قال محمد أبو مغيصيب، مساعد منسّق الشؤون الطبية في منظمة أطباء بلا حدود بغزة، إنّ الوضع في القطاع أسوأ من أن يُوصف بكلمة «كارثي»، بسبب الحصار وجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها القوات الصّهيونية منذ 22 شهرا.
أكّد أبو مغيصيب، أنّ الوضع في القطاع «يزداد سوءا» وذلك تزامنا مع خطة الجيش الصّهيوني لإعادة احتلال مدينة غزة.
وتأتي هذه الخطة بينما يعاني القطاع الصحي انهيارا شبه كامل، إذ عمد الجيش الصّهيوني منذ بدئه حرب الإبادة إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، حيث أخرج معظم المستشفيات عن الخدمة، ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
كما تتزامن مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية جراء الإغلاق الصّهيوني المشدّد للمعابر، منذ مارس الماضي أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية.
وفي هذا السياق، أوضح أبو مغيصيب أنّ المرضى في المستشفيات العاملة ينامون على الأرض لعدم توفر أسرّة، فيما تكتظ وحدات العناية المركزة بالمرضى. وأضاف أنّ «الاكتظاظ وصل إلى درجة أن كثيرا من العمليات الجراحية لا تُجرى بسبب نقص الإمكانات».
وعن الوضع في قطاع غزة، قال أبو مغيصيب: «أسوأ من أن يُوصف بكلمة كارثي. هذه الكلمة باتت بسيطة جدا أمام ما يحدث».
ووفق معطيات نشرها المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش في 12 أغسطس الجاري، فإنّ 15 مستشفى فقط تعمل في القطاع من أصل 38، بينها 4 مستشفيات مركزية.
نقـاط لتوزيـــع المــوت
وعن المساعدات الإنسانية، قال أبو مغيصيب إنّ «عددا قليلا من الشاحنات دخلت إلى القطاع في الأيام الماضية، لكنها لم تكن كافية على الإطلاق».
وتحدّث عن الوضع في قطاع غزة قائلا: إنه «لا يوجد طعام، ولا دواء، ولا مساعدات إنسانية. هذا يؤدي إلى مجاعة حادة».
وأكّد أبو مغيصيب أنّ الأطفال الذين يموتون جوعا في قطاع غزة يكون بعضهم مصابا بأمراض لكنها قابلة للعلاج، فيما لو توفر لهم «الطعام والحليب أو المكملات البروتينية».
وعن توزيع المساعدات عبر «مؤسّسة غزة للإغاثة الإنسانية»، قال المسؤول الصحي إنّ تلك المنظمة التي تعمل بتوجيه أمريكي -صهيوني لم تؤسّس إلا 4 نقاط للتوزيع مقابل 400 نقطة توزيع غذاء كانت تديرها الأمم المتحدة في عموم القطاع. وتابع: «طريقة توزيع المساعدات عبر هذه المؤسّسة تشبه مشاهد أفلام الرعب. تصل باكرا إلى نقطة التوزيع، وأنت في طريق الدخول أو الخروج تُستهدف وتُضرب». وأكمل: «هذا ليس مركز توزيع مساعدات، بل نقطة توزيع للموت».