ارتكب جيش الاحتلال الصّهيوني مجازر جديدة في قطاع غزّة، ما أسفر عن ارتقاء عشرات الشّهداء والجرحى. ومع دخول العدوان يومه العاشر بعد استئناف الاحتلال للحرب، فقد تفاقمت الأزمة الإنسانية في القطاع بشكل كبير، كما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إنّ الفرق الطبية في غزّة منهكة وتحتاج إلى حماية ودعم عاجلين ودعا العالم لعدم التسامح مع هذه الفظائع.
استشهد 12 فلسطينيا على الأقل بينهم 6 أطفال وأصيب آخرون، صباح أمس، في قصف صهيوني طال منازل وتجمّعا لمدنيّين بمناطق متفرقة من قطاع غزّة، في ظل تكثيف الاحتلال إبادته الجماعية.
ففي محافظة الشمال، ارتقى 8 فلسطينيّون بينهم 6 أطفال وأمّهم وأصيب آخرون في قصف استهدف منزلا لعائلة النجار في جباليا البلد، وفق ما أفاد به مصدر طبي. ووسط القطاع، استشهد فلسطينيّان وهما أب ونجله في قصف استهدف شقة سكنية وسط مخيم البريج. وفي الجنوب، قال مصدر طبي إنّ فلسطينيّين اثنين بينهما سيّدة استشهدا وأصيب آخرون بقصف استهدف تجمّعا لمدنيّين في محيط ديوان النجار وسط خان يونس.
و في آخر حصيلة عن حرب الإبادة، أوردت صحة غزّة أمس ارتفاعها إلى 50 ألفا و183 شهيدا منذ أكتوبر 2023، فيما ارتقى منذ 18 مارس الجاري 830 شهيدا وأصيب 1787.
الأطفــــال.. أوّل الضحايــــــــا
هذا وقال جرّاح أميركي إنه أجرى جراحة لفتاة فلسطينية مزّقتها مروحية أباتشي صهيونية عندما كانت تقود دراجتها في قطاع غزّة.
وأكّد الطبيب، الذي تطوّع للعمل في مستشفيات غزّة خلال العدوان الصّهيوني المستمر على القطاع، أنّ طائرة للاحتلال استهدفت فتى فلسطينيا في قطاع غزّة لم يغادر منطقته بعد أوامر إخلاء صهيونية، ممّا تسبّب في بتر ساقيه واستشهاد جدّته.
مســــيرة ضــــدّ الحــــرب
وفي الأثناء، خرجت في شمال قطاع غزّة تجمّعات شعبية شارك فيها مواطنون طالبوا بوقف حرب الإبادة الصّهيونية على القطاع، في ظل تصاعد عمليات القتل والتدمير التي يقوم بها جيش الاحتلال. وحمل المشاركون لافتات كتب عليها “أوقفوا الحرب” و«يكفي نزوح وتشريد” و«أرواح أطفالنا ليست رخيصة” و«نريد العيش بسلام وأمان”.
وقـــــوف مـــــع المقاومـــــة
من جانبهم، أكّد وجهاء وشيوخ بيت لاهيا شمال قطاع غزّة أنهم “يقفون في صف المقاومة الفلسطينية المشروعة، ولا يقبلون محاولات فصل بيت لاهيا وتصديرها كجسم دخيل على الحالة الثورية”.
وقال الوجهاء والمشايخ -في بيان- إن ّ«المسيرات العفوية التي خرجت اليوم لا يمكن أن نقبل استغلالها في مناكفة سياسية في هذه المرحلة الحساسة من الصراع مع العدو”. وأضافوا أنهم لا يقبلون أيضا “استغلال مطالب شعبنا المشروعة من أطراف تابعة للطابور الخامس وأشخاص مندسين لعرض صورة كاذبة عن الحالة الوطنية”.وكان بعض المندسين على المسيرات العفوية المطالبة بوقف الإبادة، قد ردّدوا شعارات ضد حركة “حماس” وحكومتها وطالبوها بوقف الحرب.
مخيّمـــات الضفــة تحـــت النـــار
وعلى غرار قطاع غزّة، يواصل الاحتلال الصّهيوني عدوانه على المدن والبلدات الفلسطينية بالضفة الغربية، حيث يقوم بتجريف الأراضي وإحراق المنازل وهدم المحلّات التجارية، بالإضافة إلى حملة اعتقالات واسعة. كما دفع بتعزيزات عسكرية وجرّافات خاصة إلى مدينتي جنين وطولكرم.
ووفق مصادر، فإنّ أكثر من 4 آلاف عائلة فلسطينية أجبرت تحت تهديد السّلاح على النزوح قسرا من مخيّمي طولكرم ونور شمس بالضفة، مع مواصلة الاحتلال عملياته العسكرية لليوم 60 على المخيّمين.
كما نزح نحو 21 ألف فلسطيني قسرا من مدينة جنين ومخيّمها جرّاء مواصلة الاحتلال عدوانه لليوم 65 على التوالي. ومن ناحية ثانية قالت بلدية جنين أنّ سلطات الاحتلال رفضت التماسا لمنع هدم 93 مبنى تضم أكثر من 300 وحدة سكنية داخل مخيّم جنين.
