بينما يكثّف الاحتلال قصفه للمنازل والخيام والمستشفيات

قطاع غزّة دخل مرحلة خطيرة نتيجـة منــع دخــول المساعــدات

 

واصلت طائرات الاحتلال الصهيوني قصفها لمناطق متفرقة في قطاع غزّة، ما أسفر عن عدد من الشهداء والإصابات بين المدنيين.
بحسب مصادر محلية، فقد نفذ طيران الاحتلال عشرات الغارات في مناطق متفرقة من خان يونس، والشجاعية، والزوايدة، وغيرها من المناطق.
واستهدفت الغارات منازل المواطنين، وخيام النزوح، ومركبات، ومنشآت تجارية، فيما تواصل العدوان البرّي على حي تل السلطان في رفح، بعد يوم دام هناك، استشهد وأصيب خلاله العشرات ممّن حوصروا في خيامهم ومنازلهم تحت قصف عشوائي كثيف.
وفي وقت سابق، أقرّ جيش الاحتلال، باستهداف مستشفى “ناصر الطبي” في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزّة.
مدنيـــــون تحــــت القصــــف
استشهد 21 فلسطينيا على الأقلّ وأصيب آخرون، بقصف صهيوني استهدف منازل وخيام نازحين ومركبات في مناطق مختلفة من قطاع غزّة، صباح أمس الاثنين، في إطار تصعيد الاحتلال إبادته الجماعية منذ 18 مارس الجاري.
وأفادت مصادر طبية وشهود عيان بارتقاء 10 فلسطينيين في غارتين، استهدفت الأولى منزلا لعائلة أبو خاطر في منطقة معن شرق خان يونس وأسفرت عن استشهاد 4 أشخاص، والثانية استهدف خيمة نازحين لعائلة أبو سمرة في منطقة قيزان رشوان جنوب المدينة وأسفرت عن ارتقاء 6 آخرين.
كما أصيب عدد من الفلسطينيين في قصف استهدف 5 مركبات متوقفة في مناطق متفرقة من خان يونس.
وقال شهود عيان إنّ الجيش الصهيوني قصف خيمة في شارع الكنيسة في منطقة “المواصي” غرب خان يونس، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات.
وفي المحافظة الوسطى، استشهدت سيدتان وأصيب آخرون بقصف استهدف شقة سكنية بمخيم النصيرات، بحسب إفادة مصدر طبي.
وأضاف الشهود إنّ جيش الاحتلال استهدف خيمة في منطقة السوارحة، وورشة لصيانة المركبات في مدخل مخيم المغازي وسط القطاع. كما قصف مركبتين متوقفتين في الزوايدة والنصيرات.
أما في محافظة غزّة، فقد ارتقى 4 فلسطينيين في غارتين استهدفتا منزلين في حي الشجاعية شرق مدينة غزّة.
حــي تــلّ السلطـــان يتعرّض لإبــــــــــادة
 كما قالت بلدية رفح جنوب قطاع غزّة، أمس، إنّ حي تلّ السلطان غرب المدينة يتعرّض لليوم الثاني لإبادة جماعية ترتكبها قوات الاحتلال بمحاصرة وقتل وتجويع آلاف المدنيين.
وأضافت البلدية في بيان: “حي تلّ السلطان في رفح يتعرّض لإبادة جماعية، حيث لا يزال آلاف المدنيين- بينهم أطفال ونساء وكبار سنّ- محاصرين تحت نيران القصف العنيف، دون أيّ وسيلة للنجاة أو إيصال استغاثتهم للعالم”.
وأكّدت انقطاع الاتصالات بشكل كامل مع حي تلّ السلطان، فيما بقي مصير العائلات المحاصرة فيه مجهولا، وفق البيان.
وتابعت: “العائلات محاصرة بين الأنقاض، دون ماء أو غذاء أو دواء، وسط انهيار تام للخدمات الصحية”. وأوضحت أنّ الفلسطينيين الذين أصيبوا جراء الاعتداءات الصهيونية “يتركون للنزيف حتى الموت، فيما يموت الأطفال جوعا وعطشا تحت الحصار والقصف المتواصل”.
وبيّنت أنّ مصير طواقم الإسعاف والدفاع المدني في منطقة “البركسات” ما زال مجهولا منذ أكثر من 36 ساعة بعد فقدان الاتصال بهم أثناء توجّههم إلى تلّ السلطان لإنقاذ الجرحى.
وختمت البلدية قائلة: “على العالم أن يتحرّك الآن قبل أن يتحوّل تلّ السلطان إلى مقبرة جماعية لسكانها ومنقذيها”.
والأحد، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية جوية وبرية على حي تلّ السلطان أدت إلى استشهاد وإصابة مدنيين وحصار آلاف منهم، فضلا عن محاصرة طواقم إسعاف ودفاع مدني بشكل متعمّد.
تجويــع وتعطيــش بقصـــد القتــــل
 من ناحية ثانية، قال المكتب الإعلامي الحكومي، إنّ جيش الاحتلال يواصل ارتكاب جرائم ممنهجة بشكل يومي ضدّ أكثر من 2.4 مليون إنسان فلسطيني في قطاع غزّة، عبر سياسات إغلاق المعابر والتجويع والتعطيش والإبادة البطيئة، متجاهلا بشكل صارخ كلّ القوانين الدولية والإنسانية.
وأشار إلى أنّ الاحتلال لا يزال يغلق معابر قطاع غزّة لليوم الرابع والعشرين على التوالي، ويمنع دخول الإمدادات الإنسانية الضرورية، لافتا إلى أنّّه ومنذ بدء الحصار منع دخول 600 شاحنة مساعدات يومياً، إلى جانب 50 شاحنة وقود، وهو ما أدّى إلى كارثة إنسانية خانقة في مختلف القطاعات الحيوية، خصوصا الصحية والخدمية.
وأكّد أنّ الاحتلال يمعن في فرض سياسة “التجويع القسري” على أهالي قطاع غزّة، ما تسبب في انتشار سوء التغذية، خاصة بين الأطفال، وإلى انعدام الأمن الغذائي، بعد إغلاق عشرات المخابز بسبب انعدام غاز الطهي، واقتراب نفاد الطحين بشكل كامل، فضلا عن تدمير أكثر من 700 بئر مياه، ممّا أدّى إلى تفاقم أزمة المياه وتزايد معدلات الأمراض المرتبطة بتلوّثها.
وأشار إلى منع الاحتلال إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية والعلاجات الأساسية، إضافة إلى منع وصول المستلزمات الطبية وقطع الغيار للمولدات الكهربائية الخاصة بالمستشفيات، وكذلك منع إدخال مئات الجرّاحين والوفود الطبية.
وأكّد أنّ ذلك يهدّد حياة آلاف المرضى، خصوصاً في ظلّ تعطل العديد من الأجهزة الطبية الحيوية بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء.
وطالب المكتب كلّ دول العالم بالضغط على الاحتلال لوقف هذه الجرائم وفتح المعابر وإدخال المساعدات فوراً وقبل فوات الأوان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19733

العدد 19733

الإثنين 24 مارس 2025
العدد 19732

العدد 19732

الأحد 23 مارس 2025
العدد 19731

العدد 19731

السبت 22 مارس 2025
العدد 19730

العدد 19730

الجمعة 21 مارس 2025