فصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه بالنار

الجيش الصهيوني يتوغل في غزة ويرتكــــــب المزيــــد مـــن المجــازر

 

يواصل جيش الاحتلال الصهيوني ارتكاب المجازر الدموية لليوم الخامس على التوالي، عقب استئنافه حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك بشكل مفاجئ ومكثف، لينهي اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 19 جانفي الماضي.
على وقع الغارات الجوية المكثفة، توغل جيش الاحتلال داخل قطاع غزة من نواحي الوسط والجنوب والشمال، حيث أعلن، أمس، توسيع عمليته البرية لتشمل منطقة رفح بأقصى الجنوب، في حين شن طيرانه الحربي قصفا مكثفا على الشمال، في تواصل لحرب الإبادة المستمرة منذ الثلاثاء والتي خلفت مئات الشهداء والمصابين.
وقال الجيش الصهيوني، أمس، في بيان، «في الساعات الأخيرة، نفذت القوات عمليات برية في منطقة الشابورة في رفح»، مضيفا أن عملياته مستمرة أيضا «في شمال ووسط» القطاع الفلسطيني.
في غضون ذلك، شن الطيران الحربي قصفا لعدة أهداف في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، تزامنا مع قصف مدفعي مكثف على البلدة التي شهدت في وقت سابق عملية برية على محور الشاطئ.وأعلن الاحتلال أن جيشه بدأ، الأربعاء، عملية برية محدودة في قطاع غزة. وقال الجيش -في بيان- إن هذه العملية البرية تهدف إلى توسيع المنطقة الدفاعية ووضع خط بين شمال القطاع وجنوبه.
مئــــات الشهــــداء والجرحـــــــى
ومع تصاعد العدوان، كشفت مصادر طبية والمتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة خليل الدقران، إن عدد الشهداء والمصابين منذ استئناف الحرب بلغ 590 شهيدا، وأكثر من ألف مصاب.
وأضاف الدقران، في مقابلة صحافية، أن بعض الإصابات في الرأس والصدر، أو بتر في الأطراف العلوية والسفلية، مشيرا إلى أن هناك مصابين لايزالون تحت الأنقاض.
وفي التطورات الميدانية لعمليات الاحتلال، أمس، قال مراسلون إنه قصف منزلين في بلدة الفخاري، ومستودعا لتوزيع المساعدات الغذائية في منطقة «معن» شرقي مدينة خان يونس جنوب القطاع، كما استهدف منزلا في حي السلام، جنوبي خان يونس.
وأكد المراسلون، أن طواقم الدفاع المدني تواجه صعوبات كبيرة في البحث عن المفقودين، جراء انهيار المباني التي تحتاج إلى معدات ثقيلة لإزالة الأسقف المنهارة لاستخراج العالقين.
وفي عبسان شرق خان يونس، أفاد المراسلون بأن الاحتلال شن غارات وقصف منازل في المنطقة، وكانت قوات الدفاع المدني قد تمكنت من انتشال طفلة رضيعة من تحت أنقاض منزل عائلتها في عبسان الكبيرة، بعد تعرضه لقصف صهيوني. وأدى القصف لاستشهاد والديها وعائلتها بالكامل، لتنجو الطفلة الرضيعة وحدها من تحت ركام المنزل الذي دمر بشكل كامل.
وإلى الشمال، نقل الأهالي وعناصر الإسعاف جثامين أكثر من 50 شهيدا إلى المستشفى الإندونيسي، إثر الغارات على بيت لاهيا، فجر أمس، إضافة لعشرات المصابين، في وقت تواجه فيه الطواقم الطبية صعوبة بالغة في التعامل مع تلك الإصابات، نظرا لنقص الإمكانات الطبية.
وضـــــــــــــــــع كارثــــــــي
على الصعيد الصحي، قال الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل إن جهاز الدفاع المدني والمنظومة الطبية يعانيان من نقص شديد في الإمكانات والمستلزمات الطبية. وطالب المجتمع الدولي، ومؤسسات حقوق الإنسان، بالتحرك العاجل لحماية المدنيين، وإنقاذ الوضع الصحي في قطاع غزة.
وأفاد مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة بقطاع غزة، الدكتور مروان الهمص، بأن أوضاع المستشفيات بعد استئناف الحرب أكثر كارثية. وطالب الهمص المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل لإنهاء المعاناة التي يمر بها القطاع.بدوره، وصف مدير المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع الدكتور مروان السلطان، الوضع في غزة بالكارثي. وقال إن المنطقة في شمال غزة تتعرض لإبادة جماعية.
عــــودة شبــــح التهجـــــير
 ومع عودة الإبادة، عاد شبح التهجير ليخيم على سكان غزة مع تكثيف الحملة العسكرية وأوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الصهيوني في عدد من مناطق القطاع، والتي أدّت إلى موجات نزوح كبيرة حتى الآن.
وأشارت مصادر إلى إعلان رئيس أركان الجيش الصهيوني، الذي قال فيه إن عام 2025 سيكون سنة حرب ضد غزة، ووضع خطة علنية لغزة تتصاعد تدريجياً، تبدأ بضربات محدودة وتصل إلى ترحيل جماعي «طوعي»، فضلاً عن تهديد وزير الدفاع الصهيوني لسكان القطاع بمزيد من الدمار والتهجير.
وفي الأثناء، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أمس الأول، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب «يدعم الاحتلال والجيش الصهيوني بالكامل وكل الخطوات التي قام بها في الأيام الأخيرة».
مصر تنفي مزاعم استقبال مهجّرين
 من ناحية ثانية، نفت مصر، أمس الجمعة، بشكل قاطع مزاعم صهيونية تتحدث عن استعداد القاهرة لنقل نصف مليون فلسطيني بشكل مؤقت لمدينة مخصصة بشمال سيناء (شرق) كجزء من خطة إعادة إعمار قطاع غزة.
جاء ذلك في بيان للهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ردا على مزاعم وسائل إعلام، دون أن تحدد جهتها، مشددا على موقف القاهرة الثابت بالرفض القاطع والنهائي لأي محاولة لتهجير الأشقاء الفلسطينيين».
وجددت القاهرة رفضها «القاطع والنهائي لأي محاولة لتهجير الأشقاء الفلسطينيين منها، قسرا أو طوعا، لأي مكان خارجها، وخصوصا إلى مصر».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19737

العدد 19737

السبت 29 مارس 2025
العدد 19736

العدد 19736

الجمعة 28 مارس 2025
العدد 19735

العدد 19735

الأربعاء 26 مارس 2025
العدد 19734

العدد 19734

الثلاثاء 25 مارس 2025