ارتكب الجيش الصّهيوني، أمس السبت، مجزرة جديدة بعد استهداف خيام النازحين في منطقة أصداء شمال غرب خان يونس، ما أسفر عن ارتقاء 12 شهيدًا غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما طالب مسؤول أممي باتخاذ إجراءات لوقف المجاعة في القطاع المحاصر.
الملاحظ أنّ المجزرة الجديدة ارتكبت في منطقة يطلب الاحتلال النزوح إليها زاعما أنها آمنة، وهي منطقة المواصي غرب خان يونس، ما يدحض هذه الادعاءات ويؤكّد مجدّدا أنه لا مكان آمنا في غزة.
وكانت منطقة المواصي المكتظة بالنازحين تعرّضت قبل ذلك بوقت قليل لقصف من مسيرة صهيونية أسفر عن استشهاد امرأة و4 أطفال.
مجــازر لا تنتهــي
هذا، و قتل الجيش الصّهيوني، صباح أمس فقط، 24 فلسطينيا بينهم 6 أطفال بهجمات متفرقة شنّها على مختلف مناطق قطاع غزة الذي يرتكب فيه إبادة جماعية منذ 22 شهرا.
واستهدفت الهجمات خياما تؤوي نازحين ومنازل ومنتظري مساعدات، خاصة في مدينة خان يونس جنوبا. كما نفذ جيش الاحتلال عمليات نسف واسعة للمباني في حي الزيتون بالتوازي مع استعداده لبدء عملية «عربات جدعون 2» لاجتياح مدينة غزة.
وفي جنوب القطاع أيضا، أفاد مجمّع ناصر الطبي بإصابة عدد من المجوّعين بنيران قوات الاحتلال، قرب مركز لتوزيع المساعدات شمال رفح.
دعوات لوقف المجاعة المفتعلة
كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلا في دير البلح، في حين أطلقت آليات عسكرية النار قرب محور نتساريم.
وقد أحصت المستشفيات الجمعة 71 شهيدا بينهم 37 في مدينة غزة، وبين الشهداء 6 من المجوّعين جرى استهدافهم في وقت كانوا يحاولون الحصول على بعض الطعام في منطقة وسط وشمال القطاع.
بالتزامن، تعالت الدعوات لوقف فوري لإطلاق النار وتوفير حماية عاجلة للمدنيّين في قطاع غزة، في ظل استمرار ارتفاع حصيلة الضحايا يوما بعد يوم، وسط دعوات أممية لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف المجاعة المفتعلة في القطاع.
نزوح تحت القصف والمجازر
في الأثناء، تشهد مناطق شمال مدينة غزة حركة نزوح واسعة لعائلات فلسطينية، بعد أن كثّف الجيش الصّهيوني قصفه المدفعي على المنطقة وأصدر إنذارات بإخلائها، في إطار خطته لإعادة احتلال المدينة.
وأفاد مراسلون بأنّ مئات العائلات خرجت على عجل محمّلة بما خف من متاعها، عبر عربات تجرها الحيوانات وسيارات متهالكة أو سيرا على الأقدام، وسط مشاهد دمار واسع وخوف يسيطر على الجميع، خصوصا الأطفال.
وشهدت المنطقة قصفا مدفعيا عنيفا استهدف مركزا لإيواء النازحين ومنازل مجاورة، وهو ما ضاعف حالة الهلع ودفع مزيدا من العائلات إلى النزوح القسري باتجاه مناطق غرب المدينة. كما ألقت طائرات مسيرة للاحتلال منشورات على منطقتي أبو إسكندر وجباليا النزلة شمال مدينة غزة، طالبت الفلسطينيين بإخلاء منازلهم والتوجه جنوبا.
معانــــاة متجــدّدة
ويشتكي الغزّيون من تكرار النزوح المؤلم منذ بداية الحرب الصّهيونية قبل نحو عامين.
وبالخصوص تقول إحدى الفلسطينيات: «نزحنا نحو 10 مرات خلال الحرب، ولا طاقة لنا بهذا العذاب»، مطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية رحمة بالفلسطينيين.
ووجّهت رسالة قالت فيها: «ارحموا مرضنا وضعفنا. نحن مسنون ولا نستطيع التحرّك كثيرا، كما أننا لا نملك خياما لنعيش فيها ولا مالا لنصل إلى الجنوب.. نريد البقاء في بلدنا حتى الموت».
هذا، وأعلنت الأمم المتحدة، الخميس، بلوغ عدد الفلسطينيين النازحين في غزة جراء الهجمات الصّهيونية أكثر من 796 ألف شخص منذ منتصف مارس الماضي. وأشارت إلى أنّ ما يقرب من 17 ألف حالة نزوح سجّلت الأسبوع الماضي.