مئــــات الشهــــداء والمصابـــــين معظمهـــــم مـــــن النســــاء والأطفــــال بالقطـــاع

الاحتلال الصهيوني يستأنــف حـــرب إبـــادة الفلسطينيـــين

 

استأنف الاحتلال الصهيوني، فجر أمس الثلاثاء، بشكل مفاجئ الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وشنّ سلسلة غارات جوية دامية على مناطق متفرقة من القطاع، استهدفت خيام النازحين وبنايات سكنية مكتظة بالسكان، ما أسفر عن استشهاد وإصابة المئات، غالبيتهم من الأطفال والنساء، كما أبيدت عائلات بأكملها.
أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال عن استئناف الحرب وتوسيع الهجوم إلى ما هو أبعد من الغارات الجوية. وقالت حركة حماس، في أول تعليق لها على هذه التطورات الخطيرة، إن “نتنياهو وحكومته المتطرفة يتخذون قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى الصهاينة إلى مصير مجهول”، وطالبت “الوسطاء بتحميل نتنياهو والاحتلال الصهيوني المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه”.
استأنف الكيان الصهيوني، فجر أمس، عدوانه على قطاع غزة بسلسلة من الغارات العنيفة أسفرت، بحسب أرقام أولية أوردتها وزارة الصحة في غزة، عن 412 شهيدا وأكثر من 500 مصاب وعشرات المصابين.
وأعلن جيش الاحتلال، أن 100 طائرة شاركت في استئناف الغارات على قطاع غزة، وقال إن الهجوم سيستمر مادام ذلك ضروريا وسيتوسع إلى ما هو أبعد من الغارات الجوية.
واستهدفت الغارات التي فاجأت الغزّيين وقت السحور، مواقع مختلفة في القطاع، من بينها مخيم المغازي (وسط) وخان يونس ورفح جنوبا ومخيم جباليا وبيت حانون (شمال)، ولم تستثن الضربات حتى المدارس التي تؤوي النازحين مثل مدرسة التابعين في حي الدرج بمدينة غزة، أين ارتقى 25 شهيدا. كما أن عائلات بكاملها حُذفت من السجل المدني، في وقت وجد فيه الدفاع المدني صعوبة في إجلاء المصابين إلى المستشفيات نتيجة كثافة الغارات وتزامنها على عدّة مناطق.
المستشفيات عاجزة
في السياق، قال مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية، “إنهم عاجزون عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين، وأكد نفاد كميات كبيرة من الأدوية والمستهلكات الطبية نتيجة استمرار الحرب والحصار الصهيوني”.
وأكد أبو سلمية، “أن هناك صعوبة بالغة في الوصول إلى الأماكن المستهدفة لانتشال الضحايا”. وأضاف، “نسمع أصوات الضحايا تحت الأنقاض ولا نستطيع إنقاذهم.. لا يمكن لأي منظومة صحية متماسكة التعامل مع هذه الأعداد من المصابين”.
وتعيد هذه الأحداث إلى الذاكرة المشاهد الصعبة التي عاشها الفلسطينيون في قطاع غزة خلال حرب الإبادة التي استمرت قرابة 16 شهرا، قبل أن يعلن اتفاق لوقف إطلاق النار في جانفي الماضي، والذي خرقته القوات الصهيونية على مدار الوقت.
وتظهر المشاهد المؤلمة التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أمس، أهالي يبحثون يائسين عن أطفالهم بين الجثث والأنقاض، في مشاهد إنسانية مؤثرة تكشف حجم المأساة.
كما أدى القصف الصهيوني إلى اكتظاظ ثلاجة مشفى ناصر الطبي بالضحايا، حيث لم تعد تتسع للأعداد المتزايدة.
ويضاف هذا العدوان الجديد، إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات الصهيونية التي طالت القطاع، ما يزيد من حجم المأساة الإنسانية ويُعمّق الأزمة التي يعيشها الفلسطينيون بغزة تحت وطأة الحصار والعدوان المستمر.
مزاعم صهيونية للهجوم
ونقل عن مصدر عسكري صهيوني قوله، “إنه بتعليمات المستوى السياسي فإن الجيش يشرع في مهاجمة قادة حماس من المستوى المتوسط والشخصيات البارزة في الجناح السياسي لحماس، وبنيتها التحتية على نطاق واسع وبشكل استباقي”.
وأضاف المصدر، أن جيش الاحتلال يهاجم عشرات الأهداف بزعم “استعداد حماس لتنفيذ هجمات وتعزيز قوتها وإعادة تسليحها”.
وزعم بيان لمكتب نتنياهو، أن استئناف العدوان على غزة يأتي “في أعقاب رفض حماس المتكرر إطلاق سراح الأسرى الصهاينة، ورفضها جميع المقترحات التي تلقتها من المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف والوسطاء”.
والاثنين الماضي، قالت هيئة البث الصهيونية إن الرئيس الجديد لأركان جيش الاحتلال أقر خططا عسكرية لاستئناف الحرب على قطاع غزة، تتضمن تكثيف الضربات الجوية، وتوسيع نطاق التحركات البرية، وإعادة إخلاء شمال قطاع غزة من الفلسطينيين، إلى جانب الاستعداد لاستدعاء مئات آلاف من قوات الاحتياط وفقا لأوامر الطوارئ.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19737

العدد 19737

السبت 29 مارس 2025
العدد 19736

العدد 19736

الجمعة 28 مارس 2025
العدد 19735

العدد 19735

الأربعاء 26 مارس 2025
العدد 19734

العدد 19734

الثلاثاء 25 مارس 2025