استثمار مباشر في تحسين مناخ الأعمال، لفت ذات المتحدث بأنّ “النجاح في أهداف ترقية الاستثمار يعتمد على إدراكنا المشترك بأهمية هذا الدور الحيوي للإعلام، والعمل يدا بيد من أجل تحقيق هذا المسعى وجعل اقتصادنا أكثر جاذبية”.
وجدّد ركاش تأكيده على أنّ “ الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار ستظل شريكا فعّالا، وداعما لكل الجهود المبذولة والمبادرات التي تقوم بها وزارة الاتصال، من أجل خلق مناخ استثماري يرقى إلى كسب ثقة المستثمرين محليّين كانوا أو أجانب، بما يعزّز من النمو الاقتصادي ويزيد من تنافسيته”.