حذرت المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان السيدة ياقوتة مختار، في كلمة لها أمام الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان الأممي في جنيف، من لجوء قوة الاحتلال المغربي بشكل ممنهج إلى الاعتقال التعسفي كأداة قمع في الصحراء الغربية.
أوضحت خلال المناقشة العامة للبند الثاني من جدول الأعمال، استهداف المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان والصحفيين والطلبة عبر الاعتقال دون أي أساس قانوني، وسوء المعاملة والمحاكمات غير العادلة.
وأكدت ياقوتة، أن الاعتقالات قصيرة الأمد وغير الموثقة تُستعمل لترهيب الصحراويين وإسكات الأصوات المعارضة السلمية، مستحضرة حالات بارزة مثل مجموعة اكديم إيزيك، والصحفي خطري دادا، والمدافع عن حقوق الإنسان الحسين البشير إبراهيم، مشيرة إلى أنه رغم استنتاجات الفريق الأممي العامل المعني بالاعتقال التعسفي، فإن المغرب فشل في توفير سبل الانتصاف أو ضمان المساءلة.
كما شددت على أن الوضع في الصحراء الغربية يجسد بوضوح المخاوف العالمية التي أثارها تقرير المفوض السامي لحقوق الإنسان بشأن انكماش الفضاء المدني واستهداف المدافعين عن حقوق الإنسان عبر العالم.
إنشاء آلية دولية للمراقبة الحقوقية
وأصرت على أن المساءلة وضمان وصول ميكانيزمات الأمم المتحدة إلى الأراضي المحتلة أمران أساسيان لمنع استمرار الاعتقال التعسفي كأداة غير خاضعة للرقابة من أدوات القمع السياسي في الصحراء الغربية.
وطالبت الناشطة بتمكين آليات الأمم المتحدة والمراقبين المستقلين من الوصول دون عوائق إلى الصحراء الغربية، مؤكدة الحاجة إلى الشفافية والرصد لتوثيق الانتهاكات الجارية.
وفي الختام، جددت السيدة ياقوتة مختار الدعوة المستمرة إلى إنشاء آلية دائمة لرصد أوضاع حقوق الإنسان، بما في ذلك ضمن ولاية بعثة المينورسو، من أجل تمكين المجلس والمجتمع الدولي من الحصول على تقارير مستقلة ومستمرة حول الوضع في الصحراء الغربية.
من جهتها، قدمت المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان، السيدة الغالية دجيمي، مداخلة شدّدت فيها على «أهمية تطبيق قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الصحراء الغربية، بما في ذلك إجراء استفتاء لتقرير المصير للشعب الصحراوي ومساندة النضال السلمي لهذا الشعب».
تعذيب ومضايقة المعتقلين السياسيين
كما ألقى المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان حسنا أبّا، كلمة أبرز فيها العواقب الوخيمة والمستمرة للاعتقال السياسي في الصحراء الغربية. مشدداً على المعاناة التي يكابدها، ليس فقط المعتقلون أنفسهم، بل أيضاً أسرهم.
ذكر حسنا أبّا بأن حوالي 32 سجيناً سياسياً صحراوياً يقبعون حاليا في عدد من السجون المغربية، وغالباً ما تكون هذه السجون على بعد مئات الكيلومترات من أسرهم. مضيفا، أن أقرب مؤسسة سجنية تبعد ما يقارب 600 كلم عن منازل المعتقلين، مما يزيد من معاناة الأسر والمعتقلين معاً.
وسلّط الناشط الصحراوي الضوء على وضع مجموعة أكديم إزيك، التي تواجه ظروف اعتقال قاسية منذ 15 عاماً، رغم قرارات الفريق الأممي العامل المعني بالاعتقال التعسفي ولجنة مناهضة التعذيب، التي أدانت ممارسات المغرب وأكدت عدم شرعية اعتقالهم.