أقر جيش الاحتلال الصهيوني، أمس السبت، بإطلاق النار على سيارات إسعاف في قطاع غزة بعد أن اعتبرها “مشبوهة”، على حدّ زعمه. في حين نددت حركة حماس بجريمة حرب أودت بحياة عدد من أفراد الدفاع المدني.
وكان الدفاع المدني في غزة أعلن، أمس الأول، أن طواقمه تعرضت لاستهداف صهيوني خلال عملها في حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، قبل 6 أيام، حيث تمت محاصرتهم وانقطع الاتصال بهم، وأن مصير 9 من طواقم الإسعاف مازال مجهولا.
ودعت حماس إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق الفوري في الهجوم الصهيوني على طواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني، ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة.
وقالت في بيان، إن “ما تم الكشف عنه بعد أيام من فقدان الاتصال بطواقم الدفاع المدني وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي دخلت حي تل السلطان ومنطقة البركسات في رفح خلال هجوم جيش الاحتلال، والعثور على جثامين عدد من أفرادها الخمسة عشر مدفونة في الرمال بجانب سياراتها المدمّرة يشكل جريمة بشعة”.
وأضافت، أن “استهداف الجيش الصهيوني طواقم الدفاع المدني يشكل كذلك انتهاكا صارخا للقوانين الدولية، واستهتارا بكل المعاهدات والمواثيق الإنسانية، وبالقيم والأسس التي تقوم عليها المنظومة الدولية”.
وأردفت الحركة، أن “استهداف طواقم الدفاع المدني والإسعاف ومنع عمليات الإنقاذ في جريمة مستمرة على مدى أشهر الإبادة في قطاع غزة، يؤكد أنه لا حدود لوحشية آلة الإرهاب الصهيونية”.
وأشارت إلى أن “الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم يشكّل تواطؤا مرفوضا، ويضع العالم أمام مسؤولية تاريخية لوقف هذه الإبادة الوحشية والانتهاكات غير المسبوقة”.
وطالبت الحركة الأمم المتحدة ومؤسساتها، والمنظمات الإنسانية الدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتحرك العاجل لتشكيل لجنة تحقيق دولية في هذه الجريمة المروعة، والدخول إلى رفح للكشف عن مصير الآلاف من المواطنين المدنيين الذين انقطعت سبل التواصل معهم.
ومساء الخميس، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني تمكنه من دخول تل السلطان، بتنسيق ومرافقة من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وانتشال جثمان مسعف يتبع للدفاع المدني، كان ضمن 9 آخرين انقطع الاتصال بهم، الأحد.
والجمعة قال الهلال الأحمر، إن مصير 9 من عناصر فريقه مازال مجهولا عقب حصارهم واستهدافهم من جيش الاحتلال برفح.
وأضاف، أن طواقمه عادت، مرة أخرى، بتنسيق ومرافقة من قِبل مكتب “أوتشا”، إلى منطقة تل السلطان لمعرفة مصير المسعفين التسعة المفقودين، لكن الفريق لم يتمكن من الدخول للمنطقة لاستكمال البحث، حيث أنذرهم الجيش الصهيوني بالانسحاب من المكان.
وقال الدفاع المدني، الجمعة، إنه عثر على جثة قائد الفريق والسيارات “وقد زالت معالمها بعد أن أصبحت عبارة عن كومة من الحديد”.
من جهته، أقر جيش الاحتلال بإطلاق النار على سيارات الإسعاف في قطاع غزة باعتبارها “مشبوهة”، على حدّ زعمه. أما منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر فقال، إنه منذ 18 مارس “تعرضت سيارات إسعاف لإطلاق النار” و«قُتل عمال إنقاذ” في قطاع غزة.
وأضاف فليتشر، “إذا كانت المبادئ الأساسية للقانون الدولي لاتزال ذات قيمة، فيتعين على المجتمع الدولي أن يتحرك لضمان احترامها”.