منظمات دولية تنتفض بوجه الكيان الصّهيوني

8 وفيـات جراء التجويع و«الأونروا» تدعو لضخّ المساعـدات لغــزة

 انضمت منظمات دولية ومسؤولون غربيون إلى التنديد باستمرار حصار الكيان الصّهيوني لقطاع غزة، بعد إعلان الأمم المتحدة وخبراء دوليّين رسميا للمرة الأولى تفشّي المجاعة على نطاق واسع في القطاع المحاصر، في حين دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى إغراق غزة بالمساعدات لوقف المجاعة.
دعت (الأونروا) إلى إغراق غزة بالمساعدات، وقالت إنه لا يمكن وقف المجاعة إلا عبر عكس مسار الكارثة المستمرة وإدخال أكبر كمية من المساعدات عبر الأمم المتحدة.وأضافت أنّ مخازنها وحدها في الأردن ومصر ممتلئة، وأنّ هناك ما يكفي من الغذاء والأدوية ولوازم النظافة لملء 6 آلاف شاحنة. وقالت «الأونروا» إنه يتعين على الاحتلال السماح لها بإدخال المساعدات إلى غزة.
وكان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مبادرة عالمية متخصّصة في موضوع قياس الأمن الغذائي وسوء التغذية، أصدر، أمس الأول، تقريرا قال فيه إنّ المجاعة تتفشى في محافظة غزة، وتوقّع أن تمتد إلى وسط وجنوب القطاع.
وتأييدا لهذا الإعلان الأول من نوعه منذ بدء الحرب الصّهيونية على غزة في أكتوبر 2023، أصدرت منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بيانا مشتركا أكّدت فيه أنّ أكثر من نصف مليون شخص في غزة عالقون في مجاعة.
وأوضحت منظمة الصحة أنّ المجاعة تنتشر في جميع أنحاء قطاع غزة، وقالت إنها المرة الأولى التي ترصد فيها تفشي المجاعة في الشرق الأوسط.

وفيـات جديـــدة بالمجاعـة

 وبعد الإعلان رسميا عن تفشي المجاعة في مدينة غزة، أكّدت وزارة الصحة في القطاع وفاة 8 أشخاص جوعا، بينهم رضيعتان خلال 24 ساعة الماضية.
وأضافت أنّ هذه الوفيات ترفع عدد شهداء التجويع في قطاع غزة إلى 281 بينهم 114 طفلا، منذ بدء الحرب في أكتوبر2003. وبين الضحايا الجدد للتجويع الطفلة راسيل أبو مسعود البالغة من العمر شهرين، والتي توفيت في خان يونس، نتيجة سوء التغذية الحاد.

ردود فعـل دوليـة غاضبـة

 وقد أثار الإعلان الرّسمي للمجاعة في غزة ردود فعل واسعة أجمعت على تحميل الاحتلال الصّهيوني مسؤولية هذه الكارثة.
وفي أحدث ردود الفعل، قال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، إنّ غزة تعاني من مجاعة متكرّرة وكارثة هائلة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكّد، أمس، أنّ المجاعة في غزة كارثة من صنع الإنسان، وحمّل الكيان الصّهيوني مسؤولية حدوث المجاعة في قطاع غزة بصفته القوة المحتلة.
كما أعلن المفوض العام لوكالة «الأونروا» فيليب لازاريني أنّ المجاعة في غزة متعمّدة، وهي نتيجة مباشرة لحظر الاحتلال دخول الغذاء والمواد الأساسية على مدى شهور.
ومن جانبه، أكّد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك أنّ المجاعة في غزة نتيجة مباشرة لإجراءات الحكومة الصّهيونية.
 كما اعتبرت منظمة ميرسي كور للمساعدات الدولية أنّ تأكيد المجاعة هو نتيجة مباشرة لأشهر من القيود المتعمدة على المساعدات، وتدمير أنظمة الغذاء والصحة والمياه في غزة، والقصف المتواصل.
وقالت المنظمة: «لدينا ما يكفي من المساعدات المنقذة للحياة لمساعدة 160 ألف شخص، لكنها منعت لأشهر»، من جانب الاحتلال.
وأشارت «ميرسي كور» إلى أنّ ما ينقص ليس القدرة على الاستجابة، بل الإرادة السياسية للسماح بذلك.
من جهتها، قالت كاتي روكسبيرغ، من منظمة كريستيان إيد الدولية إنه من غير المعقول أن نشهد الآن بدء عمليات عسكرية للسيطرة على مدينة غزة في قبضة المجاعة. وأشارت إلى أنّ زملاءها العاملين بغزة وصفوا أفراد عائلاتهم وهم يغمى عليهم من التعب، حيث تسبّب سوء التغذية في تساقط شعرهم بكثافة.

وصمــة عار في جبـين الإنسانيـة

 بدورها، قالت هيلين ستاوسكي، مسؤولة السياسات في منظمة أوكسفام، إنه على الرغم من التحذيرات التي صدرت في جويلية الماضي من اقتراب المجاعة، واصلت سلطات الاحتلال حرمان الفلسطينيين من الغذاء. وأضافت أنّ لدى منظمة أوكسفام وحدها مساعدات منقذة للحياة بقيمة تزيد على 2.5 مليون دولار، بما في ذلك طرود غذائية عالية السعرات الحرارية، وهي الآن في مستودعات خارج غزة. وأشارت إلى أنّ جميع طلبات إدخال المساعدات رفضتها السلطات الصّهيونية جميعها، في وقت تشتدّ الحاجة إليها أكثر من أي وقت مضى.
أما منظمة أكشن إيد فقد اعتبرت إعلان المجاعة في غزة وصمة عار في جبين الإنسانية. وقالت إنه أمر مخز للغاية أن تستخدم السلطات الصّهيونية، على مدى أشهر طويلة، التجويع سلاح حرب من دون عقاب والآن نشهد العواقب الوخيمة تتجلى.

أمـر مقـزّز وحقــير

 بدوره، وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي المجاعة التي أعلنت الأمم المتحدة رسميا وقوعها في غزة، بأنها «فضيحة أخلاقية» و»كارثة من صنع الإنسان» بسبب رفض الحكومة الصّهيونية السماح بدخول مساعدات كافية إلى القطاع المحاصر من قبلها.
وأضاف لامي أنه «يجب على الحكومة الصّهيونية التحرّك فورا لمنع تفاقم الوضع، من خلال السماح بإيصال الغذاء والوقود والأدوية من دون قيود أو شروط». كما شدّد على ضرورة تمكين الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من أداء مهامها الحيوية من دون عرقلة، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار.
أما وزير الخارجية الأيرلندي سيمون هاريس فقال في سلسلة تغريدات على منصة «إكس»، إنه لا يمكن تجاهل المشاهد المؤلمة والمدمرة في غزة، ووصف الأمر بالمقزّز والحقير.وأوضح هاريس أنّ أيرلندا وصفت ما يحدث بأنه إبادة جماعية، وأضاف أنّ بلاده انتهزت كل فرصة للتعبير عن موقفها كما اعترفت بدولة فلسطين.
وأشار وزير الخارجية إلى أنّ بلاده طالبت بمراجعة كاملة لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والكيان الصّهيوني، ولكن هناك حاجة إلى المزيد وبشكل عاجل.
ودعا وزير الخارجية لمواصلة زيادة تمويل برامج مثل برنامج الغذاء العالمي لتقديم المساعدات اللازمة للقطاع المحاصر، كما دعا للتحرك نحو الترويج ليوم وطني للتضامن مع غزة، وتشجيع الدول الأخرى على القيام بالمثل.
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19856

العدد 19856

السبت 23 أوث 2025
العدد 19855

العدد 19855

الخميس 21 أوث 2025
العدد 19854

العدد 19854

الأربعاء 20 أوث 2025
العدد 19853

العدد 19853

الثلاثاء 19 أوث 2025