استشهد 35 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، في غارات صهيونية مكثفة استهدفت منازل وخيام نازحين بخان يونس ورفح، أمس الأحد. بينما أقرت حكومة الاحتلال مواصلة التصعيد في قطاع غزة، الذي يشهد توسعا للتوغلات البرية الصهيونية.
استهدفت الغارات عدة مناطق في خان يونس، بينها الحي الياباني ومنطقة المواصي الغربية، التي تضم أعدادا كبيرة من النازحين، ومنطقة السطر الشرقي. وقالت مصادر فلسطينية، إن الحصيلة في ارتفاع مستمر.
وكان من بين الشهداء في المواصي عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل وزوجته، كما أصيب عدد من أفراد عائلته.
وقالت حركة حماس، إن البردويل اغتيل إثر قصف الخيمة التي يقيم فيها مع عائلته.
وأشار مدونون إلى أن حركة حماس فقدت باستشهاد البردويل ومعظم أعضاء مكتبها السياسي، بما في ذلك رئيس المكتب ونائبه، رموزًا بارزة في قيادتها السياسية والعسكرية. كما امتد هذا الفقد إلى كوادرها من الصفوف الأولى والثانية، وحتى الثالثة.
كما تعرضت المناطق الشرقية لخان يونس، وبينها بلدة عبسان، لقصف جوي ومدفعي بالتزامن مع توغل قوات الاحتلال في المنطقة.
وفي رفح تعرضت عدة مناطق بالمدينة لغارات صهيونية متلاحقة. وقالت مصادر فلسطينية، إن القصف أوقع شهداء ومصابين في أحياء تل السلطان والنصر والجنينة.
وبحسب مصدر طبي من مستشفى غزة الأوروبي، فإن قصفا صهيونيا استهدف منزلا لعائلة عاشور في منطقة النصر جنوب رفح، أسفر عن استشهاد 8 فلسطينيين.
وأضاف المصدر، أن فلسطينيين اثنين من عائلة الحشاش وصلا المستشفى جراء قصف استهدف منطقة الحشاش.
وأشار إلى أن المستشفى استقبل عددا من المصابين في قصف استهدف خيام نازحين ومنازل في مناطق متفرقة من محافظات جنوب غزة.
قصف عربات النازحين
هذا واستشهد وأُصيب عدد من الفلسطينيين، أمس، في قصف صهيوني استهدفهم خلال نزوحهم من حي تل السلطان غرب مدينة رفح بعد إنذار الجيش بإخلائه الفوري تحت تهديد النيران.
وأفاد مراسلون، بأن الجيش الصهيوني استهدف عربات (تجرها حيوانات) وعشرات النازحين خلال خروجهم من حي تل السلطان ما أدى إل ارتقاء كثيرين.
وصباح السبت، بدأ الفلسطينيون بالنزوح القسري من “تل السلطان” بعدما أنذرهم الجيش بالإخلاء.
هذا الإخلاء، جاء بعد ليلة قاسية عاشها الفلسطينيون جراء قصف مكثف استهدف أنحاء مختلفة من مدينة رفح وغربها.
وأفاد مراسلون بأن الفلسطينيين نزحوا من خيامهم وما تبقى من منازلهم في حي تل السلطان، متوجهين نحو منطقة المواصي الممتدة على طول الساحل الفلسطيني من جنوب مدينة خان يونس (جنوب) وحتى شمال دير البلح (وسط).
وحمل الفلسطينيون في رحلة النزوح التي خاضوها مشيا على الأقدام تحت أزيز الطائرات ووسط أجواء يملؤها الذعر، بعضا من أمتعتهم ومستلزماتهم.
وبدا على ملامح النازحين الإنهاك بعد ليلة قاسية عاشوها جراء قصف مكثف استهدف أنحاء مختلفة من المدينة وغربها.
كما جاء في ظل استمرار المجاعة التي دخلت أولى مراحلها الأسبوع الماضي جراء مواصلة الاحتلال إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية منذ 2 مارس الجاري.
إصابة مسعفين
في السياق، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال حاصرت عددا من مركباته للإسعاف أثناء وجودها في منطقة تعرضت لاستهداف في رفح.
وأعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، فقدان الاتصال بطاقمه أثناء محاولة إنقاذ طاقم إسعاف يتبع لجمعية “الهلال الأحمر” بعد تعرضه لاستهداف صهيوني في منطقة “البركسات” غرب رفح.
في غضون ذلك، أفادت مصادر محلية فلسطينية بأن قصفا مدفعيا صهيونيا عنيفا استهدف، صباح امس، شمال مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة.
كما أفاد مراسلون بأن مدفعية الاحتلال نفذت قصفا مكثفا على منطقتي المغراقة والزهراء شمال مخيم النصيرات.
وتعرضت عدة أحياء في مدينة غزة لغارات جوية، واستشهد فلسطينيان جراء قصف على حي الزيتون جنوب شرقي المدينة غزة.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية صورا تظهر قصف مربع سكني وسط مدينة غزة.
كما تواصلت الغارات الجوية شمالي القطاع، وكان القصف خلال الأيام الماضية أدى لنزوح آلاف الفلسطينيين من بيت لاهيا ومناطق مجاورة.
هذا، وأوردت وزارة الصحة في غزة، أمس، أن حصيلة العدوان على القطاع منذ الثلاثاء الماضي، بلغت 673 شهيدا و1233 إصابة، في حين ارتفعت حصيلة الإبادة منذ السابع أكتوبر 2023 إلى 50 ألفا و21 شهيدا و113 ألف و274 إصابة.
في هذه الأثناء، صدّق المجلس الوزاري الصهيوني المصغر للشؤون السياسية والأمنية في وقت مبكر أمس الأحد، على مواصلة الضغط العسكري والحصار على قطاع غزة.
وجاء القرار بينما وسّع جيش الاحتلال نطاق توغلاته البرية داخل قطاع غزة.
وكانت صحافة الاحتلال نقلا عن مصادر أمنية صهيونية أوردت أن الاستعدادات جارية لتنفيذ خطة رئيس الأركان بشن هجوم بري واسع على قطاع غزة باستدعاء فرق عسكرية عدة، بينها قوات احتياط.