مشاركة مميّزة في مقاومة الاحتلال وصـدّ جرائمه

المرأة الصّحراوية رمز التّحدي والصّمود

أحيت المرأة الصحراوية أمس، على غرار نظيراتها في العالم، اليوم العالمي للمرأة، حاملة شعار المقاومة حتى النصر، والصمود أمام التحدّيات الصّعبة التي يفرضها واقع اللّجوء والاحتلال الذي أقسمت على المشاركة في دحره وتحقيق الحرية والاستقلال على كامل تراب الجمهورية الصحراوية.
تحمل المرأة الصحراوية سجلاً زاخرًا بالتضحيات والنضالات في مجابهة ممارسات المحتل المغربي الذي يصعّد من استهدافه للنساء الصحراويات في المناطق المحتلة، بشكل يومي ويهدّد حياتهن باستمرار، على اعتبارهن ركيزة صمود وكفاح الشعب الصحراوي.
 وقد جاء اليوم العالمي للمرأة ببعدين، الأول يتعلق بذكرى سقوط أول شهيد صحراوي في ساحات الوغى، وهو البشير لحلاوي الذي ارتقى في 08 مارس 1974، والثاني فرصة للوقوف على معاناة  إنجازات المرأة الصحراوية التي ناضلت ولا تزال لتحقيق مشروع السيادة الكاملة.
ولطالما كان دور المرأة مركزيا في مسار القضية الصحراوية، سواء في مرحلة الاستعمار الإسباني أو في حرب التحرير ضد الاحتلال المغربي.
وترتبط مشاركة المرأة الصحراوية كل الارتباط بالمشروع الوطني من أجل إنسان صحراوي يجسد مبادئ العدالة والحقوق، خاصّة حقوق المرأة والمساواة.
عـــين علـى الأسـرة وأخــرى علـــى الوطـــن
وعلى مدى خمسة عقود من النضال، تبرز النساء الصحراويات كنماذج حية للكفاح والنضال والتحدّي والصمود في وجه الاحتلال المغربي، كما هو عليه الأمر اليوم، خاصّة بعد عودة النزاع الى مربع الصفر نتيجة الخرق المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر 2020.
كما لعبت المرأة الصحراوية دورا بارزا بفضل أفكارها، واستطاعت تجسيد برامج تنموية واجتماعية وثقافية وسياسية وإدارية، وكان لها دور أساسي على مستوى الانتفاضة في المناطق المحتلة وكذا على المستوى الحقوقي، وقد ضحّت بالكثير وتحمّلت القمع والسجن وكل الانتهاكات التي يمارسها النظام المغربي يوميا على كافة أطياف المجتمع الصحراوي.
وإضافة إلى ذلك، “أماطت اللّثام عن الوجه الخفّي للمغرب فيما تعلق بانتهاك حقوق الإنسان الصحراوي، الأمر الذي جلب إليه الأنظار والتنديد الدولي والعالمي. أما على مستوى الجاليات، فقد استغلت الفرصة لتنظيم العمل النضالي في هذه البيئة والتعريف بالقضية الصحراوية والمجتمع الصحراوي ودور المرأة فيه.
الإرادة تقهـر الظلــم
وبالمناسبة، أكدت منظمة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان “كوديسا”، أمس السبت، بأن المرأة الصحراوية هي الأكثر “معاناة” من جرائم الحرب التي يرتكبها المحتل المغربي والأكثر “تأثرا” بنتائجها الكارثية.
وأوضحت “كوديسا” في بيان لها، أن “الشعب الصحراوي يعاني من انتهاك كافة حقوقه الأساسية بسبب ما يطاله من جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية، والتي تبقى المرأة الصحراوية الأكثر معاناة وتأثرا بنتائجها الكارثية”. ولفتت في بيانها، إلى أن “المرأة الصحراوية كانت ضحية للقصف بالنابالم والفسفور الأبيض المحرمين دوليا سنة 1976، والاعدامات خارج نطاق القانون والاختفاء القسري والاختطاف والتعذيب والاغتصاب داخل المخابئ السرية لقوّة الاحتلال المغربي والتشهير والمسّ بالعرض والأخلاق وشنّ حملات تحريضية وممارسة العقاب الجماعي”.
كما عانت المرأة الصحراوية - يضيف البيان - من “الاستهداف بالضرب والتحرّش الجنسي والسحل بالشارع العام والتجريد من الملابس أثناء المشاركة في المظاهرات السلمية المطالبة بحق الشعب في تقرير المصير والسيادة على ثرواته والاعتقال السياسي بسبب الرأي والمشاركة في المظاهرات السلمية”. وتحدث هذه الممارسات القمعية والجرائم، بالجزء المحتل من الصحراء الغربية، “في ظل استمرار قوّة الاحتلال المغربي في استهداف النساء الصحراويات بشكل ممنهج ومنعهن من حقهن في التظاهر السلمي، للمطالبة بالحق في تقرير المصير للشعب الصحراوي، المكفول بموجب الشرعية الدولية”، توضح “كوديسا”.
وفي هذا الإطار، أكدت لجنة المرأة والشباب والطفولة لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، على ضرورة إجراء “تحقيق دولي فيما يتعرض له المدنيون الصحراويون من قبل قوة الاحتلال المغربي بالجزء المحتل من الصحراء الغربية، تحقيق ينتهي بكشف الحقيقة كاملة عن قصف المدنيين الصحراويين بالنابالم والفسفور الأبيض ورميهم من الطائرات، ودفن المدنيين الصحراويين أحياء في مقابر جماعية، المختطفين والمختطفات الصحراويين مجهولي المصير”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19719

العدد 19719

الأحد 09 مارس 2025
العدد 19718

العدد 19718

السبت 08 مارس 2025
العدد 19717

العدد 19717

الخميس 06 مارس 2025
العدد 19716

العدد 19716

الأربعاء 05 مارس 2025